رحلة إلى مزبلة التاريخ.. عمر سالم يزور إسرائيل من جديد (صور)

الخميس، 10 يناير 2019 12:00 م
رحلة إلى مزبلة التاريخ.. عمر سالم يزور إسرائيل من جديد (صور)
عمر سالم خلال زيارته لإسرائيل

فى حلقة جديدة من حلقات استفزاز المصريين، واصل الباحث المصرى عمر سالم الحاصل على الجنسية الأمريكية، ازعاجه، بتنظيم زيارة لإسرائيل وعقد لقاءات مع حاخامات يهود، زاعما أن هذه الزيارة من المفترض أن تكون برفقة وبالتنسيق مع 3 أساتذة من جامعة الأزهر الشريف، فيما تواصلنا مع الأساتذة بجامعة الأزهر الشريف الذين ذكر عمر سالم أسماءهم، إذ تبرأوا من الدعوة تماما، واصفين إياه بعميل الموساد.

وأكد «سالم» المعروف باسم عراب تل أبيب، استمرار تمسكه بالتعاون والتعامل مع إسرائيل، مؤكدا أنها ليست نقمة بل نعمة من نعم الله، مؤكدا أنه حريص على تنسيق لقاءات بين حاخامات يهود وبين أساتذة بجامعة الأزهر الشريف.

وكشف «سالم»، أنه تمت دعوة الدكتور بكر زكي عوض، أستاذ علوم التوراة بجامعة الأزهر الشريف، والعميد السابق لكلية أصول الدين بالقاهرة والدكتور محمد طلعت أبو صير، أستاذ الدعوة والثقافة الإسلامية في كلية أصول الدين، والدكتور محمد أبو زيد الفقي عميد كلية الدراسات الإسلامية السابق، قائلا: «الجميع أبدوا موافقتهم ولكن بشرط موافقة جهة العمل ولكن تأخرت الموافقة عن الموعد المحدد مما جعلنى أضطر للسفر بمفردى هذه المرة وسوف تكون هناك زيارة أخرى خلال 6 أشهر».

عمر سالم
عمر سالم خلال زيارته لإسرائيل 

وزعم قائلا: «إسرائيل باتت تعتبره رمزًا للتطبيع الدينى»، مشيرًا إلى أنه قد نسق مؤخرًا لقاءات بين حاخامات يهود مع أساتذة بجامعة الأزهر فى مصر، وذلك من مؤسسة «الصديقين» التي يترأسها الحاخام بنيمين أبراهمسون وتحت رعاية مؤسسة الهدى والنور التى هو يترأسها، مضيفًا: «الغرض هو التواصل مع أبناء عمومتنا من بني إسحاق ويعقوب والتواصل مع علماء بني إسرائيل في الدولة العبرية ودعوتهم للإسلام أو دعوتهم لإتباع النصوص العبرية التوراتية التي بين أيديهم والمفضية إلى البر والتقوى والإحسان».

وزعم قائلا: «مؤسسة الهدى والنور الأمريكية والتي أشرفُ برئاسة مجلس أمنائها من حيثيات نشأتها المساهمة في تجديد الخطاب الديني بين الأديان السماوية وخاصة الخطاب الديني الإسلامي واليهودى، وإنَّ مؤسسة الهدى والنور ترى أهمية تجديد الخطاب الديني اليهودى حتى يتحقق السلام المنشود بين الشعوب».

وعما دار فى الزيارة قال: «الزيارة كانت لمدة أسبوع التقيت فيها بالعديد من القيادات الفلسطينية والإسرائيلية وألقيت المحاضرات عن أهمية التواصل المباشر بين أبناء العم وألقيت الضوء عن أهمية إجراء مفاوضات حرة مباشرة بدون الوسيط الاستعماري الأمريكي الذي يبيع السلاح للطرفين، حيث إنه لا يعقل أن تكون أمريكا وسيطا نزيها بين المسلمين واليهود وهي الدولة التي تبيع السلاح لكليهما».

وعن موقف الجانب الفلسطينى من زيارته لتل أبيب ودعواته لزيارتها، قال: «نعم ، الدعوات التي نقوم بها في مؤسسة الهدى والنور بشأن تجديد الخطاب الديني اليهودي وجدت تأييداً شعبياً واسعاً لدى الإخوة الفلسطينيين في الأرض المقدسة، والإخوة الفلسطينيون ومنهم الشيخ أبو خليل التميمي والدكتور ماهر زلوم وعيسى علان بصدد تأسيس حزب يسمى حزب الإصلاح والتنمية لتبني هذه الرسالة والرؤية، وقد زرت منطقة الخليل والقدس ورام الله ونابلس وحيفا ويافا والتقيت باللجنة التأسيسية لحزب الإصلاح والتنمية؛ الذي يتبنى فكرة الحوار والسعي نحو السلام مع الطرف الإسرائيلي وتجديد الخطاب الديني العبري، وأرى أن الأخوة الفلسطينيون يعيشون ظروف صعبة وهم في حكم أسرى الحرب لا يستطيعون العيش بكرامة في بلادهم ولا يستطيعون المغادرة بسبب المشاكل التي تحيط بالبلاد العربية المجاورة لهم».

وعن الهجوم الذى يتعرض له بسبب زياراته لإسرائيل، قال عمر سالم:«لم أعرف مجددا أو ناصحا أمينا لقومه إلا وهاجمه الناس، وذلك ينطبق على جميع الرسل والأنبياء والمصلحين، وأنا لا أقارن نفسي بهم، ولكن أقول لكل من يهاجموني.. وما البديل؟ هل وجدتم شيئا أفضل من دعوة الغير للخير الذي جاء به النبي محمد؟ ولا أقول لهم إلا ما قاله الصادق الأمين: (اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون)»، مضيفًا: «وأقول أنك لن تجد شخصا واحدا يهاجمنى وقد تعلم اللغة العبرية ودرس التوراة وجلس إلى الحاخامات في كنائسهم ليحاججهم بما في توراتهم، وتعلم اللغة اليونانية ودرس الإنجيل ثم جلس إلى القساوسة في كنيستهم ليحاججهم بما جاء في أناجيلهم ، وتعلم اللغة العربية ودرس علوم القرآن ثم جلس إلى علماء الإسلام ليحاججهم بما جاء في قرآنهم».

عمر سالم 2
 
خلال لقاءات بعدد من الحاخامات اليهوديه 

من جانبه كذب الدكتور بكر زكى عوض، أستاذ علوم التوراة بجامعة الأزهر، ما صدر عن عمر سالم، قائلا إن هذا الحديث عارى من الصحة جملة وتفصيلا، مضيفًا: «هل معنى أن توجه إلينا دعوة أننا استجبنا أو وافقنا عليها..فهو شخص  يتمنى أن تكون هناك لقاءات مع الحاخامات اليهودية ومثل ذلك لن يحدث.. وذهابنا لإسرائيل لن يكون إلا عن طريق المؤسسة التى نتبعها».

وأشار «زكى عوض»، إلى أنه لا يمانع إجراء حوارات مع الجانب الإسرائيلى بتكليف من مؤسسة الأزهر وبخطة موضوعة مسبقا على النقاط التى سيتم التطرق إليها، قائلا: «فالتحاور بالدليل العلمى الدينى هو الأصح على عدم استحقاق إسرائيل للأرض الفلسطينية وعدم جواز هجرة اليهود إليها.. وفتح حوار بشكل متعمق أكثر حول حقيقة ما جاء بالتوراة».

وتابع: «نسمعهم الحقيقة ووجهة النظر الإسلامية مباشرة وصحيح الدين فى ذلك»، مشددا على أن أى دعوة يطلقها هو شىء يخصه وحده واعتبرت الدعوة التى تلقيتها منه وكأنها شيئا لم يكن.

بينما رفض الدكتور محمد طلعت أبو صير، أستاذ الدعوة والثقافة الإسلامية في كلية أصول الدين، هذا الحديث جملة وتفصيلا، مؤكدا أن جامعة الأزهر تتبرأ من هذا الشخص وهو كاذب وأصدرت الجامعة بيانا بكذبه.. ومنعت دخوله للجامعة وليس باحث بالأزهر إنما هو مدع.

وشدد «أبو صير» أن هناك معلومات تفيد بأنه تواصل مع جهات أجنيه مشبوهة وأنه عميل من الموساد الإسرائيلى، قائلا: «نزورها بصفة إيه فقد زرت القدس قبل أن تقع فى يد اليهود حينما كنت أعمل هناك.. ولم أتلق هذه الدعوة ولما بيجيليى البيت بطرده من البيت ومن مكتبى».

وشدد على أنه لا يستطيع الذهاب لإسرائيل إلا بموافقة الجهات وبتكليف رسمى من الدولة ومؤسسه الأزهر، لافتا إلى أنه لا ينسى له عندما توجه للفلسطينيين لإجراء ندوات باسم الأزهر الفلسطنيين ضربوه.. ومعروف عنه مدى عمالته وكره الفلسطينين له.. وزفوه وقت إجراء ندوة بهتافات ادوك كام يا عميل يا بتاع التطبيع.

