«خناقة شوارع» بين الأهلي والزمالك على صفحات المجلات
الإثنين، 28 يناير 2019 10:00 ص
اعتاد مُتابعي كرة القدم في مصر وخارجها علي الصراعات التي تنشب بين أقطاب الكرة بها، أو بين الأندية ذات الشعبية والجماهيرية الطاغية، وتتنوع أنواع الصراعات وأصنافها، فبعضها متعلق بانتقال اللاعبين في مواسم الإنتقال والإحتراف، وبعضها يكون أثناء إقامة مباريات هذه الفرق، وقد ينتقل الصراع إلي الجماهير في المدرجات وحتي علي صفحات مواقع السوشيال ميديا والمنافذ الإعلامية لكل فريق من الفرق سواء كانت صفحة علي مواقع التواصل أو مجلات أو قنوات أو حتي إذاعات، ويتم عمل إطار أدبي مُحدد يتم فيه النقض بشكل موضوعي وإن كان يشوبه بعض التَحيز.
أما في مصر، فإن قطبي الكرة المصرية الصراع إعلامياً بينهم تحول من الإطار الذي عرفه العالم، إلي شئ أشبه بـ «خناقة بلدي»، بعد أن تبادلت وسائل الإعلام الخاصة بفريقي الأهلي والزمالك وصلات وفواصل «الردح»، ولعل أكثر المنافذ التي انتهت حُرمة ومواثيق العمل الإعلامي والصحفي هما المجلتين التابعتين للفريقين، فقد انتهز القائمين علي العمل بالمجلتين أي أحداث صعبة يمر بها الفريق الأخر ليجعله مادة للسخرية، مُستخدمين أسوأ الألفاظ التي يمكن أن تُستخدم في العمل الصحفي والإعلامي، بالإضافة إلي استخدامهم لإيحاءات جنيسة للتعبير عن قسوة هزيمة معينة أو للسخرية من مستوي الفريق المنافس في الفترة الحالية.
استخدمت مجلة الأهلي وقبل مباراة الزمالك الهامة في الدوري المصري الممتاز رغم حسمه، في أبريل الماضي، في المانشيت الرئيسي للمجلة إيحاءات جنسية، حيث تم ربط يوم المباراة وهو كان يوم الخميس، بوصفه أحد الليالي الحمراء التي ينتظرها النادي الأهلي لقضاء بعض الوقت، حيث كان المانشيت «أهلاً بالزمالك مساء الخميس»، واستكمل المسئول عن كتابة المانشيت كتابته بسلسلة إهانات موجهة للحكم وللنادي الزمالك، وكُتب «الحنفي الملاكي يدير اللقاء»، موجهين إهانات مباشرة لمحمد الحنفي حكم اللقاء، وعلي الرغم من ذك فاز الزمالك بنتيجة 2_1.
وحملت مجلة الأهلي علي مدار السنوات الماضية في إصداراتها المختلفة سلاسل من الإهانات المباشرة تجاه الغريم التقليدي نادى الزمالك، فقد حمل عدد من الأعداد التي أصدرتها مجلة الأهلي بعد فوزه علي الزمالك بنتيجة 2 صفر هدفين أحرزهما مؤمن زكريا وأجاي عنوان «ليلة حمراء في استاد بترسبورت»، مشيرين إلي لون تي شيرت النادي الأهلي، وتشبيه ما حدث ذلك اليوم بأنه ليلة من الليالي الحمراء، وغيرها من الإهانات التي يحملها عناوين ومانشيتات المجلة التي صدرت عام 1974م.
أما مجلة نادي الزمالك، فقد فلم تختلف عناوينها ومانشيتاتها كثيراً عن غريمها التقليدي النادي الأهلي، فبعد مباراة القمة الأخيرة التي فاز بها الزمالك بهدفين مقابل هدف واحد للنادي الأهلي، حمل مانشيت المجلة إيحاءاً جنسياً رداً علي ما نُشر ف مجلة النادي الأهلي قبل المباراة، حيث جاء «الزمالك عريس في قمة الخميس»، كما شبه القائمين علي العمل في المجلة النادي الأهلي بالـ «حُمر»، رافضين ذكر اسم النادي كنوع من الإهانة له ولجماهيره.
كما اعتادت مجلة نادى الزمالك منذ سنوات أن تنتقد الحُكام بشدة، خاصة وأن الفريق \وال تلك المدة لم يَحصد أي بطولات علي المستوي الإفريقي والدولي، بالإضافة إلي بطولة دوري واحدة و5 نسخ من كأس مصر وهو البطولة المُحببة لجماهير الزمالك في العشر سنوات الأخيرة.
ورداً علي التجاوزات التي ارتكبها القائمين علي المجلتين، فإن المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام أصدر بياناً يَنتقد ويدين فيه إدانة بالغة الألفاظ والعبارات الخارجة التي صدرت عن مجلتي الأهلي والزمالك في حملتهما المضادة والتي تسيء إلى الناديين الكبيرين وتهدم رسالتيهما الرياضية والأخلاقية، كما تسيء إلى الإعلام الرياضي المصري بجميع وسائله وتزكي الفتنة والشقاق والتعصب وتفسد المناخ الرياضي في أكبر ناديين في مصر، وتم إنذارهما وتحذيرهما بفرض عقوبات عليهما.