كيف استغل أردوغان «اللاجئين السوريين» في تنفيذ مصالحه الشخصية؟

الإثنين، 04 فبراير 2019 12:00 م
كيف استغل أردوغان «اللاجئين السوريين» في تنفيذ مصالحه الشخصية؟
رجب طيب أردوغان

 
يبدو أن الخسائر الاقتصادية الكبرى التي تتلقاها تركيا، وعدم نجاح طرق الحل خلال الفترة الأخيرة، دفعت أنقرة إلى استغلال اللاجئين السوريين المتواجدين على أرضها، من ناحية لتوفير عمالة بأبخس الثمن وبأسعار زهيدة، ومن ناحية أخرى لمنح الجنسية لهم لاستخدامهم في عمليات تزوير الانتخابات المحلية.
 
وألقت النائبة السابقة لحزب الشعب الجمهوري في مدينة قيصرية بلين جونداش، الضوء على استغلال الحزب الحاكم العدالة والتنمية للاجئيين السوريين، قائلة في تدوينة لها: «الهجرة أصبحت ظاهرة لا يمكن الاستخفاف بها»، مشيرة إلى استغلال اللاجئين كأداة لاحتلال الدول.
 
وأكدت أن في العصر الحديث الدبابات والبنادق لم تعد السلاح الأهم في العالم لمواجهة نفوذ الآخر، فيمكن أن يتم استخدام اللاجئيين والمهاجرين في الكثير من الحروب، منتقدة في ذلك الوقت استغلال العدالة والتنمية للاجئين السوريين في تغريدة نشرتها على حسابها، وفق موقع «يني تشاج» التركي.


ورغم أن أعداد اللاجئيين السوريين في تركيا يتخطى ثلاثة الملايين، إلا أن دائما ما مروا بوضع صعب ماديًا واجتماعيًا ولم يشعروا بتحسن وضعهم الاقتصادي على الإطلاق، حيث يعمل الأغلب بطرق غير شرعية، وبأجور زهيدة لا تتناسب مع مستوى المعيشة، سيما في مدينة إسطنبول، وعلى الرغم من أن جميع هؤلاء العمال يحملون بطاقة الحماية المؤقتة التي تسمى «الكملك»، إلا أن هذه البطاقة لا تخولهم العمل، ولا يسمح لهم التنقل على الإطلاق دون الحصول على إذن مسبق.

ونادى السوريون دائمًا بتغيير القوانيين التي تحد من تنقلهم في تركيا، حيث لم تتغير الاجراءات الروتينية التي تقيد تحركهم في البلاد أو فتح سوق العمل لهم، حيث لا يحق للسوريين حاملي «الكملك» التقدم للعمل أو التوظيف في منشآت حكومية، في حين تشغلهم المنشآت الخاصة برواتب متدنية دون تأمين صحي.
 
وكانت صحيفة صنداي تايمز البريطانية أكدت  في وقت السابق أن  ملايين اللاجئين السورييبن رحلوا إلى تركيا ظنا منهم إنها البلد المناسب حيث الحدود القريبة من سوريا، إلا أن هذه الملايين واجهت العديد من التحديات حيث ليس لدي أغلبهم الحق في العمل، من أجل الحصول على الأموال والمسكن.
 
وفي حين يعيش غالبية السوريين في الاقاليم التركية على المساعدات الإنسانية وما يوفرونه من أجور عمل بطريقة غير قانونية يدفعونها على شكل إيجار للمنازل التي يقطنوها، ويتراوح إيجار البيت من 500 حتى 900 ليرة، والرقم الأخير يعتبر متوسط دخل العامل السوري في تركيا.
 
 
تقول الصحيفة البريطانية إن لمواجهة هذه المعيشة الصعبة تحول بعض العائلات السوريات إلى وسطاء يتخصصون في تزويج بناتهم من الرجال الأتراك كبار السن كزوجات ثانية مقابل مهر لا يتعدى 1200 جنية استرليني، الأمرالذي يكشف مدى الاستغلال لأوضاع المهاجرين واللعب على ظروفهم الصعبة.
 
ووفقا للأرقام التي أفصحت عنها جمعية اللاجئين ومديرية إدارة الهجرة بوزارة الداخلية التركية، يوجد نحو 4 ملايين لاجئ سوري في البلاد، بينهم مليونان من الذكور، ومليون و651 ألف و864 من الإناث، فيما يؤكد موقع عثمانلي المعني بالشئون التركية أن أردوغان سخر اللاجئين للعمل في المصانع والحقول بأجور زهيدة، ومنح الجنسية لنحو 80 ألفاً منهم حتى، للمساعدة في تزوير الانتخابات التي أثبتتها وقائع عديدة في الانتخابات الماضية التي شهدتها البلاد في يونيو 2018.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة