وشهد شاهد من أهلها.. السياحة تشهد طفرة كبيرة مقارنة بالسنوات الماضية
السبت، 05 يناير 2019 10:00 مطلال رسلان
سامح السويفي، شاب يعتمد على السياحة كمصدر للرزق والدخل، كانت حياته مستقرة، إلى أن شهدت مصر فترة الركود السياحي، لأكثر من خمس سنوات فى أعقاب أحداث 2011، لكنه الآن عاد إلى وضعه السابق بسبب الطفرة التى شهدها القطاع السياحي.
سامح يعمل فى السياحة منذ 15 عاما، ورث المهنة أبا عن جد، تعايشنا معه داخل أحد البازارات لبيع التحف والأنتيكات فى منطقة الحسين، ليلقى لنا بشهادته عن السياحة وما وصلت إليه.
سامح الذى يعول أربعة أبناء، لا دخل إلى بيته يعيش منه غير هذه المجموعة من السياح الإيطاليين التى تلوح فى الأفق ببداية الشارع، هذه فرصته التى لن يتركها تفلت من يديه.
«ياه إحنا كنا فين وبقينا فين؟ مش مصدق نفسى والله، من 7 سنين ما كناش بنشوف سائح ولا عربى ولا أجنبي، لكن النهاردة بسم الله ما شاء الله، الرجل بدأت تيجى عندنا من بلاد كتيرة، الناس اشتغلت، الصنايعية والورش طلع لها حس، من شهر 6 اللى فات وفيه جنسيات مختلفة كتيرة بدأنا نشوفها من تاني».. كلمات قالها سامح ربما جمع بها ما وصلت إليه حال السياحة المصرية، وتعطى مؤشرا لحصاد السياحة مع نهاية 2018.
وقف سامح داخل البازار يتذكر الأيام العجاف التى مضت، ثم تتهلل أساريره عندما يحكى عن الوضع الآن: «شوف وأنا لسه بتكلم معاك أهو ما شاء الله أدى ناس عرب داخلين علينا، الله كريم، ومش عرب وبس لو وقفت معانا دقايق هتلاقى أجانب، الحال ماشي».
بيديه وقف يلوح بجدية ربما ترسم صورة لمستقبله ومستقبل أولاده «إن شاء الله اللى جاى أحلى بكتير، أنا مش باقتنع بالأرقام ولا الكلام، أنا باقتنع فيه سائح على أرض الواقع بييجى يشترى منى ولا لأ، الواقع هو الصادق، وأنا بكل صدق شايف تفاؤل كبير، حتى بنتواصل مع أصحابنا العاملين فى المجال بكل مكان فى مصر، شرم، والغردقة، وخلافه، هنا هتعرف المؤشرات الحقيقية وسط الحسين والأماكن التاريخية هتعكس لك الواقع، والواقع بيقول إنك لما تسمع أصوات ورش صناعة التحف اشتغلت من جديد، يبقى الوضع اتحسن».
مؤشرات إيجابية
وفقا لآخر مؤشرات رسمية لقطاع السياحة، فإن إيرادات مصر من القطاع قفزت نحو 77 % فى النصف الأول من 2018، فى حين زادت أعداد السياح الوافدين إلى البلاد حوالى 41 %، وأضافت الإحصائيات أن أعداد السياح الوافدين خلال الستة شهور الأولى من 2018 قفزت إلى 5.061 مليون سائح مقابل 3.6 مليون سائح فى فترة المقارنة، والإيرادات السياحية خلال النصف الأول بلغت 4.781 مليار دولار بارتفاع نحو 77 %، مقابل 2.7 مليار دولار قبل عام، فيما أشارت التوقعات الرسمية إلى زيادة الحركة السياحية الوافدة من دول غرب أوروبا وإيطاليا وألمانيا وأوكرانيا، خلال الربع الأخير من العام الجارى. المؤشرات تقول إن القطاع سيحقق نحو 9 مليارات دولار مع نهاية العام تزامنا مع احتفالات رأس السنة.
كما قفزت إيرادات السياحة العام الماضى 123.5% إلى نحو 7.6 مليار دولار، مع زيادة أعداد السياح 53.7 % إلى 8.3 مليون سائح، وزاد إغراء المقصد السياحى المصرى عقب قرار البنك المركزى تحرير سعر صرف الجنيه فى نوفمبر 2016، حيث أدى ذلك إلى تراجع قيمة العملة المحلية إلى النصف وعزز القدرة التنافسية للقطاع.
«الجميع من حولنا يرى أن الدولة المصرية ومؤسساتها تسير على خطى صحيحة ناحية جذب الاستثمار الأجنبى وإعادة تنشيط حركة السياحة».. هذا ما يبدو واضحًا من خلال التقرير المنشور عبر موقع «Hotel management» الخاص بإحصاءات الفنادق حول العالم، والذى توقع أن تشهد مصر موسمًا مشرقًا خلال 2019 بالنسبة للقطاعين السياحى والاستثمارى الفندقي، منوهًا إلى أن الإحصاءات والتحليلات تشير إلى أنه بعد مرور عقد من التحديات، تعود الثقة لدى المستثمرين حول العالم فى قدرات البلاد.
وبحسب الموقع، يقول بعض المراقبين، إن الصندوق الجديد المخصص لتحسين البنية التحتية الخاصة بالسفر فى البلاد سيساعد على الأرجح.
وفى سبتمبر من 2018، كشفت منظمة السياحة العالمية، النقاب عن قائمة بأكثر الدول نموا فى قطاع السياحة، وجاءت مصر فى المرتبة الأولى بعد استقبالها 8.6 مليون سائح عام 2017، بنسبة زيادة تقدر بـ55.1 % على عام 2016.