بوعزيزي جديد في لبنان.. قصة جورج الذي أحرق نفسه أمام مدرسة ابنته لتردي المعيشة

السبت، 09 فبراير 2019 06:00 م
بوعزيزي جديد في لبنان.. قصة جورج الذي أحرق نفسه أمام مدرسة ابنته لتردي المعيشة
المدارس في لبنان

أثار حادث وفاة لبناني متأثرًا بجروحه، بعد أن أقدم على إضرام النار في نفسه الخميس الماضي، أمام المدرسة التي تدرس فيها ابنته بسبب تردي أوضاع المعيشة، سخًطًا واسعًا على المستويين الشعبي والحكومي، ما دفع عدد من المتابعون التعبير عن امتعاضهمم مما جرى عبر مواقع التواصل الاجتماعي، واصفين الحادثة بالبشعة.
 
«قد تحدث المأساة لأي مواطن لبناني نتيجة الأوضاع المعيشية الصعبة وغلاء المعيشة»، هكذا عقب السياسيون والمتابعون عن حادث إضرام شخص النار في نفسه، وغرد وليد جنبلاط زعيم الحزب التقدمي الاشتراكي والنائب السابق على هذا الحادث قائلا: «مواطن في الكورة يذكرنا بالبوعزيزي»، في تلميح إلى أن هذا الحادث يشبه واقعة بوعزيزي التونسي الذي أشعل شرارة الاحتجاجات في تونس عام 2010.
 
وكان جورج زريق ينوي نقل ابنته من مدرسة "سيدة بكفتين" في الكورة إلى مؤسسة تعليمية أخرى لعدم قدرته على تسديد المستحقات وتردي وضعه المادي، فيما قال قائد تيار المردة المحامي سليمان فرنجية: «جورج زريق عينة يومية بلا نار لا يرصدها أحد»، بينما وزير الداخلية السابق أشرف ريفي، فقال: «جورج زريق أحرق نفسه لأنه عجز عن تأمين أقساط أولاده. أي عار هذا على فاقدي الضمير والأخلاق والإنسانية؟ هذه جريمة قتل وليست انتحارا. ارفعوا الصوت أيها اللبنانيون وقولوا كفى حتى لا يقتل جورج مرتين. قولوا لا بصوت عال قبل أن تأكلكم حيتان الجشع والفساد».
 
ودفع الحادث المأساوي، وزارة التربية والتعليم والمدرسة المذكورة إلى الرد، حيث قال مكتب وزير التربية والتعليم العالم اللبناني أكرم شهيب في بيان، أنه «تبلغ بكل أسف وفاة المواطن جورج زريق الذي أشارت وسائل الإعلام إلى أنه أقدم على إضرام النار بنفسه أمام مدرسة خاصة في منطقة الكورة بسبب أوضاعه الاقتصادية التي عجز نتيجتها عن دفع أقساط أولاده المدرسية».
 
وأوعزت التربية والتعليم العالي بفتح تحقيق لجلاء الملابسات المحيطة بالحادثة التي أثارت فزع الرأي العام اللبناني، مشددًا على أن الوزارة التي استوعبت خلال العام الجاري في المدارس الرسمية آلاف التلاميذ الذين انتقلوا إليها من التعليم الخاص بسبب صعوبة الظروف الاقتصادية، لم تتوان يوما عن منح الطلاب الإفادات اللازمة للتسجيل في المدارس الرسمية.
 
لكن وسط موجة التنديدات، وحديث البعض أن عن زريق كان لديه النية بنقل ابنته من المدرسة، أوضحت الأخيرة أن الأب معفى من الأقساط، مشيرة إلى أن «كل ما يتم تداوله لا يمت إلى الحقيقة بصلة»، وقالت المدرسة في بيانها أن تود أن تشرح الظروف التي رافقت الحادث بالكشف للرأي العام حقيقة ما جرى، نافية أن الحادث نتيجة مطالبة إدارة الثانوية للمرحوم بدفع الأقساط المدرسية وعدم التزام من جانبه، الأمر الذي دفعه لإحراق نفسه.
 
ورغم تردي مستوى التعليم في بعض المدارس والثانويات الرسمية، يضطر العديد من الأهالي إلى سحب أطفالهم من المدارس الخاصة إلى المدارس الرسمية لعجزهم عن تحمل أعباء المدارس الخاصة، لكن المدرسة أكدت أنه لأمر معيب أن يتم تداول الحادثة على أنها نتيجة عجز ولي الأمر عن دفع المصاريف مؤكدة أن إدارة الثانوية، وتبعا لأربعة نداءات خطية متتالية، منذ مطلع العام الدراسي الحالي، طلبت من أولياء الطلبة الحضور إلى المدرسة تسوية أوضاعهم المالية والإدارية الخاصة بأولادهم، متابعة أن إدارة الثانوية، سوف تكشف أن المرحوم وبسبب أوضاعه الاقتصادية معفي عن دفع الأقساط سنة 2014- 2015، باستثناء رسوم النقلية والقرطاسية والنشاطات اللاصفية.
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة