إسرائيل تنجح في إنهاء شهر العسل بين روسيا وإيران في سوريا
الإثنين، 28 يناير 2019 09:00 م
على وقع التغييرات التي شهدتها سوريا مؤخرًا، وتبدل التحالفات، ودخول قوى إقليمية كبرى وانسحاب أخرى، بدت موسكو أكثر تيقنًا بواقع التحولات وتطورات التي طرأت على الملف، ما أدى إلى تباين واختلاف وجهات النظر مع قوات متحالفة أخرى.
«هل انهار التحالف الإيراني الروسي في سوريا».. هذا السؤال بات مطروحًا على نطاق واسع في الصحف والمواقع والوكالات العالمية المتابعة للوضع السوري، خاصة بعد نفي نائب وزير الخارجية الروسي سيرجي ريابكوف الجمعة الماضية تحالف بلاده مع إيران فيما يتعلق بالملف السوري.
ومثلت هذه التصريحات صدمة للوسط المتابع للأزمة السورية، بما فيها المحللون والمراقبون، إذ كانت بمثابة طعنة روسية لإيران الحليفة لموسكو على طول خط الأزمة السورية، منذ اندلاعها في 2011، حيث كان الجانبان في وجهة واحدة مساندة للحكومة السورية بقيادة بشار الأسد.
لكن هذا الصدام لم يكن ليحدث، إلا مع التغييرات الجديدة في المشهد السوري مع تحقيق الجيش السوري انتصارات جديدة على الأرض، والخلاف الواضح في مواقف الجانبان ليس المتعلق بتأييد الحكومة السورية أو الخاص برفض الوجود الأمريكي في سوريا، ولكن بسبب التباين الظاهر للعلن، فيما يخص التدخلات الإسرائيلية في سوريا.
وتدخلت إسرائيل من وقت إلى آخر على خط الأزمة السورية، بضربات تطلقها على أهداف سورية وإيرانية، كان آخرها هجوم صاروخي في سوريا، ردا على إطلاق قوات تابعة لطهران صاروخ أرض أرض باتجاه مرتفعات الجولان الشمالية، لم يحقق هدفه بعد سقوطه من قبل نظام الدفاع الصاروخي الإسرائيلي (القبة الحديدية).
زادت تصريحات روسيا مؤخرًا من هذا الخلاف مع إيران، إذ أوضحت أن هناك تنسيقًا روسيًا إسرائيليًا لا يمكن تجاهله، أو التغاضي عنه فيما يخص الأزمة السورية، فعلى الرغم من التصادم الذي وقع بين الجانبين في ديسمبر الماضي في بعد سقوط طائرة عسكرية روسية من الدفاعات الجوية السورية خلال هجوم إسرائيلي على اللاذقية، يبدو أن التغير المهم الذي حدث في سوريا، هو حفاظ الروس على علاقات مهمة مع إسرائيل؛ حتى إذا كان ذلك على حساب الحليفة إيران.
وظهر هذا الخلاف بوضوح في حديث ريابكوف الذي أكد فيه خلال مقابلة مع شبكة، «سي إن إن» الأمريكية أن روسيا لا تستخف بالتدابير التي من شأنها ضمان أمن قوي لتل أبيب، مضيفًا: «الإسرائيليون يعرفون هذا ، وتعرف الولايات المتحدة هذا، وأي طرف آخر، بما في ذلك الإيرانيون والأتراك والحكومة في دمشق. هذه واحدة من أهم أولويات روسيا ».
ولا يمكن أن يختلف أحد أن تصريحات المسئول الروسي حول عدم مشاركة إيران النظرة الروسية ذاتها في سوريا، عززت من الخلاف، لكن يبدو أن التصادم الذي ظهر على السطح مؤخرًا كانت مؤشراته بدت تفوح بعد أن خرجت إيران عبر رئیس لجنة الأمن القومي والسیاسة الخارجیة في مجلس الشورى، حشمت بیشه، ليؤكد أن هناك تنسيق واضح بين موسكو وتل أبيب عند تنفيذ أي ضربة داخل الأراضي السورية، طارحًا سؤال لا يمكن تجاهله: «ماذا لو كانت روسيا تفّعل منظومتها الجوية إس 300؟».. ليجيب عليه سريعًا بعد ذلك: «لما كانت إسرائيل على القيام بهجماتها بسهولة».
الخلاصة ترجمتها تصريحات المسئولين الإيرانيين والروسيين عن درجة التنسيق بين موسكو وتل أبيب، وإن كان المستقبل قد يبشر بتصادم أقوى بين القوتين اللتين تعاونا بشكل كبير في الملف السوري سنوات عديدة، تعاون رجح كافة القوات السورية الحكومية عن مجموعات معارضة على الأرض، حيث يتوقع في المستقبل أن يصل الوضع إلى اشتباك عسكري بين القوات الإيرانية والروسية في سوريا لتقسيم النفوذ، وهو ما ظهر مؤشراته في تجدد الاشتباكات بين قوات تابعة لإيران وآخرى مرتبطة بسوريا، حيث شهدت قرى وبلدات سهل الغاب هذا الشهر مواجهات دامية بين الفيلق الرابع المحسوبة على إيران من جهة، وبين الفيلق الخامس وقوات النمر المحسوبة على روسيا، في صراع يبدو أنه لتوسيع النفوذ والسيطرة على مناطق في سوريا.