لازال التوتر مسيطر على سوق النفط العالمي، خاصة بعد حالات التخبط المتتالية، وإعلان أوبك خفض إنتاجها، ومع تزايد التوقعات باستمرار هبوط أسعار النفط خلال الفترات المقبلة، هبطت أسعار النفط بأكثر من 6% إلى أدنى مستوى في أكثر من عام، (الاثنين)، مع تضرر الأسواق من مخاوف بشأن تباطؤ الاقتصاد العالمي.
وسجلت العقود الآجلة للخام الأميركي وخام القياس العالمي مزيج برنت أدنى مستوى منذ عام 2017 خلال الجلسة، مما جعل الخامين على مسار الهبوط بنحو 40% خلال الربع الأخير من العام. وسجلت العقود الآجلة للخام الأميركي أدنى مستوى منذ 22 يونيو 2017، بينما بلغ خام برنت أدنى مستوى منذ 17 أغسطس 2017.
وفي تطور سريع، هبطت أسعار النفط حوالي 2 في المئة مع قلق المستثمرين من تباطؤ اقتصادي عالمي، مرتدة عن تسع جلسات متتالية من المكاسب أثارتها آمال بشأن محادثات التجارة بين الولايات المتحدة والصين، لكنها تشبثت ببعض تلك المكاسب لتنهي الأسبوع على ارتفاع.
وانخفضت عقود خام القياس العالمي مزيج برنت لأقرب استحقاق 1.2دولار، أو 1.95 في المئة، لتبلغ عند التسوية 60.48 دولار للبرميل. وتراجعت عقود خام القياس الأميركي غرب تكساس الوسيط دولارا، أو1.9 بالمئة، لتسجل عند التسوية 51.59 دولار للبرميل.
لكن الخامين القياسيين كليهما سجلا ثاني أسبوع من المكاسب مع صعود برنت حوالي 6% في حين قفز الخام الأميركي 7.6%. وسجل برنت يوم الخميس تاسع جلسة على التوالي من المكاسب في أطول سلسلة صعود منذ سبتمبر 2007. وصعد الخام الأميركي أيضا لتاسع يوم على التوالي محطما مستوى قياسيا سجله في 2010.
وأعطت توقعات متزايدة بأن حربا تجارية شاملة بين واشنطن وبكين ربما يمكن تفاديها دعما لأسواق النفط في وقت سابق هذا الأسبوع. واختتمت المحادثات بين العملاقين الاقتصاديين يوم الأربعاء بدون الإعلان عن نتائج ملموسة، لكن مناقشات على مستوى عال قد تعقد في وقت لاحق هذا الشهر.
وتعرضت الأسواق على كافة مستويات الأصول لضغوط مع تنامي المخاوف بشأن النمو بفعل إغلاق الحكومة الأميركية. واتجه المستثمرون إلى الملاذات الآمنة مثل الذهب وأدوات الدين الأميركية. وجرت تسوية العقود الآجلة للخام الأميركي عند 42.53 دولار للبرميل، بانخفاض قدره 3.06 دولار، أو ما يعادل 6.7%، خلال الجلسة. وانخفض خام برنت 3.35 دولار للبرميل، أو 6.2%، في التسوية إلى 50.47 دولار للبرميل.
وهبط برنت 11 يالمئة الأسبوع الماضي مسجلا أدنى مستوى منذ سبتمبر 2017، بينما سجلت العقود الأميركية الآجلة أدنى مستوى منذ يوليو 2017، ليصل حجم هبوط العقدين إلى 35%. واتفقت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وروسيا في وقت سابق هذا الشهر على خفض الإنتاج بواقع 1.2 مليون برميل يوميا بدءا من يناير لكبح المعروض. وقال وزير الطاقة الإماراتي، سهيل المزروعي، الأحد، إن أوبك وحلفاءها سيعقدون اجتماعا استثنائيا إن لم تكف التخفيضات لتحقيق التوازن في السوق.
وفي ظل القلق من أن يؤدي فائض الإنتاج الذي بدأ يظهر إلى انهيار الأسعار، كما حدث في عام 2014، تضغط أوبك من أجل خفض الإمدادات بين مليون و1.4 مليون برميل يوميا.
مخاوف من أن تؤدي الاضطرابات الاقتصادية العالمية إلى تراجع الطلب على النفط
وفي ظل قيام المتداولون بتخفيض مراكزهم في سوق خيارات النفط، وسط مخاوف من أن تؤدي الاضطرابات الاقتصادية العالمية إلى تراجع الطلب على النفط، سجلت نسبة هبوط أسعار النفط 7%، وهو أدنى مستوى له منذ 8 أشهر.
ويأتي ذلك الانخفاض الكبير في أسعار النفط لعده أسباب يأتي على رأسها ارتفاع حجم إنتاج النفط بالولايات المتحدة الأمريكية، وأيضا كانت من الأسباب الأساسية خلال الفترة الماضية لانخفاض أسعار النفط، هو الخوف من تراجع الطلب على النفط، وذلك كنتيجة لتباطؤ النمو العالمي.
أسباب هبوط أسعار النفط
ونجد أن قيام الولايات المتحدة الأمريكية عند فرضها المرحلة الثانية من العقوبات على طهران، قامت باستثناء ثماني دول كانت أحد الأسباب لانخفاض أسعار النفط لاستمرارها في استيراد النفط من طهران، كما أن الموجه التي شهدتها أسواق المال خلال شهر أكتوبر الماضي بعد أسبوع من وصول سوق مستقبليات النفط إلى ذروتها، تراجعت ثلثّا أسهم مؤشر ستاندرد أند بورز 500، وجذبت سوق المستقبليات معها إلى الأسفل ،قوة الدولار، والتي تجعل البترول أعلى تكلفة للبلدان التي لا ترتبط عملتها بالعملة الأمريكية.
تخمة معروض نفطي في 2019 في ظل تباطؤ الاقتصاد العالمي
وجاءت تحذيرات "أوبك"، من تخمة معروض نفطي في 2019 في ظل تباطؤ الاقتصاد العالمي، وتنامي معروض المنتجين المنافسين، بوتيرة أسرع من المتوقع، معززة المبررات لتحول كامل في السياسة صوب خفض الإنتاج خلال اجتماع المنظمة الشهر المقبل.