تصاعد حرارة الأزمة بين أنقرة وواشنطن.. الأكراد ينتظرون ضمانات والأتراك يهددون
الجمعة، 11 يناير 2019 10:00 ص
يتصاعد التوتر التركي الأمريكي يومًا تلو الآخر بشأن ما يحدث من تطورات في سوريا، فرغم إعلان واشنطن انسحابها من سوريا لا يمنع هذا من تصادم البلدين حول وضع الأكراد، والعملية العسكرية التركية ضد قوات حماية الشعب الديمقراطي، حيث هدد وزير تركي بشن هجوم في سوريا في حال تأخر الانسحاب الأمريكي.
ويظهر من حديث وزير الخارجية التركي مؤخرًا مولود تشاووش أوغلو، الخميس حول العملية العسكرية ضد الأكراد، استمرار التصادم بين تركيا وأمريكا في سوريا، حيث تعهد أوغلوا بأن تركيا ستنفذ العملية في شمال سوريا، غير متوقفة على انسحاب الولايات المتحدة من المنطقة من عدمه.
وحول الانسحاب الأمريكي من سوريا أكد أوغلو، في مقابلة مع قناة (إن.تي.في) التلفزيونية «إذا تأخر الانسحاب مع أعذار سخيفة لا تعكس الواقع مثل (الأتراك سيقتلون الأكراد) فسننفذ قرارنا»، وتابع من غير الواقعي توقع سحب واشنطن كل الأسلحة التي أعطتها لحليفتها وحدات حماية الشعب الكردية.
وقالت شبكة سكاي نيوز إن وحدات حماية الشعب ، التي يدور حولها الأزمة بين تركيا وأمريكا العمود الفقري لقوات سوريا الديمقراطية، تعد رأس حربة في عمليات التحالف الدولي ضد داعش، مساهمة في الكثير من العمليات المناهضة ضد المتشددين في شمال وشرق سوريا، إلا أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يرفض هذا المبرر ويرى أنه من الضروري ضربها، خوفًا من تكون امتداد لفكرة انفصال الأكراد في تركيا.
وتعتبر تركيا وحدات حماية الشعب، "جماعة إرهابية"، مرتبطة بحزب العمال الكردستاني المحظور، ساعية تحت هذه الذريعة لتحقيق مطامعها في سوريا، متوغلة أكثر في الشمال لتوسيع رقعة سيطرتها على المناطق الحدودية مع سوريا.
وقبل أسابيع أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، انسحاب قواته من سوريا، الأمر الذي شكل فرصة لتركيا للانقضاض على وحدات حماية الشعب الكردية، النواة الأساسية في قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من واشنطن، لكن تحاول أمريكا أن تقدم ضمانات للأكراد بعدم تعرض الأتراك لهم بعد الانسحاب الأمريكي ولكن ترفض تركيا.
وخلال زيارة إلى تركيا فشل مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون، في الحصول على هذه الضمانات، مما أدى على تصاعد الأزمة بين تركيا وأمريكا الدولتين العضوين في حلف شمال الأطلسي، وقال بولتون إن تركيا ينبغي أن تنسق العمل العسكري مع الولايات المتحدة، مضيفا أن الانسحاب لن يحدث حتى تضمن تركيا سلامة المقاتلين الأكراد.