لماذا اختارت الإمارات شجرة الغاف شعارًا لعام التسامح؟
الجمعة، 08 فبراير 2019 04:00 م
مكانة كبيرة يمثلها شجر الغاف لدى الإماراتيين، لما لها من معاني ودلالات سامية تذكرهم بالأجداد، وبالأخص حكيم العرب مؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان.
شجر الغاف هي تلك الشجرة التي أعلنها نائب رئيس الدولة الإماراتي، الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رمزًا لعام التاسمح 2019، قائلًا عبر حسابه الرسمي على موقع التدوينات القصيرة «تويتر»: «التسامح قيمة عالمية والغاف شجرتنا الوطنية.. مصدر الحياة وعنوان الاستقرار في وسط الصحراء، كانت ظلالها الوراقة مركزًا لتجمع أجدادنا للتشاور في أمور حياتهم، وفي عام التسامح نتخذها شعارًا لنستظل جميعًا بظل التسامح والتعايش».
التسامح قيمة عالمية..... والغاف شجرتنا الوطنية ....
— HH Sheikh Mohammed (@HHShkMohd) February 7, 2019
مصدر الحياة وعنوان الاستقرار في وسط الصحراء.... كانت ظلالها الوارفة مركزاً لتجمع أجدادنا للتشاور في أمور حياتهم.....وفي عام التسامح نتخذها شعاراً لنستظل جميعاً بظل التسامح والتعايش pic.twitter.com/IRspq4JMu6
ورحب الإماراتيون بهذا الإعلان إلى حد كبير، مع الإشارة لما تمثله لهم هذه الشجرة من رمزية هامة، وقال الكاتب الإماراتي، سلطان العميمي عبر حسابه الرسمي على تويتر: «إعلان صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد شجرة الغاف شعارًا للتسامح يحمل إشارة مهمة إلى عُمق ارتباطنا بعناصر الحياة التي شكلت جزءًا مهمًا من تاريخنا الاجتماعي والتاريخ الطبيعي للأرض»، مضيفًا أن «علاقة ابن الإمارات بالغاف وطيدة، وساهم منذ ما قبل الاتحاد بالمحافظة على هذه الشجرة نظرًا لقيمتها في حياته».
وتابع «العميمي» بأن «الغاف» الكبيرة يطلق عليها في الإمارات اسم «عود غاف»، ويطلق على الغافة الصغيرة اسم «جيله»، أنا مجموعة أشجار الغاف فيطلق عليها «جزعة»، وعلى المكان الملئ بالغاف يُطلق مُسمى «وادي غاف». كما أن هناك مسميات أخرى ترتبط بنمو أشجار الغاف في أماكن معينة مثل دِميَة غاف وشرف غاف.
وقالت مريم عيد المهيري: «شجرة الغاف المعمرة التي استظل بها أجدادنا ولازال يجمعنا ظلها على اختلافنا وامتداد مجتمعاتنا»، وأضافت أن «شجرة الغاف ستبقى رمزًا للعطاء وعنوانًا للقاء الأفراد والمجتمعات، واليوم تعتبر رمزًا للتسامح يتطلع لها الجميع بكل فخر وتتناقل الأجيال فضلها ومكانتها».
الشيخ زايد بن سلطان خصص اهتمامًا كبيرًا لهذه الشجرة حيث رمزيتها الوطنية لما لها من ارتباط أخلاقي وثقافي متوارث. ووصل عددها في أبوظبي فقط إلى أكثر من 6 ملايين شجرة، وأصبحت تُمثل حوالي 30% من أشجار الغابات التي أقامتها الإمارات.
تقارير إعلامية إماراتية تحدثت عن طبيعة هذه «الغاف» ودلالاتها، مؤكدة على أن مكانتها عالية لدى وعي كل مواطن إماراتي، وهي تعكس ما بينه وأرضه من ارتباط قوي.
هذه الشجرة معمرة وتنمو في درجات الحرارة العالية ومع فصل الصيف، وتُعد من أكثر الأشجار البرية التي تتحمل الجفاف الشديد والملوحة العالية في التربة. أيضًا لها قدرة على مقاومة الرياح والتقلبات الجوية والتصحر. كما تدخل في صناعة الأدوية والمنتجات التجميلية بالإضافة إلى استعمالاتها الغذائية. ومثلت «الغاف» مصدرًا رئيسيًا لغذاء الحيوانات البرية وخاصة في فصل الصيف ما جعلها تلعب دورًا مؤثرًا في حياة البدو.
وتُمثل للعربي رمزًا للصمود والتحدي والشموخ فهي تقف لسنوات طويلة مقاومة لجميع العوامل والتغيرات البيئية. ولها فوائد عديدة فهي غنية بالفيتامينات وتُسهل عملية الهضم، ويُحضر من أوراقها وجبة تُسمى بالـ«المجيجة» وتعرف أيضًا بـ«تبولة البدو». كما تساعد في مكافحة التلوث.
يذكر أن الشجرة الشهيرة عربيًا بـ«الغاف» تُسمى علميًا بـ«البرسوبس»، وتشتهر بها في الأساس الإمارات وسلطنة عُمان.