«المكواة الرجل».. مهنة اندثرت ومحافظات الصعيد ترعى ماتبقى منها (صور)
الأحد، 03 فبراير 2019 10:00 م
حرف كثيرة اشتهر بها المصريون على مر السنين، وتحولت إلى إرث ينتقل من جيل لآخر، يحرص الأبناء على الحفاظ عليه وتعليمه لذويهم، يفتخرون باستمراره بين أبناء وأحفاد العائلة، ويعتبرون ضياعة إهانة ووصمة عار على جبين الجيل المتسبب في فقدانه، إلا أن أغلب تلك المهن اندثرت نتيجة للتطور والانفتاح الذي يشهده المجتمع حاليا، وباتت من الفلكلور، والتراث المصري القديم.
واحدة من تلك الحرف هي مهنة «المكوجي»، والتي كان لها أهمية كبرى في فترة من الزمان، ويتوارثها الأبناء عن آبائهم وأجدادهم، والتي كان بدايتها هي باستخدام مكواه حديدية يتم تسخينها على درجة مناسبة من اللهب الناتج عن «الباجور»، ومن ثم كي الملابس المختلفة، وأول استخدام لتلك المهنة كان باستخدام «المكوه الرجل».
وتعتبر تلك النوعية من الكي، من أقدم المهن التي لاتزال موجودة في بعض محافظات الصعيد، كونها الأفضل لفرد الملابس التي يرتديها أبناء تلك المحافظات، من الأصواف والجلباب البلدي، نظرا لقدرتها على الفرد والكي أكثر من المكواة الكهربائية الحديثة.
وفي محافظة قنا، هناك العديد من محال الكي بالقدم، وخلال جولة «صوت الأمة» للبحث عن ماتبقى من تلك المهنة، التقى أحد أرباباها، فتحي عبد المسيح، صاحب السبعون عاما، ورث المهنة أبا عن جد، ولايزال يحافظ على تواجدها حتى الآن، يستيقظ مع الساعات الأولى لبزوج الفجر، يفتح باب «الدكان»، ليضع المكواه التي تزن نحو 50 كيلو جراما على النار، منتظرا استقبال زبائنه ليمررها على ملابسهم.
يبدأ «عم فتحي» الحديث عن مهنة أجداده قائلا: «المكواة الرجل من المهن القديمة جدآ وهي عبارة عن قطعة حديد ثقيلة كانت توضع على وابور الجاز فى السابق، ولكن تطورت مع دخول أسطوانة الغاز، حيث توضع على شعلة من النار حتى تصل إلى درجة حرارة معينة لايشعر بها غير العاملين فى ذلك المجال، وهى عملية تقديرية، ونقوم بعد ذلك بحملها ووضعها على الثياب لفردها والتى تستغرق حوالى من 10 إلى 12 دقيقة خاصة فى الجلباب الصوف، والذى يحتاج إلى درجة حرارة مرتفعة».
وأوضح أن مهنة الكي بالقدم اندثرت في أغلب محافظات الوجه البحري، إلا أنها لاتزال حاضرة بين مراكز قرى الصعيد، لأن زبائنها من الرجال يحتاجون إليها في فرد «الجلاليب الصوف» لكن يظل مقابل كى القطعة الواحدة ضعيف ويبلغ حوالى 5 جنيه وفقآ لطول وعرض وثقل الجلباب البلدي، مؤكدا أنه لمزاولة تلك المهنة لابد أن يكون صاحبها قوي البنيان يتحمل عملية سحبها من على النار، وقيادتها بالقدم على الملابس، مشيرا إلى أنحصار استخدام تلك الطريقة على المواطنين المتمسكين بالعادات القديمة على الرغم من انتشار وسائل كي الملابس المتطورة تكنولوجيا.
وأختتم حديثة قائلا: «تظل الأعياد والمناسبات الخاصة بالصعيد، مثل الأفراح وليلة الحنة، والجنائز هى مصدر توسعة للرزق خاصة أن الصعايدة يحرصون على ارتداء الجلباب البلدى بها وموسم الشتاء بيكون الرزق بيكون كتير لأن أغلب الملابس بتكون صوف وأغلب الشباب وكبار السن يرتدون أكثر من جلباب ويقبلون على الكى بمكواة الرجل ، لكن فصل الصيف بعانى من ارتفاع حرارة الجو ، والملابس بتكون خفيفة وبالتالي يكون الإقبال ضعيف».