«التلول».. قصة قرية في شمال سيناء أنقذتها مبادرة "حياة كريمة" (صور)

الخميس، 10 يناير 2019 07:00 م
«التلول».. قصة قرية في شمال سيناء أنقذتها مبادرة "حياة كريمة" (صور)
ملاعب القرية مهملة

تسعى مبادرة «حياة كريمة» إلى تغير واقع مجتمعات اتسمت بالفقر والتهميش والمرض وتدني مستوى الخدمات وتفاقم أزمات البنية التحتية أو انعدامها في أغلب الأحيان، وتوفير حياة أكثر كرامة وآدمية تتناسب وأهداف ومسيرة التنمية التي تسعى الحكومة المصرية إلى تحقيقها خلال السنوات القليلة القادمة، من خلال توفير المساكن الملائمة لحياة المواطنين، وتنفيذ شبكات البنية التحتية، وخلق مجتمعات زراعية وصناعية توفر فرص العمل لهم.

وأطلق الرئيس عبد الفتاح السيسي، تلك المبادرة، للنهوض بالقرى الأكثر احتياجا، وبدأت الأجهزة التنفيذية المسئولة في حصر تلك القرى لبدء تنفيذ مخخطات التنمية بها، حسب توجيهات رئيس الجمهورية.

واحدة من تلك القرى، كانت «التلول» بشمال سيناء، والتي جائت ضمن الـ100 قرية الأكثر احتياجات على مستوى الجمهورية، وسيتم تطويرها تنفيذا لمبادرة الرئيس عبد الفتاح السيسي، «حياة كريمة»، فبعض أ[بنائها لايزالون يسكنون العشش، واخرين اكتفوا ببناء حجرة أو حجرتين كمنزل استكمل بقيته بساتر من جريد النخل، بينما المنازل الأسمنتية القائمة مابين وحدات حكومية وخاصة يغلب عليها مظهر القدم.. هذا هو مشهد مساكن القرية الأم وهو الحال فى التوابع السكنية لها والرابضه على على جانبى الطريق الدولى العريش القنطرة على بعد نحو 22 شرق مدينة بئر العبد تلامس حدودها من الشمال بحيرة البردويل وجنوبا تلال وكثبان رملية على مد البصر من مسار الطريق الدولى.

وبعد وضع القرية ضمن مخططات التطوير، قدم أهلها الشكر للرئيس عبدالفتاح السيسى، مجمعين على أنه انتشل قريتهم من إهمال طالهم لسنوات متوالية خلالها حرموا من خدمات أبسطها استبدال عشش بمنازل أسمنتية و تحسين المرافق وبناء مدارس جديدة ومركز مطور للشباب وإنشاء مشروعات تحقق دخل للصيادين خلال فترة توقفهم عن الصيد.

ملاعب القرية مهملة
ملاعب القرية مهملة

أغلب أبناء تلك القرية مازلوا يعيشون حياة البادية، ويمتهنون الرعى والصيد يعيب واقعهم، وقبل أن تسجل قريتهم فى قوائم قرى فقيرة سبقوا الجميع بمبادرات مجتمعية للانتصار على الجهل وتحدى الفقر، واستطاع عددا منهم فى بناء مدرسة لتعليم ابنائهم على منزل يقيهم تقلبات الأجواء من حولهم ، فضلا عن قيام سيدات فى القرية بالاعتماد على انفسهن فى توفير دخل من خلال امتهان حرف التطريز وتصنيع العجوة وبيعها على قارعة الطريق السريع.

ورصد «صوت الأمة»،  ردود أفعال عددا من أبناء «التلول» بعدما تم إدراج قريتهم ضمن القرى الأكثر احتياجا والمشمولة بمبادرة «حياة كريمة»، وبدأ الخمسيني سلمي ابو عوينة، حديثه قائلا: «نعم نريد حياة كريمة»، متوجها بالشكر للرئيس عبد الفتاح السيسي على اهتمامه بالطبقات الاجتماعية المهمشة، متابعا: «اتمنى صوتى يصل السيد الرئيس وأقول به شكرا لقد جأت المبادرة لقريتنا إنقاذ لنا».

وأضاف وهو يشير لـ«عشة» جهزها كمجلس يستقبل فيها ضيوفه وبجوارها أخرى هى مسكن اسرته قائلا: «إن عدد كبير من اهالى القرية القاطنين على اطراف تجمعات سكنية من البنيان، حلمهم القديم أن يستكملوا ما تبقى من عمرهم فى بيوت اسمنتية».

