عبدالله السعيد vs حسين الشحات.. من يستحق لقب صفقة القرن؟
الأحد، 13 يناير 2019 11:00 صمصطفى الجمل
الأسبوع الماضى كان مزدحما بالأحداث الكروية على المستوى المحلى والدولى، فى مصر، ولم يكن هناك حديث لعشاق الساحرة المستديرة سوى عن فوز نادى بيراميدز على النادى الأهلى بنتيجة 2-1 فى بطولة الدورى المصرى الممتاز، وإحراز لاعب الأهلى الأسبق عبدالله السعيد هدف الفوز ومن قبله صناعة هدف التعادل.. ساعات قليلة وخطف حسين الشحات القادم لصفوف الشياطين الحمر من صفوف نادى العين الإماراتى البساط من تحت أقدام السعيد وناديه الجديد بيراميدز، لعدة أسباب أهمها قيمة الصفقة الأغلى فى تاريخ النادى الأهلى والكرة المصرية كلها، بالإضافة إلى ما أظهره اللاعب الدولى من عشق لكيان النادى الأهلى، قيل إنه تنازل بسببه عن 16 مليون جنيه.
من هنا بدأت معركة جديدة بين محبى الكرة فى مصر، خاصة الأهلاوية والزملكاوية، وبينهم مشجعو بيراميدز، عشاق القلعة الحمراء بالأصالة عن نفسهم قالوا إن لاعبهم الجديد حسين الشحات هو صفقة القرن الجديدة بلا منازع، لينتصب أبناء ميت عقبة من محبى نادى الزمالك بالنيابة عن محبى نادى بيراميدز ليردوا على مزاعم جماهير الأهلى، ويؤكدوا أنه لو هناك من يستحق لقب صفقة القرن، فهو اللاعب عبدالله السعيد، المنتقل لصفوف بيراميدز، لما يحمله اللاعب من خبرات دولية طويلة ستعين ناديه الجديد فى مشوار زحفه نحو لقب الدورى المصرى العام الأول وصفعه للنادى الأهلى أكثر من مرة هذا العام.
بعيدا عن تشنجات الجماهير من هنا وهناك، نقدم خلال السطور المقبلة تحليلاً تفصيلياً لإمكانيات كلا اللاعبين والمراكز التى لعب لها كل منهما، والإنجازات التى حققاها خلال مسيرتهما، فى محاولة لاستنباط أحقية أى منهما بهذا اللقب، من منهما صفقة القرن.. السعيد أم الشحات؟
الأرقام تقف في صف السعيد
إذا ما اعتمدنا فى مقارنتنا هذه على الأرقام، مثلما يحلو لكثيرين أن يفعلوا فى مقارنتهما بين اللاعبين، سنظلم اللاعب الأصغر فى السن حسين الشحات، والذى يبلغ عمره 27 عاما، لعب منها 4 سنوات فقط فى الدورى المصرى الممتاز، فيما وصل عبدالله السعيد لسن الـ33، لعب منها 16 عاما فى الدورى الممتاز بدأها مع الإسماعيلى.
بحكم السن، سيكون أمام اللاعب عبدالله السعيد بحد أقصى من موسم لموسمين مع فريقه الجديد، فيما سيكون أمام حسين الشحات مع الأهلى 8 سنوات، يخدم فيها النادى الأهلى، مما يعنى أن حال تألق «الشحات» سيكون أكثر إفادة لفريقه من عبدالله السعيد الواقف على شفا الاعتزال.
الأرقام تقول إن عبدالله شارك فى 267 مباراة محلية مع الأهلى والإسماعيلى، سجل خلالها 114 هدفا، وحصد مع الأهلى 4 دورى ممتاز، و2 دورى أبطال أفريقيا، وكأس مصر، وكأس السوبر المصرى، والكونفيدرالية الأفريقية، وكأس السوبر الأفريقى، ولعب 36 مباراة دولية مع منتخب مصر، ساهم فى الفوز بـ 15 منها، وهُزم المنتخب فى وجوده 16 مرة، بينما تعادل 5 مرات، وله 6 أهداف دولية فقط.
