أمريكا تحاصر أذرع قطر الإعلامية.. ماذا فعلت؟

الأحد، 13 يناير 2019 04:00 ص
أمريكا تحاصر أذرع قطر الإعلامية.. ماذا فعلت؟
أمريكا تحاصر أذرع قطر الإعلامية
شيريهان المنيرى

 
- مشروع قانون أمريكي يطالب إعلام الدوحة بالكشف عن مصادر تمويله وعلاقته بالنظام القطري
 
- المشروع يؤكد دعم «الجزيرة» لأفراد وجماعات تصنف إرهابية في واشنطن
 
- خبير أمني أمريكي يطالب البيت الأبيض بمراجعة سياساته تجاه قطر
 
عبدالله العساف: الإعلام التابع لقطر تسلل إلى الداخل الأمريكي.. وأضر بمصالح واشنطن الخارجية
 
تحرك أمريكى ربما يفتح الباب أمام خطوات أخرى من شأنها التصدى للسياسات القطرية التى استهدفت الأمن القومى لكثير من الدول حول العالم، لاسيما المنطقة العربية؛ عبر تمويل الإرهاب وبث الشائعات وترويج الأكاذيب.
 
الإعلام طالما مثّلَ سلاحا قويا بالنسبة للنظام القطرى، والذى كرثّ أمواله لبناء «ترسانة إعلامية» تشمل الساحة الإعلامية بشقيها التقليدى والبديل، ولعل شبكة الجزيرة هى أبرز تلك الوسائل إلى جانب أذرع ممولة عبر السوشيال ميديا تخدم توجهاته وأهدافه المغرضة، وكان إغلاق قناة الجزيرة أحد أبرز شروط القائمة العربية التى قدمتها الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب (مصر والسعودية والإمارات والبحرين) للدوحة، إثر مقاطعة الرباعى العربى للدوحة فى عام 2017، بعد ثبات دعمها وتمويلها للإرهاب والعمل على زعزعة أمن واستقرار المنطقة، وذلك لما قامت به الجزيرة من ممارسات اعتمدت بشكل رئيسى على تأليب الرأى العام وتشويه صورة الأنظمة العربية، وبالأخص منذ أحداث ثورات الربيع العربى.
 
وكشف الموقع الأمريكى «ذى ديلى بيست» مطلع يناير الجارى عن مشروع قانون بالكونجرس الأمريكى (تسجيل العملاء الأجانب) «FARA»، يستهدف الوسائل الإعلامية الأجنبية التى تعمل بداخل الولايات المتحدة الأمريكية، وتدور حولها وتمويلها الشبهات، وتأتى قناة الجزيرة الإنجليزية ضمن تلك الوسائل التى أشار لها الموقع الأمريكى، حيث إنها متهمة بترويجها للإرهاب من خلال دعم جماعات مصنفة إرهابية بداخل الولايات المتحدة الأمريكية، وهو ما دفع نواب جمهوريين داخل الكونجرس لمطالبة عدد من وسائل الإعلام القطرية والتى تمارس عملها بأمريكا؛ للإفصاح عن طبيعة علاقاتها بالنظام القطرى، ومصادر تمويلها. 
 
الجدير بالإشارة أن موقع «ميدل إيست أى» ورد اسمه أيضا إلى جانب «الجزيرة»، ما يُعد دليلا على تبعيته لقطر، على الرغم من محاولاتها التنصل من ذلك الأمر لسنوات، زاعمة أنه موقع بريطانى.
 
أستاذ الإعلام السياسى بجامعة الإمام بالسعودية، الدكتور عبدالله العساف، يرى أن أجهزة الاستخبارات الأمريكية وغيرها بدأت فى إدراك خطورة الوسائل الإعلامية التى تسللت للعمل فى الولايات الأمريكية، مستغلة مساحة حرية التعبير عن الرأى والمناخ الإعلامى المنفتح، على حد تعبيره.
 
وقال فى تصريحات خاصة لـ«صوت الأمة»: «إن الجزيرة وغيرها استطاعت أن تنقل سمومها وتؤثر فى الرأى العام الأمريكى، فهى نجحت فى التغلغل بالداخل الأمريكى حتى أصبحت هى التى تقود الرأى العام الأمريكى أحيانا وتوجهه، ما استدعى انتباه الكثير من رجال الكونجرس، والتأكيد على ضرورة معرفة مَن يُمول مثل تلك الوسائل وآلية عملها، حتى تكون هناك شفافية حولها، فهى بالفعل أضرت بالأمن القومى الأمريكى».  
 
وأضاف «العساف» أن لديه معلومات مؤكدة على أن قناة الجزيرة الإنجليزية تدفع أحيانا ما يقرب من 50 ألف دولار لبعض من أعضاء الكونجرس وبعض من المؤثرين فى أمريكا لمجرد الظهور لبضع دقائق على شاشتها، مشيرا إلى أن هناك استهدافا لنخب أمريكية معينة ومؤثرة من خلال استقطابهم فى القنوات أو الصحف الممولة قطريا والمدعومة مثل واشنطن بوست.
 
وقال «العساف»، إن المال القطرى استطاع شراء مواقفهم وولاءاتهم أو تبنى وجهة النظر القطرية وتمرير أجندات الدوحة الخفية التى تتعارض مع سياسات البيت الأبيض وبشكل كبير، لهذا دق ناقوس الخطر الذى استدعى وجوب معالجة هذا الخلل الناتج عن وجود وسائل إعلامية أجنبية تستفيد من مناخ الحرية وبالتالى تضر بالأمن القومى الأمريكى والمصالح الأمريكية مع دول العالم.
 
وأعرب الخبير الإعلامى عن تفاؤله بانضمام أمريكا مع عدد من الدول العربية وغير العربية التى أدركت مبكرا خطورة الإعلام القطرى أو الممول قطريا على أمنها القومى، وأن هذه الوسائل هى ليست وسائل إعلامية وإنما هى وسائل سياسية واستخباراتية لديها أجندة سياسية تسعى لتنفيذها.
 
من جانبه قال الكاتب السعودى، خالد الزعتر: «إن التحرك الذى يحدث داخل الولايات المتحدة الأمريكية وما نشهده من الدعوات داخل الكونجرس ومطالبة وسائل الإعلام المملوكة من أجانب فى الولايات المتحدة ضمنها قناة الجزيرة الإنجليزية؛ فى تقديرى سيضع النظام القطرى فى مأزق، خاصة أن قناة الجزيرة مملوكة وممولة من قبل النظام القطرى؛ ‏ففى بداية تأسيسها رصدت ‎قطر ميزانية تأسيسية قدرها 500 مليون ريال لمدة 5 سنوات، على أن تسعى القناة إلى تحقيق استقلالها المالى بعد تلك المدة، إلا أن القناة فشلت فى تحقيق الاستقلال المالى وبقيت حتى الآن مدعومة من الحكومة القطرية، ولذلك فإن إفصاحها الآن فى ظل أنها تواجه اتهامات أمريكية لترويجها لجماعات إرهابية تصنفها الولايات المتحدة إرهابية عن مصادر تمويلها؛ سيوسع دائرة الاتهامات الأمريكية لتتخطى القناة وتطال النظام فى ‎قطر ودوره فى دعم الإرهاب».
 
وأضاف خالد الزعتر، فى تصريحات لـ«صوت الأمة» أن هذا التحرك الأمريكى تجاه الجزيرة التى ترتبط بعلاقات واسعة مع التنظيمات الإرهابية، أعتقد أنه لا يتعلق فقط بالقناة بل يأتى فى سياق تحرك أمريكى أوسع تجاه السياسات القطرية الداعمة للإرهاب، وربما يمتد إلى ملف الصراع الأمريكى - الإيرانى، وبالأخص فى ظل توسيع الدوحة علاقاتها مع إيران، وهو ما قد تنظر له الإدارة الأمريكية بأنه تحدٍ لجهودها فى تحجيم النفوذ الإيرانى، وانتهاك العقوبات الأمريكية على إيران.
 
فى سياق متصل انتقد مركز الأبحاث والدراسات الأمنية SSG، والضابط السابق بالقوات الخاصة الأمريكية جيم هانسون، فى مقال له بصحيفة The Federalist، ما قامت به صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية من دعاية وصفها بالـ«ممنهجة» استهدافا للمملكة العربية السعودية لصالح قطر من خلال استغلال حادث مقتل الإعلامى والمواطن السعودى جمال خاشقجى؛ محذرا من عدم التصدى للسياسات القطرية وما يمكن أن يسببه ذلك من آثار سلبية فى الشرق الأوسط، فى ظل تحالفاتها مع إيران وتركيا، وكثرة تجاوزات النظام القطرى فى حق الولايات المتحدة الأمريكية مؤخرا، مطالبا واشنطن بضرورة مراجعة سياساتها تجاه الدوحة، والتى أشار إلى أنها ضد المصالح الأمريكية.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة