«قرار الرئيس دونالد ترامب بسحب القوات الأمريكية من سوريا أدى إلى تدافع القوى الدولية والقوات المحلية لمعرفة الكيفية التى يمكن بها ملء الفراغ المزعزع للاستقرار الذى سيتركه الأمريكيون ورائهم».. هذا ما كشفته صحيفة «واشنطن بوست».
لكن مع استمرار الجهود الدبلوماسية، أصبح من الواضح أنه لا يوجد ترتيب واضح من شأنه أن يهدئ المخاوف المتصارعة وأجندات كل الأطراف المعنية، ومن غير المحتمل أن يحدث هذا قريبا.
وقالت الصحيفة، إن كل من تركيا وروسيا والأكراد السوريين حلفاء أمريكا والحكومة السورية لديهم مصلحة استراتيجية فى وجود أى ترتيب لمستقبل شمال سوريا، إلا أن أغلب مطالبهم متعارضة تماما، كما أن عدم حديثهم مع بعضهم البعض يعقد من صعوبة التوصل لحل.
فتركيا تعتبر المقاتلين الأكراد قوة إرهابية، وتريد أن تنشىء منطقة عازلة تحت سيطرتها لإبعادهم عن حدودها. فى حين أن الأكراد حلفاء أمريكا الذين يخشون الملاحقة على يد تركيا، يريدون أن يظل الأتراك فى الخارج.
وتريد إدارة ترامب إرضاء الطرفين، وتحقيق وعدها المتناقض بحماية الأكراد ومنح تركيا حصة فى المنطقة، وسيفضل الأكراد عودة سلطة الحكومة السورية فى المنطقة التى يسيطرون عليها. لكن إيران هى واحدة من أقرب حلفاء الرئيس بشار الأسد، وتعارض إدارة ترامب أى خطة تسمح للإيرانيين بالحفاظ على نفوذهم فى سوريا.
ويقول أرون شتاين، مدير برنامج الشرق الأوسط بمعهد أبحاث السياسة الخارجية الأمريكية، إن المواقف السابقة لم يمكن توفيقها، وهذه مشكلات هائلة، وتحاول الولايات المتحدة حلها، لكنها لا يمكن التوفيق بينها.
كانت روسيا قد حذرت القوات الإسرائيلية من تداعيات مواصلتها شن ضربات جوية على سوريا، داعية إياها إلى عدم حل مشاكلها الأمنية على حساب الآخرين واحترام سيادة الدولة السورية. وشدد السفير الروسي لدى إسرائيل أناطولي فيكتوروف - في تصريحات أوردتها قناة روسيا اليوم اليوم على ضرورة الاحترام غير المشروط لسيادة سوريا ووحدة أراضيها باعتبارها عضوا كاملا في منظمة الأمم المتحدة.
ونفذت إسرائيل في العامين الماضيين سلسلة واسعة من الغارات الجوية على المواقع العسكرية داخل سوريا، قالت إنها موجهة ضد تمركز القوات الإيرانية في البلاد أو ضد تسليح «حزب الله» اللبناني أو جاءت ردا على تصرفات «عدوانية» من قبل الجيش السوري.
وكانت مجلة National Interest الأمريكية، قد اعتبرت أن منظومات الدفاع الجوي الروسية «إس-300»، ستشكل الآن، بعد تسلمها للتو مهمات قتالية في سوريا، تهديدا خطيرا لسلاح الجو الإسرائيلي. وقالت المجلة المتخصصة في شؤون الأمن والدفاع، إن نشر النظام الصاروخي الدفاعي الجديد سيتم استخدامه لممارسة الضغط على إسرائيل في محادثات التسوية السورية.
ووفقاً للمجلة، فإن الصور التي التقطها القمر الصناعي (Eros-B) الإسرائيلي، تشير إلى أن النظام الصاروخي المضاد للطائرات «إس-300»، في سوريا تسلم قبل أيام معدودة مهمات قتالية. وفي نفس الوقت فإن الشرح التوضيحي للصور يبين أن قاذفات الصواريخ منصوبة بشكل موسع في الخدمة القتالية للمرة الأولى منذ وصول المجمع إلى سوريا.