سوريا × 24 ساعة.. الانسحاب الأمريكي والكوارث الإنسانية
السبت، 02 فبراير 2019 02:00 م
رغم مرور عدة سنوات على الحرب الدائرة فى سوريا بين قوات النظام، وحليفيه الرئيسيين روسيا وإيران، وبين الميليشيات والمعارضة المسلحة التى تدعمها كل من أمريكا وتركيا، إلا أن الملف لازال ساخنا، والأوضاع الإنسانية تزداد سوءً.
ومن أحدث المآسى الإنسانية التى يعيشها السوريين، ما أعلنت عنه المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، حيث قالت إنها طلبت من قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة تخصيص موقع على الطريق إلى مخيم الهول، يمكن فيه تقديم مساعدات للمدنيين، الذين يفرون إلى المخيم في أجواء شديدة البرودة هربا من المعارك.
منظمة الصحة العالمية تحدثت عن وفاة ما لا يقل عن 29 من الأطفال وحديثي الولادة في مخيم الهول المكتظ بالنازحين بشمال شرق سوريا خلال الأسابيع الثمانية الماضية، أغلبهم نتيجة الانخفاض الحاد في درجة حرارة الجسم والتعرض للبرودة، كما دعت المنظمة إلى الدخول لمخيم الهول دون عوائق، وقالت إن الوضع أصبح خطيرا بالنسبة إلى 33 ألف شخص يعيشون في برد قارس دون خيام أو أغطية أو تدفئة.
المطالب بتوفير ممر آمن للمدنيين أمر بالغ الأهمية ويجب ضمانه، بحسب ما ذكر المتحدث باسم المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، أندريه ماهيسيتش ، الذى أكد أنه تم تقدم مساعدات ضئيلة على الطريق لأولئك يكابدون الجوع والبرد، وغالبيتهم العظمى من النساء والأطفال".
فى سياق متصل، لازالت معارضة قوية فى أروقة البيت الأبيض، ففي تحد للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، دفع مجلس الشيوخ الذي يقوده الجمهوريون الخميس بتشريع رمزي إلى حد بعيد يعارض خططه لأي سحب فوري للقوات من سوريا وأفغانستان، ومجلس الشيوخ صوت بواقع 68 صوتا مقابل 23 لصالح تعديل غير ملزم صاغه زعيم الأغلبية الجمهورية ميتش مكونيل ويعبر عن رؤية المجلس أن تنظيم داعش في كلا الدولتين لا يزال يشكل "تهديدا خطيرا" للولايات المتحدة.
أما بخصوص التعديلات المقترحة، فإنها تقر بالتقدم الذي تم إحرازه في مواجهة داعش والقاعدة في سوريا وأفغانستان، لكنه يحذر من أن انسحابا متعجلا دون جهود فعالة لتأمين المكاسب ربما يقوض استقرار المنطقة ويوجد فراغا قد تسده إيران أو روسيا، يأتى ذلك في وقت يطالب إدارة ترامب بالإقرار بأنه تم الوفاء بشرط إلحاق "هزيمة دائمة" بالتنظيمين قبل أي انسحاب كبير من سوريا أو أفغانستان.
ويعتبر تحرك مجلس الشيوخ الأمريكي هو المرة الثانية في شهرين التي يدعم فيها مجلس الشيوخ الذي يهيمن عليه الجمهوريون تشريعا يعارض سياسة ترامب الخارجية، غير أنه يتعين أن يصبح التشريع قانونا ليغير سياساته، فقد اتضح أن تشريع ديسمبر لم يتحول إلى قانون لعدم طرحه للتصويت في مجلس النواب الذي كان يقوده حينها رفاق ترامب الجمهوريون، يأتى ذلك فى وقت أعلن خلاله دونالد ترامب الرئيس الأمريكي، أنه سيعيد القوات الأمريكية إلى البلاد إذا جرى التوصل إلى اتفاق سلام، لإنهاء الحرب الأفغانية المستمرة منذ 17 عاما.