زلطة وسكينة.. كواليس في واقعة «طفل البلكونة» (فيديو وصور)
الأربعاء، 30 يناير 2019 12:00 م
واقعة تشهدها العديد من المنازل يوميا، واعتاد أصحابها على اتباعها كوسيلة للدخول إلى المغلق منها حال نسيان مفتاحها، من خلال القفز إلى أحد النوافذ وفتح باب المنزل من الداخل، إلا أن ماشهدته منطقة حدائق أكتوبر لواحدة من تلك المحاولات التي تتم بشكل متكرر على أسوار «البلكونات»، من ذعر الطفل واستماتة والدته في إجباره على القفز إلى النافذة هو ماتسبب في تلك الضجة التي صاحبت هذة الواقعة.
وتُظهر تلك الواقعة مدى قوة وتأثير مواقع التواصل الاجتماعي على الرأي العام، ومايمكن للسوشيال ميديا تحقيقه في شحن روادها، ودفعهم في أي من الاتجاهات التي يتم ترويجها عليها، حتى وصل الأمر بوالدة الطفل إلى القبض عليها والتحقيق معها، وكانت على وشك أن تُحبس، فلم تكن تعلم تلك السيدة أن هناك من يتابع فعلتها، بل وسجلها عبر فيديو تم تدواله على «فيس بوك»، محدثا تلك الحالة الواسعة من الجدل.
كواليس تلك الواقعة، ومادار خلف الستار، كشفه «صوت الأمة» خلال لقائه بـ«هند الروبي»، والدة «طفل البلكونة»، عقب قرار إخلاء سبيلها من النيابة، والتي أشارت في بداية حديثها إلى أنها خرجت في صباح يوم الواقعة لشراء مستلزمات المنزل، وحينما عادت وجدت أبنائها في الشارع، والباب مغلقا، وحينما سألت نجلها «أسامه»، بطل الواقعة، عن المفتاح، أخبرها بفقده خلال لهوه.
وتقول الأم: «توجهنا إلى المكان الذي كان يلعب فيه أسامه، ودورنا على المفتاح ولكن مالقنهوش، وبدأت أسال الناس في محيط المكان، وأصحاب المحلات، ولكن محدش لقاه.. حاولنا فتح الباب بالسكينة، ولكن المحاولة فشلت، فاستعنت بمفك من جارتي، ووضعته في الكالون وطرقت عليه بزلطة، ومعرفت في الأخر افتحه».
وأضافت، أنه بعدما فشلت محاولاتها لفتح باب الشقة، عرض عليها «أسامة» الدخول إلى المنزل عن طريق نافذته، والقفز من نافذة الجار المجاور لهم إليه، وهو مابدأوا في تنفيذه فعليا، مؤكدة أن الطفل لم يكن خائفا في بداية الأمر، وكاد أن يتمكن من الدخول إلى النافذة، إلا أن إحدى الجارات بدأت في الصراخ خوفا على الطفل موجهه حديثها لأمه: «هتموتي الواد، حسبي الله ونعم الوكيل فيكي»، ماتسبب في ذعره وهلعه.
وحينما فشلت محاولات الأسرة لفتح باب منزلهم، جلسوا جميعا على درج السلم، حتى أذان العشاء، وحضور أحد النجارين بالمنطقة والذي تمكن من كسر «الكالون»، وفتح الباب، حسبما روت الأم، التي احتضنت طفلها ودموع الندم تنهمر من عينيها وهي تردد: «معرفش ازاي عملت كده، سوء تصرف مني، وماتخيلتش اني اتسبب في أذى لابني»..
وشددت الأم على أنها لاتفكر أبدا في إيذاء أطفالها، كما أنها لن تعرض حياتهم للخطر، وماوقع كان مجرد سوء فهم وتقدير للموقف، مؤكدة أن ماحدث أربكها نفسيا، خاصة بعد أن شاهدت الفيديو المسجل لها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ليستكمل «أسامة» الحديث مؤكدا حبه لأمه، وحرصه على عدم إغضابها مرة أخرى، وأنه من عرض عليها الدخول إلى المنزل بتلك الطريقة، وفتح باب الشقة.