الاقتصاد العالمي × 24 ساعة.. الدولار والنفط والذهب

يشهد الاقتصاد العالمي العديد من التذبذبات جراء الأحداث السياسية والحروب التجارية الجارية بين الولايات المتحدة الأمريكية والعديد من الدول.

وحتى الثلاثاء، استقر الدولار قرب أعلى مستوى في شهرين، مع تحسن المعنويات بفضل توقعات إحراز تقدم في محادثات التجارة بين الولايات المتحدة والصين، واتفاق مبدئي لتفادي إغلاق الحكومة الأمريكية، وقد توصل المشرعون الأميركيون إلى اتفاق بشأن تمويل أمن الحدود، قد يسهم في تفادي إغلاق جزئي آخر اعتبارا من السبت، مما أدى لمكاسب للأسهم الآسيوية.

وبدأت محادثات التجارة في الصين هذا الأسبوع بعد أن انتهت جولة سابقة في واشنطن الأسبوع الماضي، دون التوصل إلى اتفاق، وقد عقب رئيس فريق التفاوض الأمريكي قائلا إنه مازال هناك كثير من العمل، فيما استقر مؤشر الدولار عند 96.986، بعد أن صعد لأعلى مستوى منذ منتصف ديسمبر عند 97.117 في الجلسة السابقة.

وأضرت بيانات ضعيفة في أوروبا بالمعنويات تجاه العملة الموحدة، واستقر اليورو قرب أقل مستوى في شهرين ونصف الشهر عند 1.1267 دولار الذي سجله في الجلسة السابقة، فيما استقر الجنيه الإسترليني دون تغير يذكر عند 1.2878 دولار، قبل إلقاء رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي بيانا أمام أعضاء البرلمان.

فى سياق متصل ارتفعت أسعار النفط، حتى الثلاثاء، وسط تخفيضات المعروض التي تقودها "أوبك" والعقوبات الأميركية على إيران وفنزويلا، وإن كان بعض المحللين يتوقعون أن يؤدي ارتفاع الإنتاج الأميركي والمخاوف المرتبطة بالنمو الاقتصادي إلى كبح أسواق الخام، وبحلول الساعة 07:51 بتوقيت جرينتش، بلغ سعر خام غرب تكساس الوسيط الأميركي في العقود الآجلة 52.69 دولار للبرميل، بزيادة 28 سنتا أو 0.5 بالمئة عن التسوية السابقة.

وقال متعاملون إن استمرار إغلاق أجزاء من خط الأنابيب كيستون الذي ينقل النفط الكندي إلى الولايات المتحدة ساهم أيضا في دعم الخام الأمريكي، فيما ارتفع خام القياس العالمي برنت في العقود الآجلة 38 سنتا أو 0.6 % إلى 61.89 دولار للبرميل.

النفط

وفيما يتعلق بالنفط، قال بنك جي بي مورغان الأمريكي في مذكرة أسبوعية: "نعتقد أن النفط لا يأخذ في الحسبان المخاطر الكامنة على صعيد المعروض في الآونة الأخيرة، في الوقت الذي تركز به الأسواق حاليا على المحادثات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، متجاهلة المخاطر الناجمة حاليا عن فقد البراميل الفنزويلية، فيما قال بنك "مورغان ستانلي" الأمريكي، إن ارتفاع إنتاج النفط الخام في الولايات المتحدة، الذي يكون عادة من النوع الخفيف، أسفر عن وفرة في إنتاج البنزين، وقد زاد إنتاج الخام الأمريكي أكثر من مليوني برميل يوميا العام الماضي، إلى مستوى قياسي بلغ 11.9 مليون برميل يوميا.

الذهب

أما بخصوص الذهب، فقد نزلت أسعاره، حيث تلقى الدولار الدعم من إقبال المستثمرين عليه كملاذ آمن في مواجهة المخاوف المتنامية بشأن تباطؤ النمو العالمي بفعل الخلاف التجاريبين الولايات المتحدة والصين، و بحلول الساعة 1913 بتوقيت غرينتش، انخفض الذهب في المعاملات الفورية 0.4 % إلى 1308.18 دولار للأوقية (الأونصة)، فيما تراجعت عقود الذهب الأمريكية الآجلة 0.5 % في التسوية إلى 1311.9 دولار للأوقية.

يأتي فى ذلك، فى وسط تطلعات للمستثمرون تجاه محادثات التجارة بين بكين وواشنطن هذا الأسبوع، من أجل تحسنها والوصول إلى اتفاق تسوية، مع توجه وفد يضم مسؤولين أمريكيين إلى الصين من أجل الجولة القادمة من المفاوضات.

ومن ضمن  المعادن النفيسة الأخرى، هبط السعر الفوري للبلاديوم 1.4 % إلى 1383 دولارا للأوقية، فيما انخفضت الفضة بنحو واحد في % إلى 15.67 دولار للأوقية، في حين تراجع البلاتين 1.8 % إلى 783.50 دولار للأوقية.

في سياق متصل، تشتري البنوك المركزية حول العالم كميات ذهب بمعدل لا مثيل له منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، في وقت تدفع المخاوف الجيوسياسية وقوة الدولار إلى تغيير في النظرة إلى الأصول البعيدة عن المخاطر، و بحسب شركة "برنشتاين" للأبحاث، فإن مجموعة عوامل أدت إلى إقبال البنوك على المعدن الأصفر، منها المخاوف الجيوسياسية، والمخاوف المتعلقة بالديون الحكومية، وقضايا العرض، وإدراك أن الذهب يعطي عوائد أفضل من الأصول الأخرى، وفقا لموقع"بيزنيس إنسايدر" الأمريكي.

في سياق متصل، أظهرت بيانات البنك المركزي في الصين، الاثنين، أن احتياطي ثاني أكبر اقتصاد في العالم قد ارتفع بأكثر من المتوقع في يناير إلى 3.088 ترليون دولار أمريكي، وقد ارتفع احتياطي النقد الأجنبي في الصين بأكثر قليلا من المتوقع في يناير، مع صعود اليوان على أمل إحراز تقدم في محادثات التجارة الصينية الأميركية، ما قد يخفف الضغوط على الاقتصاد الصيني المتباطئ.

وأوضحت بيانات المركزي الصيني أن احتياطيات البلاد ارتفعت بمقدار 15.2 مليار دولار  في يناير، وهي أكبر زيادة في عام إلى 3.088 تريليون دولار، فيما يأتي ذلك بالمقارنة مع زيادة 11 مليار دولار في ديسمبر  الماضي، فيما توقع اقتصاديون في استطلاع أجرته وكالة رويترز زيادة 9.3 مليار دولار.