كيف أحبطت الأجهزة الأمنية مخطط «داعش» لاستقطاب إرهابيين من الخارج؟
الخميس، 24 يناير 2019 03:00 م
تظل التحقيقات التي باشرتها النيابة في قضية محاولة إعادة بناء الجماعات المسلحة في سيناء التابعة لتنظيم داعش، شاهدة على النجاح الأمني الساحق في إفشال وإحباط كافة مخططات فلول التكفيريين الهادفة لإحياء أنشطتهم العدائية، حيث الكم الهائل من المعلومات حول المحاولات البائسة للإرهابيين.
تكشف تحقيقات القضية 137 لـسنة 2018 جنايات شمال القاهرة، عن حالة اليأس والفشل التي أصابت الجماعات التكفيرية المبايعة لتنظيم داعش الإرهابي، جراء الحصار والعمليات الأمنية لقوات إنفاذ القانون في محافظة شمال سيناء، حتى وصل الأمر لمحاولة جلب عناصر أجنبية من خارج مصر لتعويض الخسائر الفادحة في صفوفهم، لكن العيون الساهرة كانت لهم بالمرصاد.
القضية تحدثت عن تورط 555 شخصًا في مخطط إعادة إحياء نشاط التكفيريين بشمال سيناء، عن طريق تأسيس 43 خلية عنقودية ضمت فلول داعش وعناصر مستقطبة حديثًا تم دمجهما سويًا، سقطت جميعها في قبضة الأجهزة الأمنية المختصة التي قدمتهم للنيابة والجهات القضائية، ومن المقرر إجراء أولى جلسات محاكمتهم في 31 يناير الجاري.
تقول التحقيقات إن القيادي التنظيمي المدعو «موسى عيد حسن» وضع بالاتفاق مع زعماء الخلايا العنقودية برنامج لإعداد عناصر المجموعات التكفيرية بعد دمجهم للقيام بعمليات إرهابية، ارتكن إلى محورين أبرزهما المحور العسكري، القائم على إلحاق عناصر التنظيم بمعسكر رصده الأمن في محافظة شمال سيناء بمنطقة الجورة بالشيخ زويد.
معسكر التكفيريين
بحسب التحقيقات تولى مسئولية الإعداد العسكري القيادي التكفيري «محمد أبو دراع» بتكليف من القيادي «موسى عيد» لتلقين العناصر تدريبات متقدمة على أساليب حرب العصابات، وكيفية تصنيع العبوات الناسفة واستعمالها، واستخدام الأسلحة النارية المختلفة، وذلك في إطار التخطيط لتنفيذ أعمال عدائية داخل البلاد.
قطاع الأمن الوطني نجح في رصد المخطط منذ بدايته بالكشف عن هوية العناصر التكفيرية الملتحقة بالمعسكر، وهم كل من: عبد الرحمن محمد أمين عبد الحافظ، وأحمد سيد محمد عبد الرحمن، وعبد الرحمن محمد محمود علي أبو النجا، ومحمد عزت رفعت محمد التهامي، ونعمان محمد عطية مصطفى، وعمر محمد صفوت مصطفى سكين، وحسام علي عبيد صابر هنداوي، ويوسف محمد حسني حسين وفا، ومحمد عبد الله عبادي عبد الله، وحمزة فؤاد جابر عبد السلام، وعبد الرحمن الجهيني.
انتحاريون
المعلومات التي رصدها ضباط الأمن الوطني أكدت قيام زعيم إحدى الخلايا العنقودية المدعو «عبد الله الترباني»، بتجهيز عضو بخليته يدعى «علي محمد علي» لتنفيذ عمل انتحاري يستهدف معسكرات القوات المسلحة بمحافظة شمال سيناء، وتجهيز القيادي «محمد جمال بدري»، لعضو خليته المتهم «أحمد خطاب» لذات الغرض.
الدعم اللوجستي
أظهرت التحقيقات أن المتهمين إسماعيل السيد عابد، وفارض رمضان، وإبراهيم يحيى إبراهيم أبو الحج، وأحمد حسن إبراهيم أبو حج، وعمر فرج سلامة رشيد، ومحمد جابر، اضطلعوا في توفير الدعم اللوجستي لعناصر التنظيم لتنفيذ المخططات العدائية، حيث تولوا توفير ألواح الصاج ونترات الأمونيوم لاستخدامها في تصنيع العبوات الناسفة، وتجهيز سيارات مفخخة من قبل أحد العاملين بمجال الحدادة داخل مواقع سرية.
واضطلع المتهم محمد السعيد جابر بتوفير دعم مادي وإرسال مبالغ مالية لعضو خليته المتهم محمود حنفي محمود أبو دسوقي لنقلها لباقي العناصر واستخدامها في تمويل الأنشطة العدائية، وتورط 3 أشخاص بينهم شقيقين هما كل من محمد مسلم سليم أبو كيل، وسليم مسلم سليم أبو كيل بالاشتراك مع أحمد محمد حسن القديري، بتوفير قطع غيار الدراجات النارية التي يستخدمها عناصر التنظيم وصيانتها لهم مع علمهم باستخادمها في تنفيذ مخططات التنظيم العدائية، كما اضطلع عمرو يحيى بتوفير الدعم اللوجسيتي وأماكن إيواء لعناصر التنظيم وتسفير العناصر المستقطبة حديثا إلى شمال سيناء للالتحاق بصفوف الإرهابيين.
واضطلع المتهم هاني عبد الصمد عبد الستار، بتكليف من مسئول خليته بمسئولية تهريب عناصر التنظيم الملاحقين أمنيا خارج البلاد من خلال الدروب الصحراوية بمحافظة أسوان، ووفر المتهم عبد الرحمن محمد مهدي، ملابس عسكرية للمسلحين، بينما تورط الإرهابي «إبراهيم عيسى الخولي» في التخطيط لجلب عناصر من خارج مصر في محاولة لإلحاقهم بصفوف التنظيم في سيناء، واتخاذه من إحدى الوحدات السكنية الخاصة بالمدعو محمد عصام عزام مصطفى بالعامرية مقرا لتخزين الأسلحة والمواد المتفجرة وإيواء عناصر التنظيم.