حكايات عقوق الوالدين أمام محاكم الأسرة: «سامحني يابا»

الإثنين، 11 فبراير 2019 11:00 ص
حكايات عقوق الوالدين أمام محاكم الأسرة: «سامحني يابا»
عقوق الاباء - أرشيفية

 
اتهامات بالجنون، ومطالبات بالحجر، وإلقاء بالطرقات والشوارع.. هذا هو حال العديد من الأباء لم يتخيلوا أبدا أن تكون نهاية رحلتهم على أعتاب محاكم الأسرة مجبرين لحمايتهم من براثن عقوق ابنائهم، فكثيرا مابذل الغالي والنفيس من أجل إسعادهم، وكان في آلام المشقة والتعب لذة تسره بالنظر إليهم. يعيش الأب طوال عمره ساعيا إلى تربية أبنائه جيدا، وتوفير كافة متطلباتهم، والاهتمام بهم وحمايتهم كي يكونوا عونا له في الكبر، يساعدونه على تحمل مشاق الحياة.
 
سجلات محاكم الأسرة حوت العديد من الحكايات التي يندى لها الجبين، لأولاد قرروا معاقبة آبائهم على الإتيان بهم إلى الحياة، فنحوا ماوصى به الله سبحانه في قوله «وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا»، جانبا، لتلبية رغبات نفوسهم المريضة، فلم يتأدبوا في التعامل مع هؤلاء الكهول الذين رسم الزمن على جباههم قصة الشقاء، فعاقوهم ولم يكرمونهم في الكبر، كما أكرموهم صغارا، ويسرد «صوت الأمة»، في السطور التالية بعضا مما تشهده محاكم الأسرة لقضايا عقوق الوالدين، والتفكك الأسري، وانتظار مسنين تعدت أعمارهم الـ60 عاما أمام أبنائهم فى ساحاتها.

كان أقرب الاتهامات التي وجهها «عادل» إلى والده «ك. ن»، 60 عاما، عقب خروجه على المعاش وإبداء رغبته في الزواج مرة أخرى، لوفاة زوجته، هو الجنون ليواجه قراره بالزواج، وينتهي الحال بالأب أمام محكمة الأسرة ليتدخل القضاء بالفصل بينهما، بعد أن قرر «عادل» الحجر عليه واتهمه رسميا بالخلل العقلي في الدعوى رقم 76 لسنة 2018م، موضحا أن والده، مهندس على المعاش، أنجب من والدته 3 أبناء ونجحوا سويا في تقديمهم للمجتمع فى صورة مشرفة فالولدان تخرجا فى كلية الهندسة والبنت خريجة كلية الصيدلة.
 
وقال: «إنه بعد وفاة والدتهم خلا المنزل من البهجة والروح وأصبح لا طعم للحياة بالإضافة إلى انشغال كل منهم بعمله وغيابه عن المنزل، وكان لابد من وضع حل لهذا الأمر والأمر الطبيعى فى تلك الحالة هو الارتباط بزوجة أخرى تساعده وتعينه على قضاء الأيام الباقية من عمره، فبحث الأب عن زوجة مناسبة له فى العمر كى لا يرتبط بفتاة صغيرة ينظر له المجتمع على نظرة سيئة»، ولكن حينما علم الأبناء لم يوافقوا على الأمر احتراما لوالدتهم التى قضت عمرها فى خدمتهم، إلا أنه بعد أن أوضح لهم مرارة العيش بمفرده وافقوا على مضض.
 
الأب من جانبه قابل رفض ابنه بطرده من المنزل، ولم يبدي اهتماما برأيه، وبالفعل بدأ في اتخاذ خطوات الزواج بشكل رسمي، خاصة بعد أن أخبره ابنه من خوفه إنجاب الزوجة الجديدة طفلا يشاركهم في الميراث، ليصطدم بدعوى حجر من أبنائه وأمام المحكمة شهد نجله وشقيقه أن والدهما مختل عقليا ويريد الزواج من فتاة بكر تصغره بـ30 عاما على الرغم من أنه قدم ما يثبت من أن الزوجة التى يريد الارتباط بها يتعدى عمرها الـ 45 عاما.
 
لم يختلف الأمر كثيرا فيما فعله «عبد العظيم» الذي قدم للمحكمة ما يثبت أن والده مختل عقليا ليضمن إرثه وهو على قيد الحياة، ونجح في تزوير خطاب من إحدى المستشفيات يؤكد صحة كلامه، حسبما أوضح «م.ح»، والده، وأدرجه ضمن مستندات الدعوى رقم 1166 لسنة 2017، مطالبا بأنه يكون الوصى على جميع ممتلكاته وأن يكن له حق الإنفاق على باقى أشقائه الأربعة ولا يزال يحاول الأب إثبات ما نسب إليه ابنه، مقابل أن يرثه وهو على قيد الحياة.

إلا أن «سعيد» كان الأكثر قسوة على امه «رجاء. ح. ح»، 55 عاما، حينما قررر طردها في الشارع والاستيلاء على كافة ممتلكاتها من ميراث زوجها مدعيا أن كل ما تملك ملكا له ولا يحق لها الحصول على جنيه واحد منه فاضطرت أن ترفع دعوى تحاول بها استرداد شقتها فى القضية رقم 1345 لسنة 2108.
 
وقامت الحاجة رجاء بنقل ملكية الشقة التى تعيش فيها لابنها الوحيد على أمل أن تعيش معه فى المنزل مكرمة بالعمر المتبقى، بالإضافة إلى أنها قررت أن تضع فى حسابه المبلغ الذى تركه لهما والده على اعتبار أن يقوما بالإنفاق من فوائد المبلغ شهريا إلا أن نجلها قبل ارتباطه بإحدى الفتيات التى رفضت أن تقيم والدته معهما، بتغير كالون الشقة أثناء خروجها خارج المنزل وحينما عادت أخبرها بأن تبحث عن مكان آخر وأن الشقة ملكا له بتنازلها وأن خطيبته ترفض إقامتها معهم فلجأت الأم للشوارع تشكو إلى الله حالها.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق