مونديال 2022 بوابة العبور إلى الآخرة.. موتى بالمئات وانتهاكات في حق العمالة بقطر
الإثنين، 14 يناير 2019 09:00 ص
الموتى يتزايدون، والإصابات تتكاثر، دون أي دعم أو تعويض، هكذا هو حال العمالة الأجنبية في إنشاءات مونديال كأس العالم في قطر.
تقرير لموقع أمريكي قال إن بطولة كأس العالم بقطر وما يصاحبها من جرائم ترتكبها الدوحة بحق العمالة الأجنبية الموجودة على أراضيها، ليست سوى آلة موت رهيبة، تواصل حصد مزيد من أرواح العمال الوافدين، الذين يحملون على عاتقهم المسؤولية الأكبر في تجهيز مشروعات البطولة.
موقع "ديد سبين" قال إنه على الرغم من أن دراسة أُجريت عام 2014، حذرت على نحو صارخ من أن عدد الوفيات بين العمال المهاجرين المشاركين في مثل هذه المشروعات الإنشائية، قد يصل إلى ما يربو على أربعة آلاف عامل، بحلول موعد انطلاق البطولة الكروية في 21 نوفمبر 2022، فإن ذلك لم يجعل الأمور تتحسن بأي وجه من الوجوه.
وتابع أنه مع أن تلك التقديرات كانت قد اعتبرت مفرطةً في التشاؤم، من قبل البعض خلال السنوات الماضية، غير أن تقارير حديثة عززت من مصداقيتها، من خلال ما تطرقت إليه بشأن استمرار الأوضاع المزرية، التي تسود أماكن عمل الوافدين إلى قطر، وتشيع كذلك في المعسكرات التي يجبرون على الإقامة فيها.
ونقل الموقع ما صدر من جانب مجموعة استشارات أمريكية، أشارت إلى أن ساعات عمل عمال الإنشاءات في قطر تزيد بواقع 90 ساعة في كل شهر، على الحد القانوني، الذي يفترض أن يلتزم به أرباب العمال القطريون.
وأشارت المجموعة إلى أن هناك الكثير من العمال الأجانب الموجودين في قطر، يجبرون على العمل لمدد تصل إلى 148 يوماً من دون الحصول على راحة ولو ليوم واحد، مضيفًا عدم وجود حصيلة رسمية للوفيات التي حدثت وتحدث بين العمال المشاركين في تأهيل قطر لتنظيم الحدث الكروي الأبرز في العالم، ولكن هذا لا يعني ألا نضع في الحسبان، ما ورد بوضوح في تقارير دولية، صدر أحدها في عام 2015 وأشار إلى أن أكثر من 1200 عامل مهاجر لقوا حتفهم، منذ أن بدأ النظام القطري التحضير لاستضافة البطولة الكروية الكبرى.
وقال إنه على الرغم من أن هؤلاء الضحايا لم يكونوا جميعاً يعملون في مشروعات مرتبطة بشكل مباشر بملف الاستضافة، فإن ذلك العدد الهائل من الوفيات يرسم صورة لظروف العمل في قطر.
وقال الموقع إن هذا القرار الكارثي لم يمر مرور الكرام بالنسبة للفيفا، حسبما أكد الموقع الأمريكي الذي أشار إلى أن الاتحاد الدولي لكرة القدم لا يزال يدفع ثمناً باهظاً لهذه الخطوة المثيرة للجدل رغم مرور أكثر من ثماني سنوات على الإقدام عليها، قائلاً إن ما حدث في هذا الشأن لا يزال يلقي بظلاله على كل قرار يتخذه الفيفا، وكل بيان يصدره، وكل مناسبة يشارك فيها وتحقق نجاحاً على صعيد العلاقات العامة.
وندد الموقع في تقريره بتقاعس الفيفا عن التحرك بشكلٍ حاسمٍ، لإنهاء محنة مئات الآلاف من العمال الأجانب في الأراضي القطرية، قائلاً إن الاتحاد الدولي لا يسعى للأسف الشديد لاستصدار قرار إنساني وسريع لمواجهة الفظاعات والأهوال التي ترتكب في قطر ليس فقط تحت أنف الفيفا، وإنما بدعمه الكامل والشديد كذلك.