2019 قد تكتب شهادة النجاة.. المناطق السياحية بأسيوط ترفع الراية البيضاء بسبب الإهمال (صور)
الأحد، 06 يناير 2019 02:00 م
أسيوط.. واحدة من عواصم السحر والجمال، في مصر، خاصة وأنها تحتوي على عبق التاريخ، بالإضافة إلى الحضارة، ودفء الصعيد، فهي مدينة يجتمع بها كافة المقومات لتصبح واحدة من المقاصد السياحية الهامة في مصر.
محافظة أسيوط واحدة من أقدم المدن التي أقامها القدماء المصريين على نهر النيل، وتتميز المحافظة بعدد كبير من الآثار الإسلامية والفرعونية والقبطية ومقومات السياحة التي تساعد في وضعها على خريطة السياحة المصرية، وبالرغم من مقومات المحافظة السياحية إلا أنها حتى الآن غير موجودة على الخريطة السياحية، بالإضافة للإهمال الذي طال عددا كبيرا من الآثار.
تتعدد المناطق السياحية بأسيوط سواء المناطق الأثرية، أو حتى الأماكن الترفيهية والرحلات النيلية أو السياحة العلاجية أو العلمية، وتجد السياحة الدينية رواجا كبيرا في المحافظة حيث الكنائس، والأديرة العتيقة وأشهرها «الدير المحرق، ودير درنكة»، كونهما نقطتين هامتين ضمن مسار العائلة المقدسة حيث يعد دير درنكة في جبل أسيوط الغربي هو آخر نقطة التي بدأت منها رحلة العودة للعائلة المقدسة مرة أخرى ويفد إليها السياح من كل أنحاء العالم وخاصة السياحة الإفريقية وتحديدا من أثيوبيا.
فضلا عن المناطق الأثرية في كل مراكز المحافظة شمالا وجنوبا بدءا من مدخل أسيوط الغربي الشمالي في دشلوط حيث يوجد مسجد «سيدى أبو العيون»، وهو من الآثار الإسلامية، وشجرة مريم في ديروط وفي مركز القوصية يوجد الدير المحرق وهو من أهم نقاط، رحلة العائلة المقدسة، وأيضا من الآثار الفرعونية يوجد آثار مير.
وفي منفلوط، يوجد القيسارية، وهي من الآثار الإسلامية، وآثار قصير العمارنة أما مدينة أسيوط فممتلئة بالآثار الإسلامية، ومركز أسيوط به دير درنكة، وهناك آثار فرعونية مثل آثار ريفا، وآثار جبل أسيوط الغربى، وهناك أيضا الوكالات، والحوانيت، وحمامات أثرية ومساجد عريقة مثل مسجد المجاهدين، والمسجد الأموى الكبير، وهو منارة إسلامية كانت تدرس فيها الدروس الإسلامية قبل معهد فؤاد الأول وأيضا معهد فؤاد من المعاهد الكبيرة والأثرية العريقة ومن القصور قصر الكسان.
وفي مركز أبوتيج يوجد مسجد الفرغل، وفي مركز البداري من أقدم الحضارات ودير هرمينا السايح، وحضارة تاسا في ساحل سليم وفى مركز أبنوب يوجد دير مارمينا العجايبي المعلق وهو من أهم الأديرة، وأحلاها وأجملها وهو تحفة معمارية معلقة بين صخرتين ارتفاع (170) مترا عن سطح الأرض، وأيضا دير الجنادلة في الغنايم.
ويوجد بالمحافظة- أسيوط- عدد كبير من مقومات الجذب السياحي سواء العلاجية أو الدينية أو العلمية حيث يوجد بها جامعة أسيوط وهى من أكبر الصروح العلمية، والتي تستضيف عددا كبيرا من المؤتمرات العلمية العالمية كما أنها تتميز بنهر النيل، وجمال الكورنيش، والفنادق والمراكب والمطاعم النهرية، والمحميات الطبيعية في الوادي الأسيوطي والنوادي والبنوك وماكينات الصرافة، والمدن الصناعية.
