مشاهد من وداع شهيد مدينة نصر.. حمى الوطن وقدم روحه فداء للواجب (صور)

بلد تمتاز بطبيعة متفردة، يحرص أهلها على وحدة النسيج الوطني، لافرق فيه بين مسلم ومسيحي، فالدماء مصرية والتضحية واجبة على الجميع، والعدو واحد، يواجهه أبناء الشعب المصري على مختلف انتمائاتهم السياسية والاجتماعية والدينية، يحاصرونه بسياج من الوطنية المخلدة بينهم على مدار عقود مضت، فأفشلوا مخطط «أهل الشر» للوقيعة بينهم، وإشعال نيران الفتنة في بلدهم.

حادث استشهاد الرائد مصطفى عبيد، خبير المفرقعات، بمدينة نصر، جاء شاهدا على وحدة الشعب المصري، وبرهانا على رغبته الكاملة في التخلص من آفة الإرهاب، ودرء العنف، ومجابهة أهل الشر، فمن خلال صدى مكبرات صوت المسجد، أنقذ الشيخ المسلم، إخوانه الأقباط، وأهل منطقته من كارثة إرهابية حاول مدعين الإيمان والتقوى إزهاق أرواح الأبرياء من خلالها.

كانت العبوة الناسفة التي راح ضحيتها الرائد مصطفى عبيد، مخطط لها أن تزهق أرواح العديد من الإخوة الأقباط في احتفالاتهم، وإشعال نيران الفتنة والوقيعة بينهم وبين المسلمين عبر زرعها لهم من خلال المسجد القريب من كنيستهم، إلا أن إمام المسجد فطن لهم ونبه لمكيدتهم فأنقذهم من شبح الإنفجارات، لينضم مصطفى عبيد إلى قائمة شهداء الواجب أثناء تفكيكها.

وفي مشهد مهيب استقبل أهالى قرية الأحرار، التابعة لمركز ومدينة طوخ بالقليوبية، شهيد الواجب الرائد مصطفى عبيد، الذى استشهد إثر انفجار العبوة مرددين: «لا إله إلا الله الشهيد حبيب الله»، قبيل آداء صلاة الجنازة بحضور الدكتور علاء عبد الحليم مرزوق، محافظ القليوبية، واللواء رضا طبلية، مدير أمن المحافظة، ونقله لمثواه الأخير، وشهد استقبال الشهيد موكب كبير من أبناء القرية وأصدقائه، وعدد من القيادات التنفيذية بالمحافظة.

وعزفت موسيقى الشرطة سلام الشهيد، وأطلقت 21 طلقة تحية للشهيد الرائد مصطفى عبيد، ابن قرية الأحرار النابعة لمركز ومدينة طوخ بالقليوبية، بحضور الدكتور علاء عبد الحليم مرزوق محافظ القليوبية، واللواء رضا طبلية مدير أمن المحافظة، ونقله لمثواه الأخير، وشهد استقبال الشهيد موكب كبير من أبناء القرية وأصدقائه، وعدد من القيادات التنفيذية بالمحافظة، على أن يقام العزاء مساء اليوم أمام منزل والد الشهيد.

وقدم محافظ القليوبية واجب العزاء لأسرة الشهيد الرائد مصطفى عبيد، مؤكدا أن الإرهاب لن يثنى المصريين عن بناء دولتهم الحديثة وسوف يزيد تماسكهم ولن ينال من عزيمتهم فى بناء الوطن.

«كانت أخلاقه عالية جدا، ومكنش بيعاملنا كعساكر».. بهذه الكلمات ترحم عدد من المجندين المشاركين فى جنازة الشهيد الرائد مصطفى عبيد، الذى استشهد أثناء قيامه بتفكيك عبوة ناسفة، بعزبة الهجانة بمدينة نصر.

وروى المجند محمود السيد، الذى كان يؤدى خدمته مع الشهيد الرائد مصطفى عبيد، تفاصيل الساعات الأخيرة، قبل استشهاد الرائد مصطفى عبيد، قائلاً: «الشهيد فور تلقيه بلاغ، ساب الأكل من إيديه، وقال أرواح الناس أهم، وعلى الفور تحركت القوة نحو البلاغ بعزبة الهجانة، وأثناء تفكيك العبوة نال الشهادة»، مضيفا: «الشهيد الرائد مصطفى عبيد، كان يعامل الجميع بحب، وله العديد من مواقف الشهامة مع المجندين قبل زملائه، والجميع يحبه جدا، وكانت أخلاقه عالية جدا، ومكنش بيعاملنا كعساكر».

من ناحيته، قال الدكتور محمد حسن، ابن خالة الشهيد، إن أخلاقه رفيعة جدا، وكان لا يتأخر عن خدمة الوطن ودائما فى مقدمة الصفوف، مشيرا إلى أن آخر مرة رأى فيها الشهيد منذ 10 أيام عندما كان يزور ابن خالته المريض، ويومها كان أحد أقاربه يحذره من جرأته الشديدة فرد عليه: «اللى كاتبه ربنا هنشوفه، وكله عشان مصر».

فيما قال رفيق جلال، مدير مركز شباب قرية جزيرة الأحرار ونجل عمة والد الشهيد، إن الشهيد لديه طفلين يارا، 8 سنوات، وسيف، 4 سنوات، ووالد الشهيد من أكبر عائلات القرية وهى عائلة الأزهرى، فهو لواء متعاقد بالجيش المصرى عبيد محمود سالم الأزهرى، ووالدته متوفاة وكانت تعمل معلمة، وهى من كبار عائلات القرية.

وأضاف أن الشهيد رحمة الله عليه لديه أخت متزوجة، وتعمل طبيبة وأخ يدعى محمود، وكان بشوش الوجه، وبالرغم من إقامته بالقاهرة لم ينسَ مسقط رأسه، وكان يشارك الكبير والصغير فى المناسبات، عندما كان يقع أى أحد من أبناء القرية فى مشكلة كان فى الحال يساعده، قائلا: «مات الجدع».

وتقدم الدكتور علاء عبد الحليم مرزوق محافظ القليوبية، وجميع الأجهزة التنفيذية بالمحافظة وشعب القليوبية بخالص التعازى والمساواة لشهيد الواجب الرائد مصطفى عبيد ابن قرية جزيرة الأحرار بمدينه طوخ، والذى استشهد أثناء تفكيك عبوة ناسفة بجوار كنيسة أبو سيفين بالقاهرة سائلا الله عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته وأن يلهم أهله وذويه الصبر والسلوان.

وأكد المحافظ، أننا لن ننسى شهداء الواجب والوطن وستظل ذكراهم خالدة فى أذهاننا تقديراً لما قدموه من تضحيات غالية ودماء ذكية روت أرض الوطن دفاعاً عن أمنه واستقراره، مؤكدا فخره واعتزازه بشهيد الوطن الذى ضحى بروحه من أجل انقاذ حياة الابرياء من المسلمين والمسيحيين فى منطقة العثور على العبوة الناسفة بجوار الكنيسة.

وأشاد المحافظ بدور رجال القوات المسلحة والشرطة المدنية فى مواجهة الإرهاب، واستئصال جذوره من جميع أنحاء البلاد، بناء على تعليمات وتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسى بمكافحة الإرهاب، وتطهير البلاد من البؤر السرطانية الإرهابية، التى تستهدف استقرار أمن المواطن والوطن.