«تسونامي سياسي» يضرب بريطانيا قريبا.. ونار الانقسامات تشعل الأجواء
الثلاثاء، 22 يناير 2019 03:00 ص
بعد أيام من فوضى سياسية عارمة شهدت فشل رئيسة الوزراء البريطانية تريزا ماى فى تمرير اتفاقها الخاص ببريكست عبر مجلس العموم، ونجاتها من سحب الثقة من حكومتها بفارق ضئيل، لا يزال البريطانيون منقسمون حول أفضل طريقة لخروج بلادهم من الاتحاد الأوروبى، حيث حذر مراقبون من أن المملكة المتحدة ينتظرها «تسونامى سياسي» حال استمعت تيريزا ماى لدعوات المعارضة بإزالة خيار الخروج دون صفقة، خاصة وأنه سيغضب المدافعين عن الانفصال عن أوروبا.
وقالت صحيفة «الأوبزرفر» البريطانية، إن داونينج ستريت، أو مجلس الوزراء البريطانى يشعر بـ «قلق بالغ» حيال اتجاه بعد نواب البرلمان لتقديم مقترحات تعرض على رئيسة الوزراء، تيريزا ماي خاصة بتمديد المادة 50 من معاهدة لشبونة، وذلك لتأجيل الخروج حتى يتسنى الاتفاق على صفقة تعبر عن كافة البريطانيين ولتجنب الخروج دون اتفاق كذلك.
ومن المتوقع أن يتم إرفاق عدد كبير من التعديلات الاحتياطية ببيان رئيسة الوزراء، الإثنين، حول سبل المضي قدما في اتفاقية الانسحاب من الاتحاد الأوروبي. كما سيقدم عضو البرلمان المحافظ نيك بولس، وعضو حزب العمال إيفيت كوبر، تعديلا لمحاولة تغيير قواعد جدول مواعيد مجلس العموم. وسيمهد هذا التغيير الطريق لمشروع القانون المقترح الخاص بتمديد المادة 50 في حال عدم التوصل إلى اتفاق.
وورد أن المدعى العام السابق دومينيك جريف قد سعى للحصول على مشورة من عضو أقدم فى مجلس العموم حول كيفية إيقاف أو تأجيل العملية التى تستغرق عامين.
حزب العمال سيضغط على ماي لتأجيل الخروج من الاتحاد الأوروبي
ومن ناحية أخرى، قالت صحيفة «الأوبزرفر» البريطانية، إن زعيم حزب العمال، جيريمي كوربين يستعد لدعم خطة للتصدى لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى دون صفقة مع تزايد الضغط داخل حزب العمال والنقابات العمالية لتأجيل مغادرة المملكة المتحدة.
ومن المفهوم أن كوربين وفريقه في حكومة الظل يستعدون لدعم اقتراح من شأنه أن يجبر تيريزا ماي على طلب تمديد لعضوية بريطانيا فى الاتحاد الأوروبي فى حالة عدم الاتفاق على صفقة بحلول أوائل مارس.
وستحتاج الخطة إلى موافقة جبهة حزب العمل للحصول على فرصة التمرير عندما تجرى الجولة التالية من التصويت الأسبوع المقبل. ورغم عدم اتخاذ قرار نهائى، إلا أن كبار المسئولين قالوا إن هذه الخطوة تتماشى مع مطالبة كوربين بأن تزيل رئيسة الوزراء إمكانية الخروج دون صفقة من طاولة المفاوضات.
وأوضحت الصحيفة أن هناك معركة داخلية بين صفوف «العمال» حول ما إذا كان ينبغى دعم استفتاء ثان. وبعد أن حاولوا وفشلوا فى تأمين انتخابات مبكرة، تقول شخصيات بارزة في الحزب إن الخيار الآن بين خروج ناعم على خطى النمط النرويجي، الذي يجب أن يتضمن فعليا قواعد حرية الحركة، وإجراء تصويت عام آخر.
وأشارت إلى أن هناك جهود مستمرة بين صفوف حزب العمال، التي يهيمن عليه المؤيدون لبقاء المملكة المتحدة داخل الاتحاد الأوروبي، للضغط على كوربين من أجل دعم استفتاء ثاني.
وفي رسالة بالأوبزرفر، دعا أكثر من 170 ناشطا إلى عقد مؤتمر خاص للحزب لتأييد فكرة استفتاء جديد. ويعتزم نواب حزب العمال نصب كمين للقيادة فى تجمع للحزب البرلمانى الاثنين، حيث يريد أعضاء البرلمان فرض مناقشة فى الاجتماع حول موقف الحزب من الاستفتاء الثانى.
الوزراء يوافقون على بحث خطط للخروج من أزمة بريكست منها «استفتاء جديد»
وعلى صعيد آخر، وفي دلالة متزايدة على إمكانية إجراء استفتاء جديد حول عضوية المملكة المتحدة في الاتحاد الأوروبي، أعطى وزراء الحكومة البريطانيين المشاركين في المحادثات الحزبية حول كيفية الخروج من مأزق خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، أول مؤشر على استعدادهم لدراسة خطط لتنظيم استفتاء ثانٍ محتمل على رحيل المملكة المتحدة عن الاتحاد الأوروبي، وفقا للزعيم الليبرالي الديمقراطي، السير فينس كيبل.
صحيفة «الجارديان» البريطانية، قالت إنه تم تقديم عرض وضعه حزب الديمقراطيين لفحص جدول زمني محتمل لتصويت ثان خلال المناقشات بين كبار الديمقراطيين الليبراليين واثنين من وزراء الحكومة المشاركين في المحادثات وهما، مايكل جوف وديفيد ليدنجتون، في مكتب مجلس الوزراء صباح الخميس الماضي.
وفي الوقت الذي ما زالت فيه حكومة تيريزا ماي تعارض بقوة فكرة إعادة قضية خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي إلى الناخبين، فإن الكشف من جانب كيبل يظهر أن الوزراء مصممون على النظر في مجموعة واسعة من الأفكار، التي تطرحها أحزاب المعارضة.
وتصر الحكومة على أن أي استفتاء يمكن أن يعكس قرار عام 2016 بترك الاتحاد الأوروبي سيكون خيانة لإرادة الشعب. وأغلب الظن سيستغرق التصويت الثانى فترة تصل إلى عام للتحضير والتنفيذ، لكن الديمقراطيين الليبراليين وضعوا مسودة تشريع يقولون إنهم سيسمحون بعقدها قبل وقت قصير من موعد الانتخابات الأوروبية المقبلة فى مايو.