كيف غيرت مصر خريطة تجارة الغاز الطبيعي بفضل إنتاجها المبكر من حقل ظهر ؟
الثلاثاء، 05 فبراير 2019 06:00 م
وف " سكاى نيوز":"تربعت الاحتياطات المصرية على عرش قائمة احتياطات استراتيجية ضخمة من الطاقة في منطقة شرق المتوسط، التي تبلغ في مجملها نحو 122 تريليون قدم مكعب، الأمر الذي جعلها تتخذ خطوة تحسم هذا الصراع لصالحها.
والعام الماضي، غيرت مصر خريطة تجارة الغاز الطبيعي، بفضل إنتاجها المبكر من حقل ظهر، وهو الأكبر من نوعه في المنطقة وفقا لشركة الطاقة الإيطالية إيني.
وفي شهر يناير الماضي، اجتمعت دول بشرق المتوسط، واتفقت على إنشاء " منتجى غاز شرق المتوسط "، على أن يكون مقره العاصمة
وأردفت هايتيان قائلة لموقع "سكاي نيوز عربية" إن المنتدى، الذي يهدف أيضا إلى تقديم أسعار تنافسية، بحسب ما جاء في بيان لوزارة البترول المصرية، يعد أبرز أحداث بدايات العام، ويدشن لأولى الخطوات العملية تجاه التعاون بين دول غاز شرق المتوسط.
صراع الخط الأطول والأعمق
وينظر البعض إلى منتدى غاز شرق المتوسط باعتباره نشأ في مواجهة منظومة إقليمية جديدة كانت على وشك التأسيس، الأمر الذي تستبعده مديرة معهد حوكمة الموارد الطبيعية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
فقد أشارت هايتيان إلى أنه قبل أشهر كانت هناك اجتماعات مماثلة بين إسرائيل وقبرص واليونان لتحفيز أوروبا بشأن مد أطول وأعمق خط أنابيب للغاز تحت البحر في العالم، بطول 2000 كم، والمعروف باسم "إيست ميد" لنقل الغاز من حقول هذه الدول للاتحاد الأوروبي.
وأوضحت مديرة معهد حوكمة الموارد الطبيعية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا أن مشاكل اقتصادية عدة تعوق تنفيذ خط أنابيب ( إيست ميد لنقل الغاز من حقول إسرائيل لقبرص لليونان لإيطاليا ومن ثم دول الاتحاد الأوروبي.
منظومة إقليمية جديدة كانت على وشك التأسيس
وقالت: "هذا الخط سيتكلف، بحسب الدراسات، أكثر من 7 مليارات دولار، وحتى اليوم لم يبد أي بلد أو شركة أو مستثمر حماسا لإنشاء هذا المشروع. وبالتالي أصبح التحالف الجديد بين دول منتدى شرق المتوسط الأكثر معقولية وواقعية من حيث الجدوى الاقتصادية".
ويعد إيست ميد أطول وأعمق خط أنابيب تحت الماء في العالم، وسيكون لديه القدرة على نقل ما يصل إلى 20 مليار متر مكعب من الغاز سنويا. ومن المتوقع أن تستغرق أعمال إنشائه من حوالي ستة إلى سبعة أعوام.
وسيكون الطريق الأقصر والأسرع لنقل هذا الغاز من شرق المتوسط إلى أوروبا عبر تركيا لكن تركيا التي تريد حصة من احتياطات شرق المتوسط، تعترض على مشروع إيست ميد. كما تعارض بشدة أي استغلال لاحتياطات الغاز في المنطقة الاقتصادية الخاصة بالجزء المحتل من قبرص.
وتكمل هايتيان "بالإضافة إلى المعوقات الاقتصادية، يواجه المشروع مشاكل جيولوجية كبيرة؛ وبالتالي أعتقد أنه إذا انطلق التعاون بين دول منتدى غاز شرق المتوسط سوف تموت فكرة هذا الخط".
"مصر تتفوق"
ويأتي إنشاء المنتدى في إطار سعي مصر للتحول لمركز إقليمي للطاقة في المنطقة، الأمر الذي تفسره هايتيان بقولها: "كان يوجد صراعا بين مصر وتركيا على من سيصبح مركز الطاقة، ويبدو أن مصر تفوقت على تركيا في هذا المجال، إذ استطاعت أن تستقطب إليها دول غاز شرق المتوسط، كدولة عبور لأنابيب الغاز (ترانزيت)، وهذا ما كانت تسعى إليه أنقرة".
لكن خلافات أنقرة مع كل من قبرص واليونان ومصر وإسرائيل تطغى على الموقف.
تشرح هايتيان، قائلة: "العلاقات بين دول غاز شرق المتوسط معقدة جدا؛ ويوجد الكثير من الخلافات أبرزها الصراع القبرصي التركي، والتركي المصري، وإذا أرادت الدول أن تستفيد من حقولها عليها أن تتعاون، وتشكل تكتلا شبيها بمنتدى غاز شرق المتوسط".
وأوضحت "غالبية دول منتدى غاز شرق المتوسط لديها مشاكل مع تركيا؛ لذا نرى قبرص تقترب أكثر من القاهرة، وتريد أن تنشأ أنبوب ينقل الغاز من أراضيها إلى مصر، ومن مصر إلى أوروبا، وهذا بالطبع يغضب تركيا".
ومضت تقول: "يهم العالم العربي أن تكون مصر قوية، ودعمها كمركز إقليمي للغاز في المنطقة يعود لدورها كمحور أساس في العالم العربى".
تركيا الخاسر الأكبر
ولم توجه دعوة إلى تركيا للمشاركة في اجتماع انطلاق منتدى غاز شرق المتوسط في القاهرة، رغم اهتمامها الواسع بتطوير موقعها كدولة عبور لأنابيب النفط والغاز الممتدة من الشرق وروسيا إلى أوروبا.
وتوضح هايتيان، قائلة: "تركيا بحاجة إلى الغاز من عدة مصادر، وفي ذات الوقت تريد أن تكون دولة عبور لأنابيب الغاز حتى تضمن أن لديها ورقة إضافية تجاه أوروبا؛ ومن أجل ذلك تريد أن تلعب دورا محوريا؛ فنراها تحسن علاقاتها مع روسيا من أجل تنفيذ مشروع خط أنبوب ترك ستريم".
وشهد شهر ديسمبر الماضي، افتتاح الجزء البحري من خط أنابيب "ترك ستريم" لنقل الغاز من روسيا إلى تركيا (الذي سيمتد لاحقا إلى أوروبا).
حجم الغاز
"ظهر" يغير خارطة الغاز الطبيعي بالمنطقة