أما حسين الشحات فبدأ لعب الدورى المصرى الممتاز فى صفوف مصر المقاصة عام 2014، لعب معهم 85 مباراة فى بطولتى الدورى وكأس مصر خلال 4 مواسم، بواقع 6407 دقائق لعب، وسجل 16 هدفًا، وصنع 18 هدفًا، وحصل على 12 إنذارًا، كما حصل على بطاقتين حمراء، وساهم «الشحات» فى حصول فريقه على المركز الرابع بالدورى موسم 2014-2015 وصعد لبطولة الكونفيدرالية الأفريقية عام 2016، ولعب «الشحات» 7 مباريات بالبطولة ولم يسجل أى أهداف، وودع فريقه البطولة من دور الـ32 «مكرر» على يد أهلى طرابلس الليبى، كما ساعد حسين الشحات الفريق الفيومى فى اقتناص وصافة الدورى المصرى الممتاز للمرة الأولى فى تاريخه موسم 2016-2017، وتأهله للمشاركة فى بطولة دورى أبطال إفريقيا 2018.
ومع نادى العين الإماراتى شارك حسين الشحات فى 23 مباراة فى دورى الخليج العربى (الدورى الإماراتي)، بواقع 1714 دقيقة لعب، ونجح فى تسجيل 13 هدفًا، كما صنع 15 هدفًا، وحصل على بطاقتين صفراء، ونجح فى التتويج مع الفريق بلقب الدورى الإماراتى الموسم الماضى 2017-2018، ويحتل المركز الثالث فى جدول البطولة بالموسم الحالى حتى الآن برصيد 28 نقطة.
وساهم «الشحات» فى تتويج العين بكأس رئيس الدولة الإماراتى فى الموسم الماضى للمرة السابعة فى تاريخ النادى، فلعب 4 مباريات بالبطولة، وسجل 3 أهداف، أما فى الموسم الحالى فودع الفريق بطولة الكأس مبكرًا من دور الـ16 بعد الخسارة أمام الوصل 5-3، لكن سجل محترفنا المصرى هدفًا لفريقه.
خاض «الشحات» 6 مباريات مع العين الإماراتى فى دورى أبطال آسيا 2018 بواقع (493 دقيقة لعب)، وسجل هدفا وحيدا وصنع هدفين، لكن ودع الفريق البطولة من دور الـ16 على يد فريق الدحيل القطرى، كما شارك مع فريقه فى مباراتين فى دور الـ32 لبطولة كأس زايد للأندية الأبطال أمام فريق وفاق سطيف الجزائرى، وخسر العين 2-1 فى لقاء الذهاب، وفاز 1-0 إيابًا لكنه ودع البطولة.
لعب «الشحات» 4 مباريات مع العين الإماراتى فى مونديال الأندية وسجل هدفًا، وساهم فى تتويج العين بالمركز الثانى والميدالية الفضية بالبطولة بعد الخسارة فى المباراة النهائية أمام ريال مدريد 4-1، وأصبح «الشحات» أول لاعب مصرى فى التاريخ يخوض المباراة النهائية لمونديال الأندية.
وعلى المستوى الدولى خاض حسين الشحات 3 مباريات مع منتخب مصر أمام اليونان، والنيجر، وسوازيلاند، بواقع (105 دقائق لعب)، دون أن يسجل أى أهداف.
