وبدأت الصين تفكر في الاعتماد على التكنولوجيا في زراعة الأراضي، بعدما ما رصدته من مواجهتها على المدى القريب لأزمة الأعمار الكبيرة للغالبية العظمى من الفلاحين، ليبقى الشباب غير مستعد لتحمل المتاعب المرتبطة بالعمل فى هذا المجال، بالإضافة إلى عدم ارتباطهم بالأرض على غرار أجدادهم، فى حين تبقى الحاجة الصينية ملحة لتحقيق انتاج وفير من المحاصيل الزراعية.
كان قد سبق الصين لهذا الطريق دولا أخرى كأستراليا والولايات المتحدة، بسبب التحديات المرتبطة بقلة عدد السكان أيضاً، واتجاه الغالبية العظمى من الشباب الصاعد نحو العمل فى المجالات الصناعية الأخرى لتحقيق مزيد من المكاسب المادية، ولكن فشلت هذه الدول في تحقيق التقدم السريع الذي أنجزته بكين فى سنوات قليلة، وذلك بالرغم من المساحات الواسعة من الأراضى الزراعية التى تملكها تلك الدول.
وقال المدير التنفيذى للشركة المصنعة للجرارات الجديدة تشنج يويه، فى تصريحات أبرزتها وكالة "رويترز" فى نسختها الإنجليزية، إن الزراعة الآلية هى الطريق الوحيد لتحقيق الطفرة فى هذا المجال، موشحا أن الطلب يبدو متزايدا إلى حد كبير على الجرار الذى أنتجته الشركة، خاصة بعد نجاح التجربة التى قامت بها للجرارات الجديدة فى حقول الأرز فى شينجوا أو مقاطعة جيانجسو الشرقية.
إلا أن التجربة الجديدة ربما تواجه عدد من التحديات أهمها ارتفاع تكاليف الاعتماد على التكنولوجيا الحديثة، بالإضافة إلى التباين الكبير فى مساحات الأراضى الزراعية أو المزارع فى أنحاء البلاد، خاصة وأن الجرارات الجديدة لا يمكنها العمل إلا فى الأراضى ذات المساحات الواسعة.
ويصل سعر الجرار الزراعى الذى أطلقته الصين مؤخرا إلى أكثر من 90 ألف دولار أمريكى، وهو ما يعنى أنها ستكون بعيدا عن متناول الكثيرين، كما أن حوالى 90% من المزارع فى الصين لا تزيد مساحتها عن هكتار واحد، على عكس الوضع فى الولايات المتحدة، والتى لا تقل مساحة المزرعة فيها عن 5 هكتارات.
وتتمتع المعدات التى نجحت الصين فى استحداثها فى الآونة الأخير لتطوير القطاع الحيوى بوجود أجهزة استشعار على درجة عالية من الكفاءة يمكن من خلالها قياس جودة المحصول، ومراقبة الظروف التى يواجهها وتداعياتها المحتملة على مختلف المحاصيل الزراعية، كما أنها تمتلك تقنيات من شأنها تسجيل البيانات حول تفاصيل مثل أحجام الأسمدة أو المواد الأخرى المستخدمة في إنتاج المحاصيل ، مما يساعد المزارعين على الأرجح في استهداف المستهلكين الذين يطالبون بمنتجات ذات جودة أعلى ، حيث يمكن تضمين بعض هذه المعلومات في ملصقات الأغذية.