حصاد 2018.. الحاجة سعدية تستعيد حريتها وتؤكد: مصر دي ولا هتلاقي زيها
الأحد، 06 يناير 2019 01:00 منرمين ميشيل
- الدولة ترعى المصريين فى الخارج وتساندهم فى أزماتهم ولا تتخلى عنهم
كرامة المصرى فى الخارج كانت وما زالت شأنا مهما فى كل الحقب الماضية، غير أن السنوات الأخيرة شهدت تطورا ملحوظا وكبيرا فى اهتمام جميع مؤسسات الدولة بأبنائها فى الخارج، فهناك قضايا عديدة وشواهد كثيرة أشارت جميعها إلى تجاه واحد، هو أن المصرى فى الخارج ليس مستباحا، وأرسلت القاهرة رسالة واضحة وصارمة للعالم كله مفادها أن المواطن المصرى «خط أحمر».
الحاجة سعدية
«الحاجة سعدية»، إحدى الحالات التي شغلت الرأى العام فى مصر والسعودية، فتلك السيدة التي استغلها «نصاب» عندما منحها عمرة إلى بيت الله الحرام، لكن كانت نواياه دس المخدرات فى حقيبتها، لتقع السيدة المسكينة فى فخ تاجر مخدرات محترف.
تواصلت «صوت الأمة» مع الحاجة «سعدية» لنستعيد معها لحظات الألم والفرح، ولتحكى تفاصيل القصة التى تلقى الضوء فى المقام الأول، على قوة ملف التعامل المصرى مع المصريين فى الخارج، حتى رجوع الحق إلى أصحابه.
«يااااه يا بنتى كانت أيام صعبة.. مصر دى ولا هتلاقى زيها».. بتلك الكلمات استرجعت الحاجة «سعدية» قصتها التى انتهت بفرحة على يد المسئولين المصريين فى الخارج. وتضيف: «القصة خلاص معروفة، اللى مش معروف تعب الناس المصريين الأصيلة اللي شلوني فى محنتي.. مصر بأولادها يا ولاد.. مصر بأولادها».
بدأت سريعا الحاجة «سعدية» فى استرجاع القصة من بدايتها بقولها، إنها تعرضت لعملية نصب كبيرة عندما قام أحد الشباب بخداعها، بأنها ستقوم برحلة عمرة على حساب رجل سعودى، وفور وصولها إلى مطار «ينبع» بالسعودية تم احتجازها بتهمة حيازة وتهريب أقراص مخدرة بعد أن أعطاها «عبدالله» حقيبة «هاندباج»، وهو صاحب الخدعة التي قام بها على أسرة الحاجة سعدية وطالبها بتسليمها لرجل الأعمال السعودي المتبرع بالرحلات.
وتوجهت الحاجة «سعدية»، إلى الطائرة دون أن تعلم ما هي محتويات الحقيبة، ووصلت مساء يوم 20 مارس إلى مطار ينبع، لتضبطها سلطات المطار فور وصولها. تحكي الحاجة «سعدية»، إن «عبدالله» قال لها: «ما تخافيش دي فيها ملابس حمل ولو انتي مش مطمنة شوفيها»، لتجد نفسها بالأخير فى «ورطة» انتهت بالقبض عليها.
الجندي المجهول فى قصة الحاجة «سعدية» كان تعامل السلطات المصرية فى المملكة العربية السعودية مع الأزمة، تقول «سعدية»: «شوفى كله كوم وتعامل المسئولين المصريين معايا كوم تاني، هون عليا محنتي وأنا ست غلبانة وكبيرة فى السن، مين كان هيشيلني غيرهم.. دخلونى المستشفى وكانوا معايا فى التحقيقات وتحت أمرى فى كل حاجة، والله ما بقول كلام وخلاص دى الصراحة، عرفت بعد كده إنهم تابعوا التحقيق ومش التحقيق وتابعوا كل حاجة لحد ما خرجت سليمة وشوفت بيت الله».
قصص مأساوية وقيادة حكيمة
قصص كثيرة تُحكى وروايات شاهدة على أن مصر باتت لاعبا أساسيا فى السياسة الدولية، انطلاقا من خدمة أبنائها فى الخارج، إحدى هذه القصص كانت لشاب مصري يدعى «وحيد رفاعى» بعدما تعدى عليه مواطنون كويتيون فى محل عمله، إثر نشوب خلاف عن إصلاح دراجته البخارية، ما أدى إلى إصابة الشاب المصرى بإصابات بالغة، وتم نقله على أثر هذا إلى المستشفى، وما إن وصلت له كل المعلومات حول الواقعة إلى وزيرة الهجرة نبيلة مكرم التي كلفت فى الحال فريق عمل معاون لها بمتابعة القضية، إلى أن حصل المعتدى على المواطن المصرى على حكم بالسجن لمدة 17 عاما.
وهناك واقعة لن تنسى، لأن بطلها كان الروح الإنسانية، وهي واقعة «مريم مصطفى» الفتاة المصرية التى لقيت مصرعها فى بريطانيا، بعدما قام مجموعة فتيات من دول أفريقية بالاعتداء عليها بأدوات حادة، مما نتج عنه إصابتها بغيبوبة أدت إلى وفاتها، وكان لوزيرة الهجرة وقتها تحركات سريعة للحفاظ على حق الفتاة واسترداد جثتها لدفنها بالقاهرة وسط أهلها، ولم تهدأ الوزيرة حتى تم القبض على كل المعتدين.