واجمع سكان القرية أن من اهم ما تفتقر إليه قريتهم من خدمات ويحتاجونه إنشاء معهد ازهرى، وفصول لمحو الأمية، وشبكة للصرف الصحى، ودار للثقافة ، ودار مناسبات وهى مرافق خدمية تفتقر وجودها القرية.

وأشار حمدان عيد، أحد الأهالى، إلى أن اهتمام الرئيس بجميع سكان مصر تمثل فى اختيار قريتهم لتنميتها لافتا أن مرافق الخدمات فى القرية تعتبر فى حالة صعبة وتحتاج إلى تجديد للقائم منها وتوصيل لمناطق لم تصل اليها واهمها الطرق والكهرباء ، والأهم هو وجود مشروعات تستوعب شبابا اصبحوا عاطلين، وغالبية سكان القرية ممن يمتهنون نشاط الصيد الذى يتم العمل فيه لشهور قليلة فى السنة ثم يتوقف.

وقال صباح سالم مصبح من الصيادين انه باسم كل الصيادين يشكر الرئيس على الاهتمام وإدراج قريتهم ضمن قرى مبادرة حياه كريمة وقال انه وجميع الصيادين ، خلال فترة منع الصيد السنوية فى بحيرة البردويل التى تزيد عن 4 شهور تتوقف كل مصادر الدخل بالنسبة لهم، واعتبر " صباح " أن المبادرة لحياة كريمة فى قريتهم يجب أن تضع فى اولوياتها وجود بدائل لهذه الفترة بمشروعات تعمل طوال العام فضلا عن مساعدة الصيادين فى الحصول على مستلزمات الصيد من ادوات مختلفة وشباك صيد بقروض ميسرة.

 

احد الاهالى
احد الاهالى

وقال سليمان الغندقلى وهو أحد ابناء قرية التلول ويعمل مدرس انه ليس غريبا على الرئيس الاهتمام بكل ابناء مصر والوقوف على احتياجاتهم ونالت قريتهم شرف الاهتمام بها فى عهد الرئيس السيسى وهذا جميل لن ينسوه، لافتا إلى أن أهالي القرية سبق وأن أعلنوا مطالبهم العاجلة وهى تجديد شبكات الكهرباء والمياه، وفتح فصول رياض اطفال بالمدرسة الابتدائية، وتوفير معلمين لسد العجز، وانشاء وحدة صحية بتجمع مصفق وعمورية ، وحاجة اهالى منطقة عمورية لمدرسة اعدادية.

بينما قالت «ام محمد»، من أهالي القرية، إنها وعددا من السيدات لم يجدن بديلا عن توفير دخل لأسرهن سوى بيع منتجات محلية من العجوة والمخللات واسماك على قارعة الطريق، وتابعت قائلة أن كثير من السيدات امتهن حرفة التطريز وبيع انتاجهن لصالح جمعيات اهلية.

وتسجل الأرقام الرسمية لبيانات قرية التلول فى قواعد بيانات قرى شمال سيناء، انها إحدى قرى مركز بئر العبد، وهى تتكون من عددا من التوابع السكانية للقرية الأم وهى «مرسى التلول – جزيرة مخلا – عمورية – مصفق ، والقبائل والعائلات التى تقيم فى القرية وتوابعها هى الدواغرة – البياضية – بلى – عيايدة – ملالحة – مساعيد – سواركه – أحيوات»، ويصل عدد السكان ذكور: 1382، اناث 1345، ونسبة البطالة 60%.

جانب من القرية
جانب من القرية

أهم الأنشطة الاقتصادية الرئيسية للسكان صيد الأسماك والرعى والزراعة، وتبعد القرية عن عاصمة المركز مدينة بئر العبد بنحو22 كيلو متر فى اتجاه الشرق، وسجلت اعداد الأمية فى القرية ، ذكور 305، واناث 454.

والخدمات التعليمية 4 مدارس وهى مصفق وعموريا والتلول والجنادل ، واعدادى مدرستى مصفق والتلول.

وتوجد وحدة صحية ونقطة إسعاف ، وأهم الزراعات 247 فدان زيتون 6 أفدنة شعير، والثروة الداجنة 4 مزارع انتاج بيض، بمعدل إنتاج سنوى 4840000، ومزارع انتاج دواجن 96 بمتوسط إنتاج سنوى 1152000، وتسجل بيانات الثروة السمكية وجود 400 مراكب صيد، ويوجد فى القرية محل بقالة تموينية، و230 بطاقة دعم تموينى، 1 مخبز ، 14 محل بقالة ، 2 حلاق ، ونجار واحد.