ولفت إلى أن «عمر سالم» إنسان باع نفسه ويستفيد، معتبرا أن أى دعوة من طرفه مرفوضة ولا يمكن قبوله بـأى حال من الأحوال، ولا يتصرف إلا بإذن إسرائيل، قائلا: «لست فى حاجة لزيارة الإسرائيل والتعاون معها.. والأزهر جامعة لها مكانتها فى العالم الإسلامى والعالمى ولا مانع من إجراء حوارات بين اليهود والمسلمين كما كان يقوم بها الرسول».

عمر سالم 3
خلال زيارته بإسرائيل

فيما استنكرت الكاتبة الصحفية فريدة الشوباشى، حديث ذلك الباحث، معتبرة أنه لا يوجد أى داع من التعامل مع إسرائيل سواء فى الجانب الأزهرى أو ما دون ذلك، قائلة: «يا نهار أسود..اتنيل ولو إن إسرائيل نعمة روح اتنعم إنت بنعمهم بعيد عننا».

ووصفت «الشوباشى»، مبرراته لتوطيد العلاقات بين الأزهر والحاخامات اليهودية بالـ«الواهية»، وتؤكد تلقيه تمويلا منهم، مشددة على أننا لسنا مع إسرائيل فى خلاف دينى بل خلاف سياسى.

ورفضت «الشوباشى»، التعاون معهم بأى مجال، وليس من المقبول أن تقوم إسرائيل بممارستهم أفظع الفواحش مع الشعب الفلسطينى وتقوم بطردهم من أرضهم وتعاملهم بالعنف والتعدى الوحشى، ونتعاون معها دينيا، قائلة: «فهى تقوم بما هو مرفوض إنسانيا وفى أى دين سماوى فليس من المقبول أن يكون هناك تعدى على حقوق الإنسان بأى شكل».

بدوره اعتبر النائب مصطفى بكرى، عضو مجلس النواب، أن أى دعوة للتطبيع مع العدو الإسرئيلى تعد اختراقا للصف المصري، خاصة وأن إسرائيل لا زالت لا تقر بحقوق الشعب الفلسطينى، وتمثل أمام الشارع المصرى أنها عدو لا يمكن التعامل معه.

ولفت عضو مجلس النواب، أنه هذه المحاولات ما هى إلا «بعترة» للموقف الوطنى الصلب ضد التطبيع، خاصة وأن جمعية كوبنهاجن للسلام كانت قد حاولت التطبيع مع الشعب المصرى فى 1998 وكان الهدف هو التطبيع المجانى وكان هناك رفض كامل لدى الشارع، مشيرا إلى أن إسرائيل لازالت تحتل الأرض الفلسطينية وتقتل الشعب وتعتدى عليه.

وعن دعوة الباحث الأمريكى لأساتذة بالأزهر أبدوا موافقتهم على زيارة إسرائيل، قال «بكرى»، إن الشعب المصرى لن يتسامح مع أى شخص يذهب لإسرائيل لإعطائها تطبيعا مجانيا، وسيصدر الشعب حكمه عليه من أول لحظة وسيكون هؤلاء منبوذين كما حدث مع غيرهم من قبل.

وشدد على أن حوار الأديان يتم بطريقة آخرى وليس معناه الذهاب للكيان الصهيونى والاستماع لنصائحه بشكل غير رسمى، قائلا: «نحترم الدين اليهودى ولكن خارج سلطة الاحتلال».

فيما اعتبر النائب عمر حمروش، أمين سر لجنة الشئون الدينية بالبرلمان، أن هذا الأمر متروك لتقدير المؤسسات الدينية المعنية، خاصة وأن هناك اتفاقية للسلام مبرمة بيننا وبين إسرائيل، مشيرا إلى أنه لا يرى التوقيت الحالى مناسبا لتقبل إقامة مركز للأزهر بإسرائيل ولن يقبله الشارع المصرى فى ظل تعدى إسرائيل على الشعب الفلسطينى يوميا.

ولفت إلى أن الأهم من التوجه لإسرائيل وإقامة زيارات متبادلة معها، التوجه لدول الغرب وتصحيح الصورة الموجودة عن مصر والدين الإسلامى وتوضيح سماحة الدين وتصحيح ما هو مأخوذ عنا بشكل سلبي. وشدد على أن هناك ما يسمى بـ«حوار الأديان» يكون بنظره أكثر شمولية فى التعامل مع دول العالم، ولكن تكون بمنظور رسمى ومن جهة مؤسسية.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة