مقترح «المنطقة الآمنة».. تركيا تمتثل للأوامر الأمريكية وروسيا تعلق
الخميس، 17 يناير 2019 12:00 ص
أثار مقترح الولايات المتحدة لإقامة منطقة آمنة في شمال سوريا العديد من ردود الأفعال المتباينية، فبعدما رحب الرئيس التركي بالفكرة، علقت روسيا عبر وزير الخارجية سيرجي لافروف أن الجيش السوري هو من يجب أن يسيطر على شمالي البلاد.
وقال لافروف للصحفيين «نحن على قناعة بأن الحل الوحيد والأمثل هو نقل هذه المناطق لسيطرة الحكومة السورية وقوات الأمن السورية والهياكل الإدارية»، الأمر الذي يعد رفضًا قاطعًا لتصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والتي أكد فيها أن بلاده مستعدة لتنفيذ إقامة منطقة آمنة في شمال سوريا.
وكان الرئيس التركي قد أعلن في وقت سابق أنه ناقش مسألة منطقة آمنة تقيمها تركيا في سوريا خلال اتصال هاتفي مع الرئيس الأمريكي، مشيرًا أنه سيلتقي الرئيس الروسي فلاديمير بوتن في 23 يناير على الأرجح لبحث الأمر ذاته.
ولم يمر وقتًا كبيرًا على تهديد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتدمير تركيا، إذا هاجمت أكراد سوريا، إلا وتراجع الرئيس التركي رجب أردوغان منفذًا أوامر الولايات المتحدة الأمريكية، حيث أجبرت التهديدات الأمريكية أنقرة بالخنوع أمامها وتنفيذ أوامرها المتعلقة بإنشاء منطقة آمنة شمال سوريا.
وامتثل الرئيس التركي لاقتراح نظيره الأمريكي، بإنشاء منطقة آمنة في شمال سوريا، مؤكدًا أن شركة الإسكان التركية "توكي" ستتولى أعمال الإنشاءات الخاصة بالفصل، حسب وكالة أنباء الأناضول التركية.
وجاءت تصريحات أردوغان التي تعهد فيها بالالتزام بالمطالب الأمريكية بعد وقتًا قصيرًا من مكالمة هاتفية مع ترامب، للتخفيف من حدة التوتر، بعدما هدد الرئيس الأميركي بتدمير الاقتصاد التركي في حال هاجمت أنقرة الأكراد في سوريا.
ووصف أردوغان المحادثة الهاتفية التي أجراها مع ترامب الاثنين، بالإيجابية للغاية، موضحًا أنها تطرقت إلى إقامة منطقة أمنية بعرض 20 ميلا "30 كلم" على الحدود مع سوريا، وعلق الرئيس التركي على تغريدة ترامب، وقال: «أحزنتني وأصدقائي، لكننا توصلنا إلى اتفاق يحمل أهمية تاريخية». مشددا على أن بلاده ستحل المشاكل مع أمريكا بروح التحالف، طالما أخذت واشنطن مصالح تركيا في الحسبان.
وتمتد المنطقة الآمنة المقترحة في شمال سوريا عرضها لنحو 20 ميلا "عمق 30 كيلومترا داخل الأراضي السورية"، وتشمل ريف منبج في حلب وصولا إلى الحدود السورية العراقية، تحت مسمى "منطقة حكم ذاتي"، يديرها المجلس الوطني الكردي في سوريا، «على أن تكون تحت أعين الأتراك».
وكان ترامب حذر تركيا من «كارثة اقتصادية» في حال هاجمت الأكراد بعد انسحاب القوات الأمريكية من سوريا، قائلا «سندمر تركيا اقتصاديا إذا هاجمت الأكراد. سنقيم منطقة آمنة بعرض 20 ميلا».
ولكن لم يتأخر الرد التركي على هذا التهديد، معتبرة أن ما تقوم به واشنطن "خطأ فادح"، حيث قال الناطق باسم الرئاسة التركية، إبراهيم كالين، إن "مساواة الأكراد السوريين بالمسلحين الأكراد خطأ فادح"، على حد قوله.
وأضاف في تغريدة نشرها على حسابه الرسمي في تويتر، «دونالد ترامب.. لا يمكن أن يكون الإرهابيون شركاءك وحلفاءك»، مطالبا الولايات المتحدة بـ«احترام شراكتنا الاستراتيجية»، متوعدًا كالين في التغريدة نفسها بـ"مواصلة القتال ضد كل الجماعات الإرهابية".
وتعتبر تركيا وحدات حماية الشعب الديمقراطية الكردية في سوريا قوات إرهابية وامتداد لحزب العمال الكردستاني الذي تصفه أنقرة بأنه إرهابي، متجاهله الدعوات الأمريكية بعدم القتال ضده، ودوره في محاربة تنظيم داعش خلال الفترة الأخيرة، فيما تصر واشنطن على ضمان حماية هذه القوات بعد انسحاب قواتها من سوريا.