والبطالة المسجلة بقاعدة البيانات ذكور 134، اناث 75، ويخدم القرية مكتب بريد واحد، وعدد المساكن عشش : 76، وبيت بدوى : 6، ريفى : 2، ووحدات سكنية حكومية : 12، ومنازل خاصة : 450.

وقال محمد سويلم رئيس الوحدة المحلية لقرية التلول أن الاحتياجات العاجلة للقرية هى أن المبادرة شرف لقريتنا انها أصبحت ضمنها.

واكد. أن الاهالى سعداء بهذا الخبر والقرية بدأت فيها حال الاعلان عن دخولها المبادرة مرحلة الإعداد والتجهيز للتنفيذ وفق عمل كل قطاع.

واشار أن أولويات العمل ستنصب فى بناء مركز شباب لأن المقر الحالى يقع فى مبنى قديم للوحدة المحلية، وإنشاء وحدة صحية متكاملة أو اعادة تأهيل المبنى المخصص لطب الاسرة لتقديم الرعاية الصحية للاهالى ، وبناء مدرسة فنية بحرية وسبق تخصيص ارض للمبنى والمدرسة ستساهم فى تخريج شباب مؤهلين فنيا لإصلاح وأعمال المعدات البحرية التى يستخدمها الصيادين حيث غالبية الاهالى يعتمدون على حرفة الصيد ببحيرة البردويل.

وإعادة تأهيل ورفع كفاءة 61 منزل للاهالى أصبحت آيلة للسقوط ، وإنشاء جناح جديد لتوسعة مدرسة مصفق الابتدائية، وتركيب محولات كهرباء لتجمعات عمورية ومصفق، واستبدال شبكة المياه المتهالكة فى القرية بأخرى حديثة.

 

وبدوره ثمن النائب سلامه الرقيعى عضو مجلس النواب عن دائرة بئر العبد التى تعتبر قرية التلول أحد اهم قراها اهتمام الرئيس بالقرى الأكثر فقرا وبحاجة لدخول كل اجهزة الدولة لها لتقديم خدمة افضل لساكنيها.

واشار أن التلول قرية تستحق ام تنفذ على ارضها المبادرة لافتا انه تم رصد الاحتياجات العاجلة القرية يشير لحاجة الأهالى لخدمات عاجلة منها إنشاء 3 كيلو متر طرق واحلال وتجديد اعمدة الجهد المنخفض للقرية وإنشاء جناح بمدرسة عمورية، وانشاء عددا من البيوت البدوية من خلال جهاز تعمير سيناء وتركيب محول بالمشتملات بكل تجمع، وتوفير الخدمات الضرورية لتجمعات حديثة للمنقولين من اهالى الشيخ زويد ويقيمون فى نطاق قرية التلول تجمعين احدهما فى جنوب الجنادل وآخر فى مصفق.

اضاف أن من بين مناطق القرية جزيرة نخلا وسط سبخة مياه قرب بحيرة البردويل ويسكن اهلها العشش، والحاجة السريعة لرفع كفاءة طريق التلول المتجه لمرسى التلول على بحيرة البردويل بطول 4 كيلو متر.

وقال سامى الهوارى رئيس جمعية " كنوز البردويل " لخدمة الصيادين، أن غالبية سكان القرية يمتهنون الصيد، وخلال فترة المنع يبقون بلا عمل، وقدم مقترحات للتغلب على هذه العقبة وتشغيل الشباب بسرعة اقامة مشروعات من خلال جهاز المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر ومنها مشروع انشاء مصنع لتعليب وتغليف الاسماك ، وورش لتصنيع وصيانة مستلزمات الصيد، وتربية الأغنام والدواجن والتطريز اليدوى والمشغولات اليدوية، ومصنع تصنيع شباك الصيد ، وتوزيع ماكينات تريكو للسيدات وعمل منافذ لبيع الأسماك.

خريطة قرية التلول
 
خريطة قرية التلول

 

صياد من ابناء القرية
 
صياد من ابناء القرية

 

عشش
 
عشش

 

مدرسة اقيمت بالجهود الذاتية
 
مدرسة اقيمت بالجهود الذاتية

 

 

 

من القرية
 
من القرية

من توابع القرية

 

من توابع القرية

 

منزل من عشش
 
منزل من عشش

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق