"من أجل تسوية النزاعات".. تعرف على الآليات المصرية لدعم السلم والأمن في قارة أفريقيا
الثلاثاء، 12 فبراير 2019 07:00 م
تضع مصر لقضية السلم والأمن في قارة أفريقيا أهمية خاصة، وتسهم في الحفاظ على ذلك بآليات مختلفة ومساهمات عديدة.
ترتكز استيراتيجة مركز القاهرة الدولي لتسوية النزاعات وحفظ وبناء السلام، على رؤية "أفريقيا أمنة وسليمة ومزدهرة"، وكانت بدايات المركز تحت مسمى "مركز القاهرة الإقليمي للتدريب على فض المنازعات وحفظ السلام في أفريقيا".
ويهدف المركز إلى تحقيق عدد من الأهداف، من بينها تيسير ودعم جهود الدبلوماسية الوقائية وحل الصراعات، ودعم العمليات والمؤسسات السياسية في مرحلة ما بعد الصراع، وتدريب قوات حفظ السلام الأفريقية وبناة السلام وتقوية قدرات المنظمات الوطنية والإقليمية والقارية العاملة في مجال السلم والأمن، وتحليل الأسباب الجذرية للصراعات، وتسهيل الحوارات الوطنية بهدف حل النزاعات بالوسائل السلمية، وبناء القدرات لبناء مؤسسات قوية وفعالة وإعداد كوادر من المتخصصين الأفارقة في سعيهم لإيجاد حلول محلية لمشاكل أفريقيا، وتقديم توصيات عملية إلى صناع القرار.
بالإضافة للمجالات التقليدية لعمل المركز مثل حفظ وبناء السلام وإدارة وفض المنازعات، تناولت الأنشطة التدريبية للمركز موضوعات مثل إدارة الأزمات، ومكافحة الاتجار في البشر، ومكافحة تهريب الأسلحة الصغيرة والخفيفة، والإدارة المتكاملة للحدود، فضلا عن الدورات التي عقدها المركز في مجال الإعلام والنزاع، والتي تم من خلالها تدريب الصحفيين المصريين والأفارقة على مهارات التغطية المهنية للنزاعات.
وفي ظل هذه الجهود حافظ المركز على وضعيته المميزة في الاتحاد الأفريقي باعتباره أحد مراكز التميز في التدريب المعتمدة من الاتحاد، وتوج ذلك باستضافة أهم دورة تدريبية ينظمها الاتحاد سنويا، وهي دورة تدريب قادة المهام الأفريقية لحفظ السلام، منذ أكتوبر 2014 في القاهرة.
المركز الإقليمي لمكافحة الإرهاب لدول تجمع الساحل والصحراء
أعلنت مصر في 24 يونيو 2018 الانتهاء من إنشاء المركز الإقليمي لمكافحة الإرهاب لدول تجمع الساحل والصحراء، حيث يأتي تأسيس المركز في إطار حرص الرئيس السيسي على دعم مصر للدول الأعضاء في تجمع الساحل والصحراء في إطار تعزيز الشراكة والتعاون المستمر لمكافحة الإرهاب ودعم جهود الأمن والاستقرار بالمنطقة.
وأشادت الوفود المشاركة في الاجتماع السابع لوزراء دفاع دول تجمع الساحل والصحراء والذي عقد في العاصمة النيجيرية "أبوجا" في الفترة من 20 إلى 22 يونيو 2018، بجهود مصر في تأسيس المركز الإقليمي لمكافحة الإرهاب لدول تجمع الساحل والصحراء، ووجه أعضاء الوفود المشاركة بالمؤتمر رسالة شكر وتقدير إلى الرئيس السيسي، على تنفيذ وعده بإنشاء المركز في زن قياسي، كذلك تفعيل وتقديم 1000 منحة دراسية للعسكريين من دول التجمع في مجال الأمن والدفاع وتقديم 1000 منحة جديدة للدراسة في مصر دعما لدول التجمع، والتنسيق على إجراء تدريبات مشتركة دورية في مجال مكافحة الإرهاب.
ودشن المركز في 8 ديسمبر 2018، أولى أنشطته باستضافة فعاليات التدريب المشترك في مجال مكافحة الإرهاب بين عناصر دول تجمع الساحل والصحراء، بقاعدة محمد نجيب العسكرية، بمشاركة عناصر من القوات الخاصة لكلا من مصر والسودان ونيجيريا وبوركينا فاسو ضمن المجموعة الأولى للتدريب على أسلوب التعامل مع التهديدات الإرهابية المختلفة كالجماعات المسلحة وتحرير الرهائن.
ويهدف التدريب المشترك في مجال مكافحة الإرهاب، إلى تحقيق التجانس بين القوات الخاصة الأفريقية، وتدريب القوات على العمل كفريق واحد مع قوات الدول الصديقة والتدريب على سرعة رد الفعل تجاه المواقف التكتيكية الطارئة طبقا لأعمال القوات على الأرض.
كما يوجد "القوة الأفريقية الجاهزة"، والتي تشارك مصر في جهود تفعيلها، وتستضيف مقر قيادة اللواء التابع لقدرة الإقليم، وإحدى قاعدتيها الإداريتين، وتشح الضباط من القوات المسلحة ووزارة الداخلية للعمل بعنصر التخطيط التابع لأمانة القدرة، علاوة على تظيم عدد من الدورات التجريبية للعناصر الشرطية والمدنية للدول الأعضاء.
إضافة إلى "القدرة الأفريقية للرد الفوري في الأزمات"، وتتشكل من مساهمات عسكرية طوعية تقدمها الدول الراغبة من أعضاء الاتحاد الأفريقي، باعتبارها قوة جاهزة للتدخل السريع تتمركز وحداتها بالدول المساهمة ويتم نشرها في مناطق النزاعات.
وتعهدت مصر بالمساهمة في القدرة بمستشفى ميداني من المستوى الثاني أو عناصر للمهندسين العسكريين وضباط للقيادة وبراج للتدريب، علاوة على ذلك يشارك ضابطان من وزارة الدفاع بخلية قدرة "الأسيرك" بمقر الاتحاد الأفريقي في أديس أبابا منذ أغسطس 2015.
جاء ذلك في كتبا "مصر في أفريقيا" الصادرة عن الهيئة العامة للاستعلامات، بمناسبة تولي مصر رئاسة الاتحاد الأفريقي.