قصة منتصف الليل.. حين قتلت العشرينية اللعوب على سرير العشيق
الجمعة، 11 يناير 2019 10:00 مإسراء بدر
أمسك «حاتم» بالصحيفة الورقية ليتصفحها كعادته في كل صباح قبل الخروج إلى العمل بإحدى الشركات الكبرى، وفجأة تعلقت عيناه في أحد الأخبار المنشورة وبدأ يدقق النظر في كلماته ليجد قصة مقتل فتاة عشرينية على أيدي زوجة وجدت زوجها غارقا في الحب مع هذه الفتاة على فراش الزوجية في الوقت الذي كان من المفترض أن تكون في رحلة خارج البلاد لأداء مهمة عمل، وفاجأت زوجها بعودتها فوجدته مع عشيقته فقتلت الاثنين معا واعترفت للشرطة بما حدث.
ولكن الملفت للانتباه ليست القصة بالنسبة لـ «حاتم» ولكن العشيقة المقتولة، التي كانت مصدر المشاكل في حياته لفترة طويلة، وبدأ يستعيد ذكرياته معها حيث كانت تعمل معه في ذات الشركة وكانا على علاقة صداقة قوية حاولت فيها الفتاة أن تغير مسار هذه الصداقة لتتجه في طريق علاقة جنسية ولكن محاولاتها باءت بالفشل.
فرغم الضغوطات التي وقعت على عاتق «حاتم» في هذه الفترة والإغراءات المتعددة إلا أنه كان يخشى إقامة علاقة مع زميلة له لنظرته البعيدة فيما قد يحدث إذا نشب بينهما خلاف يوما، وذات ليلة طلبت منه هذه الفتاة قضاء سهرة رومانسية في أحد الأماكن الراقية وعرضت نفسها عليه عدة مرات وكأنها سلعة معروضة للبيع، ولكن دون مقابل سوى تلبية رغبتها في العلاقة معه، وحينها تمسك «حاتم» بموقفه واحتد الحديث بينهما وانتهى بأن يتركها ويعود إلى المنزل.
وفي صباح اليوم التالي توجه إلى عمله ليجد قرار بإحالته للتحقيق، وعندما توجه إلى الشئون القانونية علم بأن هذه الفتاة حررت مذكرة قانونية ضده تشكو محاولاته المستميتة في إقامة علاقة غير شرعية معها، وعندما رفضت توعد لها بالانتقام فقررت اللجوء إلى الشئون القانونية لإيقاف هذه المهزلة، فصعق «حاتم» مما استمع إليه وأخذ يفكر في كيفية الخروج من هذا المأزق فإذا اعترف بالحقيقة سيلوث سمعة فتاة أيا كانت أخلاقها، وفي ذات الوقت إذا التزم الصمت سيعاقب على جرم لم يفعله.
وبعد دقائق انقطع تفكيره بصوت طرق باب المكتب الخاص بالشئون القانونية ليجد زملاءه في العمل يجتمعون للإدلاء بشهادتهم تطوعا منهم خوفا من ظلم «حاتم» لعلمهم بأن أخلاقه ستمنعه من قول الحقيقة، وبدأ الزملاء يسردون كل ما شاهدوه من هذه الفتاة طوال فترة عملها ومحاولاتها في إيقاع «حاتم» في علاقة غير شرعية مؤكدين على الأخلاق الحميدة التي اشتهر بها هذا الشاب وهو ما يؤكد عدم ارتكابه لهذا الأمر.
انبهر المحقق حينها من هذا الجمع على حسن أخلاق «حاتم» وسوء سلوك الفتاة، وبعد عدة أيام صدر قرار بفصلها عن العمل وكل هذه الأحداث تجرى دون تدخل من «حاتم» في شيء ولم ينطق بكلمة تسيء لهذه الفتاة خوفا من عذاب الآخرة، وبعد عدة أيام وجد أصدقاءه خارج دائرة العمل وأهله جميعا على علم بالمشكلة التي دارت بخصوص هذه الفتاة ويتحدثون باقتناع عن أذيته لصديقته منددين بأفعاله تجاهها، ورغم ذلك التزم الصمت كعادته ليعلم بعد حين أنها حاولت إيذاءه بإخبار أهله وجميع معارفه باتهامها له وكان عدم معرفتهم بها في صالحها فهم لم يعلموا بحقيقتها مثل زملاءه.
وبعد عدة أشهر من انقطاع «حاتم» عن الجميع واقتصاره على الذهاب والإياب من العمل وجد القدر يلعب لعبته في حصوله على حقه دون تدخل منه للمرة الثانية، فقد علم الجميع من الخبر المنشور حقيقة هذه الفتاة وبالتالي تأكد الجميع من افتراءها عليه، فطوى الجريدة بيديه وتوجه للصلاة شاكرا ربه على حمايته من كل شر.