ما موقف رافضي بشار؟.. إسرائيل دعمت الميليشيات المسلحة في سوريا
الجمعة، 01 فبراير 2019 09:00 ص
ما موقف الداعمين للثورة السورية والفصائل المعارضة حال الاعتراف الإسرائيلي بالدعم المسلح لمعارضي الرئيس بشار الأسد؟، هل تظل ثورة وهل يظل بشار خائنا في أعينهم؟
رغم الادعاءات الإسرائيلية بالتزام سياسة الحياد تجاه الأوضاع في سوريا، إلا أن تصريحات لرئيس أركان الجيش الإسرائيلي السابق، غادي إيزنكوت، كشفت عن عدم التزام تلك أبيب بهذه السياسة، مؤكدا أن بلاده قدمت دعما مسلحًا إلى المعارضين للرئيس السوري بشار الأسد في مرتفعات الجولان المحتلة.
بحسب تقرير نشرته شبكة سكاي نيوز عربية، قال غادي إيزنكوت إن إسرائيل قد دعمت بـ"التسليح المباشر" فصائل معارضة للرئيس السوري في الجولان، الأمر الذي اعتبره الكاتب الإسرائيلي دانيل ليفي، في صحيفة هآرتس، خاطئًا، لما يعني انتفاء مصداقية إسرائيل لدى الجماعات المتمردة التي دعمتها ضد الأسد، وهو ما يؤثر بشكل كبير على عمليات عسكرية مستقبلا.
يقول الكاتب ليفي: "لدى إسرائيل تاريخ طويل في الحروب غير التقليدية التي تعرفها الحكومة الأمريكية، بأنها أنشطة تهدف لتمكين حركة مقاومة أو تمرد لإجبار أو إعاقة أو إسقاط قوة احتلال أو حكومة عبر العمل من خلال أو مع قوات مساعدة أو عصابات في منطقة ما، من أجل أهداف استراتيجية متعلقة بالأمن، مضيفًا: "أكثر ما يشغل إسرائيل في سوريا هو التعدي الإيراني على حدودها الشمالية، إما بشكل مباشر، أو من خلال ميليشيات خطيرة مثل حزب الله".
وتابع: "لعدة أسباب، سيكون من غير المجدي أن تخصص إسرائيل قوات للقيام بعمليات واسعة النطاق لمنع التهديد من الوجود الإيراني في سوريا. ولهذه الغاية، فإن تحديد شريك محلي قادر على مساعدة إسرائيل في تحقيق هذا الهدف الاستراتيجي، وبالتالي دعمه، هو أكثر منطقية وواقعية".
وحتى الآن، يصر المسؤولون الإسرائيليون على أن دولتهم لم تقدم إلا المساعدات الإنسانية للمدنيين (من خلال المستشفيات الميدانية في مرتفعات الجولان ومرافق الرعاية الصحية الدائمة في شمال إسرائيل)، وتنفي باستمرار أو ترفض التعليق على أي نوع آخر من المساعدة كانت قد قدمتها. الأمر الذي أكدته تقارير أممية حيث أظهرت تقارير في نهاية عام 2014، أن مسؤولي الأمم المتحدة شاهدوا المتمردين السوريين ينقلون المرضى المصابين إلى إسرائيل، وكذلك تسليم صندوقين من جانب جنود الجيش الإسرائيلي لأعضاء المعارضة السورية المسلحة. كما ذكر نفس التقرير أن مراقبي الأمم المتحدة قالوا إنهم شاهدوا جنديين إسرائيليين على الجانب الشرقي من السياج الحدودي يسمحان بدخول شخصين إلى إسرائيل.
ولا يمكن إخفاء الدعم العسكري الإسرائيلي للمتمردين في مرتفعات الجولان إلى الأبد، وربما يفسر ذلك سبب إقرار إيزنكوت بالأمر في الوقت الحالي. لكن ربما سيكون لهذا التصريح عواقب بعيدة المدى. فمن غير المرجح أن تغير إسرائيل طريقة عملها في المستقبل، لكنها قد تجد شركاء تكتيكيين محتملين مستقبليين أقل استعدادًا للتعاون معها. في كل من جنوب لبنان والآن في سوريا، وجد شركاء إسرائيل السابقون أنفسهم معرضين للمخاطر بسبب هذا التعاون.
وتبدي إسرائيل دائما استعدادا ملحوظا لتشكيل شراكات تكتيكية قصيرة الأمد مع قوى وكيانات معادية صراحة لوجودها، طالما سيكون تحالفها قادرا على تقديم بعض المنافع المتعلقة بالأمن.