الملعب هو الحكم
هذا عن لغة الأرقام الظالمة بشكل كبير للاعب حسين الشحات، أما على المستوى الفنى فسنجد أن الكفة تميل لصالح الشحات، الذى لعب وأجاد فى معظم مراكز الملعب، فلعب مع الشرقية للدخان فى مركزى المدافع الأيمن والمدافع الأيسر، ثم ظل لفترة مع المقاصة فى مركز المدافع الأيمن، ومع إجادته فى المناطق الهجومية اعتمد عليه المدربون فى مركز الجناح الأيمن المتقدم ولعبه ببراعة شديدة، قبل أن تتم تجربته فى مركز الجناح الأيسر، ثم إعادته لمركز الوسط المدافع، قبل الاستعانة به فى مركز الوسط المهاجم فى نادى مصر المقاصة ونادى العين الإماراتى، ثم مركز المهاجم فى مصر المقاصة والعين الإماراتى.
أما عبدالله السعيد، فيلعب فى مراكز خط الوسط المهاجم، والجناح الأيسر، وخط الوسط المدافع فقط، مما يعنى أن الشحات يتفوق عليه بإجادته اللعب فى أربعة مراكز أخرى، الأمر الذى سيعطى أريحية للمدرب فى توظيفه كيفما يشاء من هذه المراكز.
البدايات مع الأهلى ترجح كفة الشحات
بدايات حسين الشحات مع الأهلى ستكون بأى شكل من الأشكال أفضل من بداية عبدالله السعيد، لعدة أسباب أولها أن السعيد دخل القلعة الحمراء فى ظل وجود عمالقة فى مركزه بشكل خاص وباقى المراكز بشكل عام، فكان هناك محمد أبو تريكة ومحمد بركات ومحمد ناجى جدو وفلافيو وعماد متعب، وقدم معه فى نفس الوقت المتألق بشدة وليد سليمان، مما حرمه من اللعب فى البداية، وعندما حصل على الفرصة لعب فى مركز غير مركزه، مما أفقده كثيرا من تركيزه وجماهيريته، بل وقامت جماهير الأهلى بصب غضبها عليها فى أكثر من مباراة، ولم يحصل على فرصته الحقيقية إلا بعد اعتزال أبو تريكة، وحمله لواء هجوم الفريق بجوار وليد سليمان ومجموعة من اللاعبين المميزين وقتها.
أما حسين الشحات، فيدخل النادى الأهلى وجميع المراكز التى يلعب بها شاغرة، وبالأخص مركز صانع الألعاب والجناح الأيمن، فضلاً عن أن الجماهير تعول عليه كثيرا فى قيادة الفريق.
الأفضلية داخل النادى
لكل من اللاعبين محل المقارنة أفضلية كبيرة داخل فرقتيهما، إلا أن الشحات يعد هو الأفضل على الإطلاق داخل فريقه وحال إجادته سيكون مرشحا لأن يحمل لقب نجم الفريق الأول بجوار وليد سليمان وغيرهما من اللاعبين المجيدين، أما بالنسبة لعبدالله ففى فريقه الجديد «بيراميدز» يلعب العديد من النجوم والذين يسبقونه فى الأفضلية كاللاعب البرازيلى «كينو» والذى يحظى بشعبية كبيرة داخل الفريق والدورى بشكل عام، بالإضافة إلى اللاعب محمد مجدى قفشة الذى يلعب فى نفس مراكز عبدالله وبنفس طريقته، بل ويتفوق عليه فى إجادة الألعاب الثابتة، فضلاً عن صغر سنه.
العلاقة بينهما؟
فى رد يشير إلى أن النادى الأهلى ضم لاعبا عاقلا بنسبة كبيرة، قال حسين الشحات فى معرض إجابته عن سؤال عن وجه الشبه بينه وبين عبدالله السعيد، إنه يرفض مقارنته باللاعب الدولى المحترف ضمن صفوف بيراميدز بالطبع، مؤكداً أن عبدالله السعيد لاعب كبير وأنه من محبيه، لم يكتف الشحات بذلك، بل أضاف أن موقفه مختلف تماما عن موقف عبدالله، فظروف كل لاعب مختلفة عن الآخر، وأنه لا يعلم ما الذى دفعه لاتخاذ قرار الرحيل وبالتالى لا يمكنه الحكم أو التعليق على ما فعله.