«عمرة بلس».. خطوة جديدة على طريق النهوض بالسياحة المصرية
الإثنين، 04 فبراير 2019 12:00 م
تتمتع مصر بموقع متميز يجعلها تمتلك كافة المقومات السياحية، بالإضافة إلى عددا من العوامل التي تساهم بشكل فعال في النهوض بالقطع السياحي كشركات الطيران التي لها خطوط في كافة دول العالم، كما أنها تقترب من المملكة العربية السعودية مكانا ومكانة، وهو ما مهد إطلاق فكرة «عمرة بلس».
«عمرة بلس» هو مصطلح لم يحظى بشهرة كبيرة بعد، إلا أنه فكرة مبتكرة لتسويق المقاصد السياحية المصرية ضمن برامج الحج والعمرة، تسعى المنظومة السياحية فى مصر لتطبيقه عبر استقطاب المعتمرين والحجاج من المناطق البعيدة عن طريق مصر للطيران على أن تكون القاهرة محطة «ترانزيت»، ووضع برنامج سياحي متكامل لهم عن طريق شركات السياحة فيكون لدى المعتمر خطة سياحية دينية.
هذه الفكرة بإمكانها أن تفتح آفاقاً جديدة للسياحة، الأمر الذى سيعود بالنفع ليس على السائح الذى سيؤدى فريضته ويقضى إجازة لطيفة، بل على قطاع السياحة بالكامل من فنادق إلى مطاعم وطيران وأماكن آثرية، فمصر لديها قافة المؤهلات التى تجع منها عامل جذب قوى للمعتمرين والحجاج، وتم طرحها بشكل رسمى للدراسة بين غرفة شركات السياحة ومصر للطيران فى اجتماع ضم قيادات الجانبين، حيث تم التوافق على وضع خطة منظمة لتفعيلها لتسويق البرامج السياحية لزيارة مصر خاصة الأماكن الدينية، والترويج لرحلات العمرة والحج من الدول البعيدة لزيارة مصر والسعودية في رحلة واحدة.
ويعمل المقترح على تنشيط السياحة وبالتالى فهو مرحب به من جميع الأطراف، هكذا أكد الخبير السياحى أشرف شيحة، كاشفا بعض المعوقات التى يجب على جميع الأطراف الإجتماع وحلها قبل البدء فى تنفيذ الفكرة، لافتا إلى أنها مطبقه الأن ولكن بشكل غير منظم ضاربا مثلا بالمعتمرين والحجاج الليبيين الذين يدخلون مصر ويقضون فيها بعض الأيام السياحية فى طريقهم للمملكة العربية السعودية لأداء الفريضة.
وقال «شيحة»، إن هناك كثير من الحجاج لا يجدون طيران مباشر للسعودية، وبالتالى يلجأون إلى مصر للطيران، لافتا إلى أن هناك كثيرون يأتون بالفعل ترانزيت لمصر ويقضون الوقت فى المطار لأن ليس لديهم برامج أو تصاريح وفيزا للدخول، مثل القادمين من نيجيريا وجوهانسبرج فأغلب مواطنيها يذهب للعمرة عن طريق مصر ولديه كافة الإمكانيات المادية ولكنه يظل الفترة فى المطار ولا يتمكن من دخول البلد، لعدم حصوله على تأشيرة دخول.
وأوضح أن تكلفة الطيران هى أحد تلك المعوقات أمام تطبق الفكرة، لافتا إلى أن فرق التكلفة بين الطيران المباشر والطيران للقاهرة ثم للمملكة العربية السعودية كبير، لافتا إلى أن الأمر يحتاج إلى تسهيلات فى الطيران والتأشيرة، فهذا النوع من السائح موجود ولكنه يحتاج إلى تنشيط وتسويق بشكل مختلف، وأخذت غرفة شركات السياحة كل تلك النقاط في الاعتبار، وستعمل خلال الفترة القادمة للحل تلك العقد فى سبيل تطبيق «عمرة بلس» فى أسرع وقت، حسبما أكد باسل السيسى، نائب رئيس غرفة شركات السياحة.
«السيسى» أكد أن القاهرة باعتبارها أقرب نقطة لجدة بالنسبة للمعتمرين والحجاج القادمين من أوروبا أو أمريكا اللاتينية أو شمال إفريقيا يؤهلها بجدارة لتطبيق الفكرة، لافتا إلى أن شركة مصر للطيران لديها خطوط طيران كثيرة لهذه الأماكن، والفكرة تكمن فى استغلال هذه الخطوط عن طريق جلب الوفود لمصر من هذه البلدان لتكون محطة منتصف يصلون لها ثم الانتقال إلى جدة وأداء العمرة، وهذا سيمكن شركات السياحة من وضع برنامج إضافى مع برنامج العمرة أو برنامج الحج، قائلا: «بالتالى ستكون إضافة إلى شركاتنا بشكل كبير»، مشددا على أن تطبيق الفكرة ونجاحها يعتمد بشكل كبير على شركة مصر للطيران وتبنيها للعمرة بلس، متابعا: «لهذا عرضنا الفكرة خلال اجتماع مشترك مع قيادات الشركة، لأنها الأساس فى تنفيذ الفكرة لسببين أولا لابد من أن يكون هناك أسعار منافسة لتذاكر الطيران، وبالتالى سنكون كسبنا خط دائم لمصر للطيران لتلك المناطق وليس موسمى، كذلك سنكون وضعنا مصر على خريطة السياحة الدينية بالنسبة للقادمين لأداء الحج والعمرة».
نفس الأمر بالنسبة لمنطقة شرق آسيا مثل كوالالامبور والهند وإندونيسيا، حيث أكد السيسى أن هناك نسبة مسلمين عالية تأتى لأداء الحج والعمرة، وبالتالى يمكن أن تقوم شركات السياحة بالتعاون مع مصر للطيران بتسويق هذه الفكرة، مشيرا إلى أنه لو تم دعم الفكرة برحلات موجودة باستمرار سيؤدى إلى رواج كبير وتسويق جيد للسياحة المصرية، مشددا على أن مصر للطيران تحمست جدا للفكرة لأنها يتم تطبيقها فى أكثر من مكان وتقدمها بعض شركات الطيران الآخرى، ومصر للطيران إذا دخلت هذا المعترك ستجذب الأنظار أكثر نظيراتها فى المنطقة.
وعن تسهيلات التأشيرة أشار السيسى إلى أنه سيتم دراسة الأمر مع الجهات المعنية، حيث يجب تفهم الأمر وبحث مردوده السياحى، لأنه سيحول مصر لإلى مركز كبير فى المنطقة للسياحة الدينية، معتبرا أن عقبة التأشيرة هى الأمر الأسهل فى تنفيذ الفكرة من التكلفة الاقتصادية.
غرفة الشركات ومصر للطيران أخذتا الفكرة بمحمل الجد حيث يوجد خطوات فعلية لتطبيقها قريبا، وكشف السيسى أنه سيتم تنظيم معرض فى أغسطس القادم للترويج لفكرة عمرة بلس، عبر دعوا شركات سياحية من الأسواق المستهدفة لحضور المؤتمر، وعقد شراكات لتسويق البرامج السياحية، والبرامج ستكون مبسطة وتعتمد على السياحة الثقافية بالدرجة الأولى، وقال السيسى "منطقتى القاهرة والأقصر وأسوان الأساس بالنسبة لنا والمدة لن تكون طويلة قد تصل 48 ساعة ذهاب وعودة وتحقق إشغال كبير، وهذا سيؤدى إلى إقبال كبير".