قصة منتصف الليل: سامحها على عدم عذريتها فارتمت في أحضان العازب
الإثنين، 11 فبراير 2019 11:00 م
وقف «تامر» أمام أهل زوجته الذين جاءوا به لتوجيه اتهامات متتالية فى جلسة أشبه بالمحاكمة ليبدو متهما بأشياء لم يرتكبها على الإطلاق، ورغم ذلك لا يستطيع الدفاع عن نفسه.
ظل صامتا يستقبل أحاديثهم وكأنها طعنات فى صدره عاجزا عن صدها، ولكن كيف يدافع عن ذاته وبداخله سر مكتوم من الصعب البوح به فتقبل الوقوف صامتا كل ما يفعله أن تعيد عليه ذاكرته الأيام التى عاشها مع زوجته منذ الليلة الأولى.
فالليلة التى ينتظرها الجميع كانت فاجعة له، اكتشف فيها أن زوجته لم تكن عذراء ورغم ذلك رفض عتابها على شئ فربما علاقة لم تكتمل لظروف ما وتناسى الأمر، وكأنه لم يكن مقتنعًا بأن كل شخص لديه أخطاء، ولكنها غضبت من عدم تعليقه على الأمر وظنت أنه من باب الإهمال واللامبالاة فسألته عن السبب فأكد لها عدم أهمية الأمر بالنسبة له فكل ما يهمه هو حياتها معه بعد الزواج أما قبل ذلك فهو لا شئ سوى ماضى وانتهى.
ظن «تامر» أن زوجته ستحترم رد فعله ولكنها تهاون به وفوجئ بتصرفات مثير للجدل أدخلت الشك فى قلبه فكان هاتفها ملصق بيديها طوال الوقت ترفض تركه لأى سبب، والعديد من الاتصالات التى تستقبلها فى ساعات متأخرة من الليل وترفض الرد طوال فترة وجوده فى المنزل، وإذا أتى فجأة من العمل يجدها تتحدث فى الهاتف، وتغلقه فجأة دون مقدمات فور ملاحظة وصوله، فسألها عن السبب فانفجرت من البكاء واعتبرت سؤاله مرتبط بعدم عذريتها وأنه يشك فى تصرفاتها وليس كما قال من قبل بأن الأمر لا يهمه ولكنه أيضا قال أن المهم له هو ما بعد الزواج وليس ما هو قبل ولكنها لم تهتم بمشاعره كزوج وتثير شكوكه تجاهها.
رغم كل ذلك لم يكن له رد فعل يذكر سوى السؤال والعتاب بهدوء ولكنها أثارت ضجة وطلبت الطلاق منه لشكه بسلوكها فوقف مذهولا من طلبها فقد قدم الكثير من التنازلات فى هذه العلاقة ربما من الصعب أن يقدمها رجل ورغم ذلك لا يجد تقدير منها فشعر أن هذه الزيجة ما هى إلا لتحصل على لقب متزوجة لتغطي لعاقتها السابقة وأن الهدف من العلاقة انتهى بعد عدة أسابيع وجاء وقت الطلاق لتنتهى خطتها، فعندما استمع لطلبها لم يحاول أن يتمسك بها أو يهدئ من روعها فجمعت ملابسها وغادرت المنزل متجهة إلى منزل أهلها الذين طلبوا منه الحضور لمناقشة الأمر.
فوجئ فى جلسته معهم باتهامات لا تخطر على باله فقد اتهمته زوجته بضربها وإساءة معاملتها وأنها من تشك فى علاقاته بسيدات أخريات ورغم كل هذه الأحاديث رفض أن يفضح أمرها خوفا عليها من رد فعل أهلها وما سيؤثر على مستقبلها من الفضيحة المنتظرة فرغم كل ذلك فقد حملت اسمه ولو لعدة أسابيع، وعندما انتهى الجميع من طعنه بالاتهامات وقفت زوجته تصرخ فى وجهه تطلب الطلاق أمام الجميع وسط تأييد أهلها لقرارها فلم يجد أمامه مفر سوى إنهاء العلاقة الزوجية بالطلاق فى هدوء وخرج ليكتشف أنه فى الوقت الذى قضاه وسط عائلتها فى المنزل كان هناك من يقتحمون المنزل ليأخذوا كافة متعلقاتها والأثاث ليجد المنزل فارغا تماما.
حاول الاتصال بزوجته ليستفهم عن سبب ما حدث ولكن بطارية هاتفه لم تسعفه فطرق باب جاره العازب ليطلب منه الحديث من هاتفه وعندما أمسك بالهاتف وضغط على رقم زوجته وجده مسجل لديه باسم «الموزة»، صدم الزوج مما رآه وانتهز فرصة ابتعاد جاره عنه وبدأ يتصفح الرسائل بين الجار وزوجته ليجد أنه الشاب الذى كانت على علاقة به، ولازالت العلاقة مستمرة وأن كل ما مر به ما هو إلا مخطط الطرفين معا وأن اختيار زوجته لهذه الشقة السكنية كان لغرض تواجدها بجوارعشيقها، كما وجد اتفاقاتهم على اللقاء فى المنزل أثناء خروجه للعمل فاتخذ نسخة من هذه الرسائل وأرسلها لنفسه وترك الهاتف لجاره وخرج بهدوء.
وفى اليوم التالى قرر أن يقف هذه الإهانات المتوالية وضرورة التحرك مدافعا عن خسارته الفادحة من هذه العلاقة وأرسل النسخ إلى أهلها وأخبرهم بأنه سيتخذ كافة الإجراءات القانونية للحصول على مستحقاته، والانتقام من خيانة زوجته له رغم احترامه الشديد بأن الماضى انتهى وستبدأ حياة جديدة معه، ولكن لم يجد أى رد فعل منهم وكأنهم على علم بما يحدث أو ربما تجاهلوا أمره فقرر التوجه بالفعل لمحكمة الأسرة ويقف يسرد إليهم ما حدث مطالبًا بحقوقه.