وتشهد غالبية المناطق الأثرية والسياحية بأسيوط إهمالا كبيرا عدا منطقة، أو منطقتين من الآثار الفرعونية وعدد من الأديرة وخاصة نقاط مسار العائلة المقدسة، والتي توليها الدولة اهتماما كبيرا أما الآثار المنتشرة بمراكز المحافظة من آثار فرعونية وإسلامية فتطالها يد الإهمال والبطء في الترميم مثل مسجد المجاهدين الذي ظلت النداءات بترميمه سنوات كثيرة ويسير الترميم فيه ببطء كبير وأيضا قصر الكسان الذي يعتبر من أهم القصور بالمحافظة والذي صدر قرار بتحويله إلى متحف وإعادة ترتيب مقتنياته وزارة الآثار.
إلا أن المتحف ما زال يخضع لأعمال التطوير والترميم ببطء كبير بدون أن تظهر أي ملامح للتطوير عدا بعض السقالات الموجودة والتي تلف جدران المتحف من كل ناحية ولكن حتى الآن ورغم مرور فترة كبيرة على قرار تحويله لمتحف والبدء في أعمال الترميم، كما أن معهد فؤاد الأول أحد أشهر المعاهد الذي بني بعد زيارة الملك فاروق لأسيوط، وهو تحفة معمارية كبيرة ومهمة لم يتم الترويج له بشكل جيد، ولم يحظ بزيارات ووضعه ضمن المناطق الجاذبة للسياحة.
أما بالنسبة للآثار الفرعونية فهناك كمية كبيرة من الآثار المنتشرة في كل مراكز المحافظة ولا يدل على أثريتها إلا اللوحة التابعة لوزارة الآثار فالطرق غير ممهدة، والأثر غير مهتم به إلا من خلال حارس أو خفير أمن من قبل الوزارة مثل آثار الدير الجبراوي بمركز أبنوب، وعزبة يوسف بمركز البداري، وآثار ريفا، وشطب ومنقباد بمركز أسيوط.
أما الوكالات الأثرية فقد طالتها يد الإهمال، وخاصة من أصحاب المحال التجارية في منطقة القيسارية، حيث أنك من الممكن أن ترى وكالة أثرية موضوع عليها لافتة الآثار ومن داخلها بائع للحصر والسجاد أو الأقمشة، وأخرى استغلها صاحب المقهى دون رقابة حقيقية على هذه المناطق الأثرية، فضلا عن تضارب المؤسسات في بعض الأماكن الأثرية مثل المساجد الأثرية التى تشرف عليها وزارة الأوقاف حيث يحدث تضارب وتأخير بسبب تعدد الولايات.
قال عثمان الحسينى مدير الهيئة الإقليمية لتنشيط السياحة، إن أسيوط مظلومة لعدم وضعها ضمن برامج الشركات السياحية ونناشد شركات السياحة بوضع المحافظة على خريطة جولاتها وعدم الاكتفاء بالمرور فقط حيث إننا في حاجة ماسة إلى وضع أسيوط ضمن برنامج الليالي السياحية والمبيت بالمحافظة، حيث إن الليلة السياحية تعنى لنا الكثير من حيث تشغيل الشباب، والأيدي العاملة وبيع المشغولات اليديوية، وتشغيل الفنادق، والمراسى، والمطاعم النهرية كما أننا نملك من المقومات والإمكانيات التى تساعدنا على ذلك.
أما من حيث التطوير فنحن نعتبر أن عام (2019) سيكون فاتحة خير في السياحة حيث هناك خطة طموحة لاستثمار مقومات السياحة حيث هناك رصد مبالغ كبيرة من ميزانية مركزى أسيوط، والقوصية لرصف وتجميل الشوارع المؤدية إلى نقاط رحلة العائلة المقدسة، حيث إن هذه النقاط تأتى على رأس أولويات الخطة.
وتابع: ففي مركز القوصية فقط تم رصد مبلغ (55) مليون جنيه، كما أن طريق الهضبة الدائري، «مدينة ناصر الجديدة»، سيخدم دير درنكة بشكل كبير، كما أنه سيكون هناك خطة كبيرة للتوعية، وخطة للرحلات والاستفادة من النيل بشكل كبير ومخاطبة والتنسيق على أعلى مستوى لجذب أكبر قدر من السياح وتنظيم المسابقات السياحية ونظيم الرحلات للتوعية بآثارنا المتعددة والمنتشرة في كل أنحاء المحافظة.
كما أن أسيوط تمتلك متحفا من أهم المتاحف والقصور وهو قصر الكسان باشا الجاري ترميمه، وأيضا معهد فؤاد الأول ومسجد المجاهدين وكلها ستضيف للسياحة في أسيوط.