«إميل زولا» مؤسس «الطبعانية» في الأدب العالمي.. كيف حرّر فرنسا من الرجعية؟

الجمعة، 08 فبراير 2019 01:00 م
«إميل زولا» مؤسس «الطبعانية» في الأدب العالمي.. كيف حرّر فرنسا من الرجعية؟
إميل زولا- أرشيفية
منة خالد

يعتبر إميل فرانسوا زولا مؤسس مذهب «الطبعانية» في الفن والأدب الفرنسي والعالمي، وهو كاتب فرنسي مؤثر ساهم بدور هام في تطوير المسرحية الطبيعية، وشخصية مهمة في المجالات السياسية،  وبخاصة في تحرير فرنسا الفكري، كمساهم في تبرئة من أُتهم زورًا والدفاع عن إدانة ضابط الجيش ألفريد دريفوس.
 
«الطبعانية».. تُعني فلسفة المذهب الطبيعي في الفن والأدب تتميز بالنزوع إلى تطبيق مبادئ العلوم الطبيعية وأساليبها، وبخاصة النظرة الداروينية إلى الطبيعة نفسها.

قصة «زولا» في فك القيود عن أدباء وفناني فرنسا في القرن الـ19
في (7 فبراير 1898) حُكم بالتشهير بضباط الجيش بسبب المقالة الشهيرة التي كتبها زولا «أنا أتهم»، والتي قامت على إثرها الحركة الناشطة باسم الكابتن دريفوس.

حركة دريفوس.. كيف تسببت هذه المقالة في محاكمة إميل زولا وهو رمز من رموز الفكر والأدب في فرنسا؟.
عرض إميل زولا مستقبله المهني للخطر عندما نشر في (13 يناير 1898)، رسالته «إني اتهم» والتي نشرت على الصفحة الأولى من صحيفة باريس اليومية (L'Aurore) وكانت الصحيفة يديرها وارنست فون وجورج كليمنصو اللذان قررا أن تكون القصة المثيرة للجدل في شكل خطاب كرسالة مفتوحة موجهة للرئيس فيليكس فاور.
 
4517dfde-3df3-4a22-b064-d8e5b69b8091
 
وفي رسالة إميل زولا «أني أتهم»، اتهمت أعلى المراتب في الجيش الفرنسي بعرقلة سير العدالة عن طريق إدانة نقيب المدفعية «ألفريد دريفوس» الذي حُكم عليه بالسجن مدى الحياة في جزيرة الشيطان في غينيا الفرنسية.
 
أعلن زولا أن الحكم على دريفوس ونقله لسجن بجزيرة بعيدة تم بعد اتهامه التهمة الباطلة بالتجسس وهو بمثابة إجهاض للعدالة في القضية المعروفة باسم قضية دريفوس.. وقتها انقسمت فرنسا فريقين، بين حزب رجعية الجيش والكنيسة، والحزب الأكثر تحررا ومادية في المجتمع.
 
ولأن زولا كان من رواد الفكر الفرنسي، فإن رسالته شكلت نقطة تحول رئيسية في هذه القضية، وتم تقديم زولا للمحاكمة الجنائية بتهمة التشهير في (7 فبراير 1898)، وأدين في (23 فبراير)، وحُكم عليه وتم سحب وسام الشرف منه ولكن بدلا من الذهاب إلى السجن هرب زولا إلى إنجلترا.
 
لم يكن هناك وقت لزولا لتجهيز ملابسه عند وصوله إلى محطة فيكتوريا بلندن في (19 يوليو) بعد إقامة قصيرة ولكنها تعيسة بها في الفترة من أكتوبر (1898) إلى يونيو (1899) حتى سُمح له بالعودة في الوقت المناسب لرؤية سقوط الحكومة.
 
أما دريفوس.. عرضت الحكومة عفو مقابل إدانة، أي قيل له إنه يمكنه قبول العفو ويصبح حرا ولكنه في نفس الوقت يعترف بأنه مذنب، أو أن يقبل بإعادة المحاكمة والتي كان من المؤكد أنه سيُدان فيها من جديد.
 
وعلى الرغم من أنه كان من الواضح أن دريفوس كان غير مذنب، ألا أنه اختار قبول العفو، بعدها أعلن زولا أن «الحقيقة في المسيرة، وليس هناك ما يمكن أن يوقفها».
 
وفي عام (1906)، تمت تبرئة دريفوس تمامًا من قِبل المحكمة العليا، والاعتراف بأن مقالة إميل زولا الصادرة في عام (1898)، هي دليل قوي لمظاهر السُلطة الجديدة في فرنسا، ودور المثقفين من الكتاب والفنانين والأكاديميين في تشكيل الرأي العام والتأثير على وسائل الإعلام والدولة، حتى أن سُلطة المثقفين استمرت فترة طويلة حتى الثمانينات وإن كانت وصلت الذروة في الستينات في عهد جان بول سارتر وألبير كامي، حتى تحررت فرنسا من قيود حرية الرأي والفن.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق