الدكتور مسعود.. ذبحه 3 «قطاع طرق» ورثاه «توك توك»

«يا ولدي قد مات شهيدا من مات من أجل لقمة العيش».. بتلك الكلمات رثت امرأة ستينية فتى عشريني، لقى مصرعه أثناء عمله الإضافي في مدينة السلام- شرق القاهرة- بعدما أن أقدم 3 قاطعي طريق، على طعنه بأسلحة بيضاء.

الدكتور مسعود، هكذا عرف المجني عليه بين أبناء منطقته. تخرج مسعود صلاح من كلية التربية، اشتهر ببشاشة وجهه، عمل صباحًا فى مركز للتخاطب، وتعليم الأطفال المتأخرين ذهنيًا، ومساءا سائق توك توك، لتوفير نفقات زواجه، ليعود ليلا ليكمل دراسة الحصول على الماجستير فى التخاطب والسلوك.

المجني عليه- مسعود

فى مساء الخميس الماضى، استقل مسعود مركبته السمراء، بعد انتهاء يومه الدراسي، لكن المساء لم يمضى، وعثر الأهالي على جثمانه بعد مرور ساعتين، ملقى بجوار إحدى المدارس، بمنطقة سكنية تحت الإنشاء، بدون «المركبة» الخاصة به. يقول محمد خالد، صديق المجني عليه، إنه كان مثالا للأخلاق والاحترام، يكسب الجميع بابتسامته المعهودة، يحاول كسب المال الحلال بجانب طموحه الدراسي، فى الحصول على ماجستير التخاطب.

وأشار إلى أنه لا يتناول أي مواد مخدرة ولا حتى سجائر، يقول أحمد صلاح، شقيق المجني عليه: «مسعود كان معروفا عنه الاحترام وكان محبوبا من أهله وأصحابه، كان مثالا لكثير من الناس، بسبب اجتهاده وإخلاصه فى عمله وطموحه الدراسي والعملي، أخويا كان متعود يصرف على نفسه، لما دخل معهد خدمة اجتماعية، اشتغل على توك توك، عشان يصرف على نفسه ويجيب مصاريف دراسته، واتخرج عام 2014 بتقدير عام جيد جدا، واشتغل مدرس تربية فكرية وأخصائي نفسي».

أحد الأهالى يروي قصة مسعود

يضيف: «أخويا بعد ما اشتغل مدرس كان مرتبه 1500جنيه، عمل جمعية واشترى توك توك، عشان يزود بيه دخله، وكان كل يوم الصبح فى شغله مدرس، ويجي ينام ساعة، وينزل على العصر يشتغل على التوك توك، ومكنش بيخجل إنه يسوقه، ده غير إنه كان بيحضّر ماجستير فى علم النفس والسلوكيات، وده كان سبب احترام الجميع ليه»، متذكرا: «في يوم الخميس اللي فات، نزل يشتغل على التوك توك الساعة 3 عصرا بعد ما رجع من مركز التخاطب، زى كل يوم، بعدها بساعة لاقينا الأهالي بتبلغنا إنهم لقوا جثته خلف القسم، على طريق مصر إسماعيلية الصحراوي، روحنا لقيناه مدبوح وغرقان فى دمه كانوا سابوه وخدوا أي حاجة حسبي الله ونعم الوكيل».

البداية كانت مع تلقى اللواء محمد منصور، مدير أمن القاهرة، إخطارًا من قسم السلام ثان، بعثور أهالي منطقة النهضة، على سائق توك توك مقتولاً، وملقى بجثته بجوار إحدى المدارس، وانتقل فريق بحث بإشراف اللواء أشرف الجندي، مدير مباحث العاصمة، وتبين أن الجثة لشاب يدعى (مسعود.أ - 26 سنة)، سائق توك توك، ومقيم فى مدينة النهضة.

ورجحت التحريات الأولية التى توصل إليها فريق البحث، أن الجناة استدرجوا الضحية، وقاموا بقتله بدافع السرقة والاستيلاء على مركبة التوك توك ملكه، فيما أمر مدير الأمن بتكثف الأجهزة الأمنية جهودها لضبط مرتكبي الواقعة، وتحرر عن ذلك المحضر اللازم.

وكلفت النيابة فريق البحث من قسم شرطة السلام ثان، بوضع خطة للقبض على مرتكبي الواقعة، وأمرت بسرعة الانتهاء من تقرير الأدلة الجنائية؛ للوقوف على ملابسات القتل، وصرحت بدفن الجثة بعد الانتهاء من تقرير الصفة التشريحية.

منزل المجنى عليه