2019 قد تكتب سطور النهاية في حكم ترامب.. هل يحكم «اليمين المتطرف» قبضته على البيت الأبيض؟

الإثنين، 07 يناير 2019 05:00 م
2019 قد تكتب سطور النهاية في حكم ترامب.. هل يحكم «اليمين المتطرف» قبضته على البيت الأبيض؟
ترامب

بتحركات دؤوبة، تواصل رموز الشعبوية وأحزاب اليمين المتطرف صعودها فى العديد من دول العالم، رغم تراجع وتيرة الصعود خلال العام المنتهى، بما يرجح أن يكون 2019 وما يليه فترة لمواجهات محتدمة بين تلك القوى والأنظمة السياسية القائمة على آمل فى انتزاع السلطة التشريعية أو التنفيذية أو كلاهما فى العديد من الدول، فى ظل مجتمع دولى لا يخلو من الاضطرابات السياسية والأمنية.

ورغم إقرار صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية فى تقرير لها أن الشعبوية شهدت تراجعاً بعد عام صعب خلال 2018، إلا أنها أكدت أنها بعيدة تماما عن الانتهاء فى العالم الغربى، مشيرة إلى أن جهود الرئيس الأمريكى دونالد ترامب لبناء جدار حدودى تشير إلى مشكلة يواجهها القادة الشعبويين فى العالم الغربى. فبعد سنوات من الانتكاسات، تحاول الأحزاب والقادة الشعبويين أن يجددوا رصيدهم من خلال إعادة إحياء الشعور بالأزمة التى يزدهرون من خلالها، ولكن كما هو الحال مع مطالبة ترامب بإقامة جدار حدودى، والذى أدى إلى إغلاق حكومى لمدة أسبوعين، فربما يكون هذا دليلا على ضعف الشعبوية أكثر من قوتها.

وذهبت الصحيفة إلى القول بأن أزمات الهجرة والإرهاب التى ساعدت على ارتفاع شعبية الشعوبيين فى عام 2016 قد تراجعت، حيث واجه الشعبويون نتائج مخيبة للآمال فى ألمانيا والولايات المتحدة وحتى فى بولندا، مما أدى إلى تحطيم صورة "الحتمية" للحركة ومزاعمها بأنها تمثل الإرادة الشعبية الحقيقية.

وأصبح قادة الشعبوية وأحزابها فى الغرب فى مواقف دفاعية بشكل متزايد وتراجعوا ليستخدموا الرسائل الصارخة القائمة على مبدأ "نحن ضدهم". وهذا النهج يثير الأتباع المتفانين، لكنه محفوف بالمخاطر ويمكن أن يجبر الناخبين على الاختيار فى اللحظات التى تتراجع فيها حظوظ الشعبويين.

وكان كاس مود، خبير العلوم السياسية الهولندى والمتخصص فى الشعبوية، قد تنبأ بأن صعود الحركة سيصبح متواضعا ومتقطعا فى عام 2019، مشيرا إلى أن المزيد من الانتكاسات ستكون فى انتظارهم. لكن هذا لا يعنى أن الشعبوية تموت، فهى تحكم فى الولايات المتحدة وإيطاليا وعدد قليل من دول أوروبا الشرقية، ولديها أقليات برلمانية قوية فى كثير من دول أوروبا الغربية، حيث تفوز الأحزاب الشعبين بصوت من كل ستة أصوات.

وبدون أزمة لتبرير السياسات المتطرفة للشعبوية، فإن رسالتها ـ بحسب مود ـ قد تجردت من أهم عناصرها وهو معارضة المثل الليبرالية من التعددية السياسية والثقافية والتعاون الدولى. والنتيجة هى مرحلة جديدة من العهد الشعبوى تختبر مدى جاذبيتهم وجاذبية منافسها الإيديولوجى، وهى الليبرالية المؤسسة فى مرحلة ما بعد الحرب، بشكل لم يحدث من قبل.

وضربت "نيويورك تايمز" مثالا على ذلك بقصة ترامب والجدار الحدودى والإغلاق الحكومى، وتقول إنه بعد عامين من فوزه بالرئاسة لم تتحقق التهديدات التى يفترض أن الإرهاب والهجرة يشكلاها فى الولايات المتحدة.

وواصلت الهجرة غير الشرعية تراجعها منذ 10 سنوات، بينما وقعت الهجمات الإرهابية المستوحاة من  داعش قبل أن يتولى ترامب الحكم. وفقد الأمريكيون حماسهم للسياسات الصارمة مثل الجدار الذى وعد به ترامب على الحدود المكسيكية.. وعانى الجمهوريون من هزيمة قاسية فى الانتخابات النصفية فى نوفمبر المضى. بينما كانت رسالة ترامب المثيرة للانقسام سببا فى إبعاد بعض الناخبين بدلا من جذب المزيد.

إلا أن الشعبويين الذين يزدهرون فى الصراع ضد التهديد الوجودى، لا يمكنهم أن ينحرفوا بالإرادة الشعبية بنفس السهولة مثل تفعل الأحزاب الأخرى.

وتقول نيويورك تايمز إن الشعبويين فى أوروبا شهدوا عاما عصيبا آخر. ففى بريطانيا، تراجع دعم البريكست لأقل من 50%، وتزداد المطالب بإجراء استفتاء ثان. وفى ألمانيا توقف صعود حزب البديل ألمانيا المنتمى إلى اليمين المتطرف. وكان أداؤه أسوأ من المتوقع فى الانتخابات فى ولاية بافاريا الحدودية، التى كانت الهجرة القضية الرئيسية فيها.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة