«خليها تعنس» في نظر الإسلام: ضد الدين والذوق العام
الثلاثاء، 29 يناير 2019 12:00 م
حالة من الجدل أُثيرت بين رواد مواقع التواصل الإجتماعي «فيس بوك» و«تويتر» وعلى صفحاتهم الشخصية حول صعوبة تكاليف الزواج في الفترة الحالية بالنسبة للشباب، وتحول الأمر إلى «خناقة» بين البنات والشباب علي هذه المواقع.
ودشن كل من الطرفين هاشتاج يدعم فيه موقفه ويرد به على الأخر، فعلى غرار حملة «خليها تصدي»، أطلق الشباب حملة موازية لها مُنتقدين فيها ارتفاع تكلفة الزواج وأطلقوا عليها «خليها تعنس» مُطالبين بترك الزواج لحين تقليل نفقة الزواج أو التنازل عن طلبات أهل العرائس.
وكان لعلماء الدين وأساتذة الفقه المقارن والشريعة الإسلامية، رداً علي تلك الحملات وتبادل الاتهامات بين الطرفين بشكل فج علي مواقع التواصل الإجتماعي، خاصة وأن بعضهم يرى أن هذه الحملات تسيء للمرأة المصرية، حيث أن استخدام ألفاظ مثيرة تروج للفرقة، والإسفاف أمر يخالف صحيح الدين الإسلامي، بل ويمثل انتهاكا للقيم والمبادئ التى دعا لها الدين في تكريم المرأة باعتبارها الأم والأخت والزوجة.
قال علماء إنه لا يليق بأي شكل من الأشكال أن يتم الترويج لمثل هذه الحملات التي تحمل الإسفاف وتبادل الألفاظ، حيث أن ديننا ورسولنا أمرنا بأن ننادي بعضنا بأحب الألفاظ والأسماء، وأن الهدف من تلك الحملات هو إحداث فتنة بين طرفي المجتمع، كما أن ذكر كلمة «العنوسة» هو إزدراء، وهو ما لا يليق بتكريم القرءان الكريم للأنثي، كما أن الرسول عليه الصلاة والسلام يوصينا بالنساء خيرا، وأن مواجهة أعباء الزواج لا تتم بتدشين هذه الحملات.
واقترح رجال الفقه الإسلامي أن مواجهة ارتفاع تكاليف الزواج، لن يتم إلا من خلال حملات التوعية الدينية للأهل في دور العبادة سواء كانت كنائس أو مساجد، ومن خلال تنظيم المؤتمرات المتخصصة والندوات كما أن للإعلام دور هام في تكوين الوعي لدى الأهل، بأهمية تسهيل أمر الزواج على الشباب الراغب في ذلك.
ورداً علي الحملات التي دشنها الشباب أيضاً، أكد شكرى الجندى، عضو لجنة الشئون الدينية والأوقاف بمجلس النواب، أن الأنثى هى طرف هام في المجتمع فهي تُمثل الأم والأخت والزوجة، وهم أغلي الأشخاص علي قلب أي رجل ولن يقبل أن يكون هناك تعدي بألفاظ أو حملات مثل التي أطلقها البعض، وأنه لا يوجد هناك ذنب اقترفته إحداهن حتي يُطلق عليهم مثل هذه الحملات.
وطالب عضو لجنة الشئون الدينية والأوقاف بمجلس النواب، بضرورة عدم المغالاة فى المهور ورفع تكاليف الزواج علي الشباب الراغب في ذلك، ولابد من تسهيل أمور الزواج علي كل الشباب الذي يسعي إلي الحلال، ولا يوجد هناك داعي لحفلات الزفاف ذات التكاليف المرتفعة، فالغرض من الزواج هو تكوين أسرة وأن يُعف المرء ويبتعد عن كل ما يُغضب الله عز وجل.
وقال سامح عبد الحميد، الداعية السلفى، إنه ليس من الدين ولا يجوز شرعا الدعوة إلى عدم الزواج، وهذه الحملات تخالف الشرع والدين تماما وتُخالف الذوق المصرى، فلا يجب أن نقسو على بعضنا البعض بهذه الطرق.