مسجد الفتاح العليم وكاتدرائية ميلاد المسيح.. في استقبال المصلين
حصاد 2018.. أذان المساجد وأجراس الكنائس تصدح في سماء العاصمة الإدارية
الأحد، 06 يناير 2019 01:00 ممحمود علي
- المسجد صمم على الطراز الأيوبي وله 5 مداخل رئيسية منها 2 للسيدات و3 للرجال
«ده تكليف وتوجيه، الموضوع ده مايفوتناش تاني.. لو سمحتم نعمل علشان نحقق لكل واحد يعبد زي ما هو عايز».. كانت تلك الكلمات، هي مقتطفات من حديث الرئيس عبد الفتاح السيسى في ديسمبر الماضي، كشف خلالها مدى حرصه على توفير دور العبادة للمصريين في أي تخطيط عمرانى جديد، وهي الرؤية التي لم تكن وليدة اللحظة بل بدأ ثمارها منذ توليه الحكم، وهو ما ظهر في وعده ببناء أكبر مسجد وكنيسة في الشرق الأوسط بالعاصمة الإدارية، الأمر الذي تحقق على أرض الواقع.
وقبل مرور عام واحد من وعد الرئيس السيسي بإنشاء مسجد «الفتاح العليم» وكاتدرائية ميلاد المسيح في العاصمة الإدارية، وتبرعه بمائة ألف جنيه، رأينا الانتهاء من إنشائهما سريعًا ليصبحا جاهزين لاستقبال المصلين، ما يوضح إيمان الرئيس، بأن مصر للمصريين - مسلمين ومسيحيين - طاويا صفحة من إرهاب جماعة الإخوان الإرهابية ضد شركائنا فى الوطن التى حكمت البلاد لعام واحد شهد فيها الدم على أبواب المساجد قبل الكنائس.
عند الوهلة الأولى لدخولك العاصمة الإدارية الجديدة، ستكتشف حجم الإنجازات التي شهدتها هذه المدينة في عام 2018، ولكن ما يسر العين سريعًا هو رؤيتك لتحفتين معماريتين، تكشفان عن الثراء والتنوع المعماري، أنشئا خصيصًا ليكونا شاهدين على الوحدة الوطنية والحب والتآخي بين أبناء الوطن الواحد، في بلد لم يسمح شعبها في أي وقت للتعصب الديني أن يفرق بينهم على أي أساس ديني أو طائفي.
مسجد ضخم يسع لآلاف المصلين، وعلى مقربة منه أكبر كنيسة فى الشرق الأوسط، فى مشهد يجسد رؤية لطالما حلم بتحقيقها جميع المصريين، رؤية افتقدناها على مدى عهود سالفة كثيرة تؤكد مشاعر الترابط والوطن الواحد وتأسيس دولة المواطنة.
ورغم أن فترة حكم الجماعة الإرهابية كادت أن تتسبب فى شروخ جسيمة بجدار الوحدة الوطنية، وإشعال الفتن الطائفية، ورواج أفكار التطرف والتكفير، ولا تزال هذه الجماعة تحاول أن تعمل على بث الفتن، إلا أن الرئيس السيسى كان قادرًا على تفويت الفرصة على هؤلاء بترسيخ مبدأ المواطنة عبر خطاباته التى أكد فيها أن مصر لكل المصريين، من ناحية لإفشال أى مخطط من هذه الجماعات المندسة لإضعاف الروابط القوية بين المصريين بمختلف دياناتها، ومن ناحية أخرى لتأكيد قدرة هذا الوطن أمام العالم على أن يكون صفًا واحدًا.
تصميم المسجد الذى يقع على الطريق الدائرى الأوسط الجديد، يعود إلى أبرز فترات الحضارة الإسلامية حيث صمم على الطراز الأيوبى، وله 5 مداخل رئيسية، منها 2 للسيدات و3 للرجال، ويتكون من دور أرضى، يضم صحن المسجد بمساحة 6325 مترًا، وبه قبة رئيسية للمسجد يصل ارتفاعها لـ45 مترًا وقطرها 33 مترًا، وتعد من أكبر القباب فى مصر.
ويسع المسجد لـ6500 مصلٍ و1200 سيدة، فيما تستوعب ساحته 7 آلاف مصلٍ، وفى بدرومه يمكن أن يصلى أكثر من 1500 مصلٍ، ليصل استيعاب المسجد بالكامل إلى 17 ألف مصل، كما يتضمن المسجد، «متحف رسالات سماوية - ودار تحفيظ قرآن - ومستوصفا - و4 مآذن بارتفاع 90م تم الوصول إلى ارتفاع 30 مترا حاليا للمئذنة».
على مقربة من المسجد تقع الكنيسة التى وضع التصميم المعمارى لها بدقة شديدة، لتستوعب أكبر عدد من الشعب ولتصبح رمزا وعلامة مميزة فى العاصمة الإدارية الجديدة، كما تم تصميم المبانى المجاورة للكاتدرائية، لتشمل مبنى المقر البابوى بالإضافة إلى كنيسة للشعب تسع 1000، لترصد الصور الملتقطة لهذه التحفة المعمارية بشكل واضح عمق القيمة التاريخية للكنيسة القبطية فى مصر، كما روعى تكامل المبانى المجاورة مع الكاتدرائية لترسم شكلا معماريا مميزا فى سيمفونية رائعة مع ما حولها بالمنطقة المحيطة.