التغيرات المناخية والتصدير يسيطران على نشاط «الزراعة» في اجتماعات برلين
الإثنين، 21 يناير 2019 02:00 ص
واصلت وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، نشاطها المستمر في خدمة ورعاية وتطوير الزراعة والثروات الحيوانية والداجنة والسمكية، من خلال المشاركة في اللقاءات والمناقشات والاتصالات والفاعليات المحلية والدولية، التي كان من ضمنها المنتدى الحادي عشر للأغذية والزراعة، الذي تنظمه ألمانيا حول «الحلول الذكية للزراعة المستقبلية، والمسائل المركزية المتعلقة بمستقبل الصناعة الغذائية الزراعية العالمية».
خلال المشاركة، أكد الدكتور عزالدين أبوستيت، وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، على قوة التعاون المصري الألماني في مجال الزراعة، إذ تعد برلين من أكبر المستوردين للحاصلات الزراعية المصرية، وأشار إلى أن العلاقات الثنائية المزدهرة والتقارب المصري الألماني، يأتي في إطار جهود الرئيس عبد الفتاح السيسي والدبلوماسية المصرية في توطيد وتعزيز أواصر العلاقات بين البلدين ومنها العلاقات الزراعية.
وكان أبوستيت قد شارك كمتحدث رئيسي فى جلسة نقاشية عامة، مع وزراء زراعة الأرجنتين وسلوفاكيا ونائب الوزير الصينى وأحد شباب رواد الأعمال من كينيا حول «الاستفادة من الابتكارات الرقمية في الزراعة»، وعرض أبوستيت اهتمام مصر بمجالات الأبحاث و المشروعات البحثية الممولة محليا و دوليا، وعقد أبو ستيت لقاءات ثنائية مع وزراء الزراعة فى المانيا وسلوفاكيا والأرجنتين وجنوب السودان و العراق ونيكاراجوا ومقدونيا وممثلي السعودية وسلطنة عمان و فلسطين.
مناقشات بحضور 73 دولة
كما عقد وزير الزراعة أيضا اجتماعا مع خوزيه دى سيلفا، مدير منظمة الأغذية والزراعة، لدعم المشروعات الزراعية والتنموية في مصر، كما تم عقد اجتماعات مع ممثلي بعض الشركات الألمانية في مجالات الإنتاج الحيواني والمعدات الزراعية، جدير بالذكر أن الدكتورعزالدين أبوستيت قد شارك في هذا المنتدي الدولي كمتحدث رئيسي بحضور 73 دولة على المستوى الوزاري، بالإضافة إلى عدد من المنظمات الدولية، الذي استمرت جلساته لمدة 3 أيام بالعاصمة الألمانية برلين.
التغيرات المناخية ومستقبل الزراعة
وعلى المستوى المحلي، واهتماما بالتقلبات المناخية وتغيرات الطقس التي مرت بالبلاد خلال الأسبوعين الماضيين، نظم مركز بحوث الصحراء ورشة عمل حول «التغيرات المناخية ومستقبل الزراعة المصرية»، وخلال كلمته أمام الجلسة الافتتاحية للورشة قال الدكتور نعيم مصيلحي، رئيس مركز بحوث الصحراء.
«مصر بلد الصحراء»، هكذا قال الدكتور جمال حمدان، في رائعته «عبقرية الزمان والمكان»، والصحراء منظومة بيئية متكاملة تتسم بهشاشة الموارد الطبيعية، الأمر الذي يستوجب علينا أهمية التركيز على الاستخدام الأمثل والمستدام لتلك الموارد، والتوجه إلى الصحاري مادامت قد دعت إليه الحاجة في معظم البلاد العربية، لأنها الأمل في النمو إلاّ أنه لابد وأن يتم استغلال الصحاري بشكل لا يؤدى إلى تدهور في الموارد الطبيعية المتوفرة بها، وعلى الأخص المياه والأرض وأن يكون ذلك وفقاً لرؤى تنموية مستدامة ومتكاملة.
وأضاف مصيلحي، أن مصر تزخر بعلمائها القادرين على مواجهة كل التحديات الجسام التي نواجهها والفرصة قوية جداً في ظل قيادة الرئيس السيسي، الذي يؤمن بأهمية البحث العلمي عامة والبحث العلمي الزراعي على وجه الخصوص، إذ تعتبر التنمية الزراعية المستدامة أحد أهم مفاتيح نمو الاقتصاد المصري ومصدر رخاء ورفاهية شعبنا العظيم، وأن زماننا كثير التعقيد والتحديات كما أنه كثير الفرص والمعطيات.
وتابع: «ونحن نعيش في عالم مفتوح يمور بالتواصل والتأثير المتبادل،وأن التصدي لمشكلة توفير الاحتياجات الغذائية ليس بالأمر السهل، بل يحتاج إلى جهود حثيثة من التأمل والبحث والتخطيط والاتصال والحوار، وفي ظل المتغيرات الإقليمية والعالمية التي تركت آثاراً واضحة على المسيرة التنموية بصفة عامة وإيماناً منّا بإن نجاح الكليات والجامعات والمراكز البحثية بمشاركة الأجهزة التنفيذية في تأدية أدوارها العلمية والبحثية والمجتمعية كفيل بنجاح رسالتنا في بناء المجتمع والارتقاء به إلى مستوى متطلبات القرن الحادي والعشرين.
وتابع مصيلحي، أن الأمر يستلزم تكاتف جهود العلماء والبحث العلمي التطبيقي لإيجاد الحلول الحاسمة للتحديات التي تواجه التنمية المستدامة وخاصة في قطاع الزراعة أحد أعمدة الاقتصاد المصري، وفي إشارة إلى المناقشات قال مصيلحي، إن اجتماعنا اليوم في هذا الصرح العلمي العظيم، يأتي في وقت تواجه فيه مصرنا الغالية تحديات جسام على مختلف المستويات، وخاصة البيئية والاقتصادية والاجتماعية، ويتعين علينا التصدي لهذه التحديات والتغلب عليها من خلال تعزيز العمل المشترك والتنسيق المستمر والبناء.
وقال رئيس مركز بحوث الصحراء، إن المركز يذخر بخبرات متميزة ونادرة في مجالات علوم الصحراء وتنميتها، بالإضافة إلى أن لدينا برامج طموحة لاستكشاف الموارد الطبيعية في الصحاري المصرية، وبرامج خاصة بتقييم ومراقبة التصحر في الأقاليم البيئية الزراعية الرئيسية، ولقد كان لمركز بحوث الصحراء وعلماؤه دورا بارزا في شتي المشروعات القومية الزراعية وغير الزراعية انطلاقة من كونه منارة التنمية في الصحاري المصرية.
يذكر أن الدكتور أيمن فريد أبو حديد، الخبير الدولي في التغيرات المناخية، ووزير الزراعة الأسبق قد يشارك في هذه الورشة ببحث حول مستقبل الزراعة المصرية في ظل التغيرات المناخية والظروف الإقليمية، كما يشارك أيضا الدكتور سيد خليفة، نقيب الزراعيين، ونخبة علماء مركز بحوث الصحراء والمراكز البحثية والجامعات المصرية في هذه الورشة.