انتهاكات تركية منذ القدم.. أعدموا الألبان وأثاروا الفتنة الطائفية بين المسلمين والمسيحيين
السبت، 12 يناير 2019 08:00 م
يقول موقع عثمانلي المتخصص في الانتهاكات التركية، إن ما فعله الأتراك فى مصر وأفريقيا وبلاد العرب كلها، تكرر في البلقان، حيث ضحوا بألبانيا، وسلخوا شعبها وأرضها لصالح الصرب والبلغار والثائرين القساة في الجبل الأسود، بعد هزيمتهم المذلة على يد الروس 1878، ثم لاذوا بالفرار.
وسرد الموقع عرضا تاريخا لانتهاكات الأتراك ضد الألبان، قائلًا: عارض شعب ألبانيا تقسيم بلاده، فواجههم العثمانيون بالرصاص، وقمعوا الموجة الأولى من الحركة الوطنية الألبانية في عهد السلطان عبد الحميد الثاني، وبعد عزل عبد الحميد انتعشت آمال الألبان بعد كتابة الدستور التركي، لكنهم أفاقوا على مخطط "تتريك" أرضهم وثقافتهم، فأعلنوا الثورة على حكم العثمانلي".
لم يهدأ الألبان وحملوا السلاح في وجه الأتراك، بين عامي 1908 و1912، فأنزلوا هزائم منكرة بالجيش التركي، بعدها اندلعت الحرب البلقانية، واحتل السلاف ألبانيا، فتولي الألبان الدفاع عن وطنهم، وأعلنوا قيام دولتهم، بعد اقتطاع كوسوفو منها، بسبب فرار الأتراك.
وأضاف الموقع أن الأتراك احتلوا ألبانيا عام 1468 بعد مقاومة شديدة، فرأى السلاطين العثمانيين ضرورة استمالة العنصر الألبانيين اتقاء غضبهم، فقرروا إعفاءهم من الضرائب والأموال الأميرية، وعينوا منهم صدرا أعظم، أكثر من مرة، مقابل اشتراكهم في الجيش، دخل أغلب الألبان في الإسلام، وظل البعض على المسيحية (كاثوليك وأرثوذوكس)، وهو المدخل الذي استغله الأتراك بين الحين والآخر، لإثارة الفتنة والصراع الديني بين أطياف الشعب الألباني، منعا لتوحده.
ونشطت القيادات الوطنية الألبانية وشباب جمعية الاتحاد والترقي في إظهار الرفض لاستبداد عبدالحميد الثاني، واندلعت ثورات كثيرة، قمعها الأتراك بكل قسوة ووحشية، سقط فيها الآلاف من مسلمي ألبانيا، بعد رفضهم سلخ أراضيهم وسكانها المسلمين، والتنازل عنها للجيران من الصرب والجبل الأسود وبلغاريا، بموجب معاهدة سان ستيفانو عام 1878.
واستند الموقع إلى كتاب محمد الأرناؤوط في كتابه "الجالية المخفية: سطور من تاريخ الألبان في مصر"، قال فيه: "كان الألبان بجميع طوائفهم على وعي تام بعجز السلطة العثمانية، وقرب انهيارها فكان عليهم الاستعداد لاحتمال الصراع مع الأعراق السلافية".
ضعف الأتراك وتقديمهم تنازلات مهينة للدول الغربية المساندة لدول البلقان، على حساب الشعب الألباني، الذى تعرض للظلم والقتل والتنكيل، دفع الكثير منهم للهجرة إلى أوروبا ومصر، هربا من بطش الاحتلال التركي، ونشطت الحركات القومية في الخارج والداخل.
بعد إعلان الدستور التركي الجديد عام 1908، وعزل عبد الحميد الثاني فى العام التالى، ظهر اتجاهان للعمل السياسي في ألبانيا: الأول، التعاون مع جمعية الاتحاد والترقي بحجة تحقيق نظام سياسي أفضل. والثاني لا يؤمن بجدوى الحكم العثماني، ويدعو إلى العمل المسلح، وطرد الأتراك بالقوة، ومن هؤلاء الكاتب تشابوبي والكاتب لوني لوغيري والناشط ياني فروهو.
وعرض الموقع، تاريخ القمع في سياسة الأتراك في مواجهة المطالب القومية للألبان، خوفًا من امتداد شعلة التحرر من ظلم آل عثمان إلى بقية الشعوب التي تحتلها السلطنة، حيث تمسكوا بوجودهم في ألبانيا، وارتكبوا فى سبيل ذلك فظائع ومجازر ضد أهالى المدن الرافضة لوجودهم، وأحرقوا القرى والمزارع، في سبيل الاحتفاظ بأحد آخر معاقلهم في أوروبا.
واستمر الرفض التركي، وجردوا حملات عسكرية متتالية على ألبانيا، لكن المقاومة الوطنية صدت العديد منها، اشتراك الألبان على مختلف دياناتهم (مسلمون ومسيحيون)، في الدفاع عن وطنهم ضد الغزاة، حتى استجابت الحكومة التركية، وأصدر وزير الداخلية خليل بك أمرا بفتح المدارس باللغة الألبانية.
وفي 24 يونيو من العام نفسه، دارت رحى القتال مرة ثانية بين الألبان والأتراك، وقبل الألبان بالتفاوض مع المعتمد التركي في شتينة صدر الدين بك، غير أن العثمانيين حنثوا بوعودهم كالعادة، واعملوا القتل والتنكيل في الشعب الألباني، ما دفع الدول الأوروبية للتدخل، وكانت النمسا ترى نفسها حامية الكاثوليك الألبان، منذ انتصار البرنس شارل على العثمانيين في إحدى المعارك عام 1716.
ومنح القمع التركي دول الجوار فرصة للتدخل في شؤون ألبانيا، ولجأ الثوار الألبان إلى الجبل الأسود، هربا من البطش العثماني، فحشدت الدولة العثمانية جيوشها على الحدود وأعلنت الحرب على حكومة "شتينة"، لولا تدخل روسيا و تهديدها لإسطنبول.
إزاء التهديد الروسي وافق الباب العالي على العفو عن الثائرين الألبان، واعفائهم من الخدمة العسكرية ومن الضرائب، والسماح لهم بتقلد السلاح، وتدريس اللغة الألبانية في المدارس الرسمية، وتعويض البلاد عن ما لحق بها من أضرار بسبب الحرب.
نجحت الثورة الألبانية في إرغام الأتراك على الاعتراف بالحقوق المشروعة للشعب، واستمر كفاح الألبان ضد الغزاة.