الانشقاقات تضرب أحزاب إسرائيل الجديدة.. اليسار «المفتت» في مواجهة اليمين المتطرف

الخميس، 03 يناير 2019 11:00 م
الانشقاقات تضرب أحزاب إسرائيل الجديدة.. اليسار «المفتت» في مواجهة اليمين المتطرف
البرلمان الإسرائيلى

 
يواجه اليسار الإسرائيلي حالات تفتت وانقسامات شديدة، في الوقت الذي يسعى آخرون لتوحيده مرة أخرى لمواجهة اليمين المتطرف، وذلك بعد أيام قليلة من إعلان تشكيل الحزب اليميني الجديد بزعامة وزير التعليم الإسرائيلي نفتالي بينيت، ووزيرة القضاء إييلت شاكيد، لخوض انتخابات أبريل المقبلة للفوز بأكبر عدد مقاعد بالكنيست.
 
رئيسة المعارضة الجديدة النائبة بحزب «العمال» اليساري، شيلى يحيموفيتش، توقعت أن تفشل رئيسة حزب «الحركة» اليساري الوسط، تسيبي ليفني، في اجتياز نسبة الحسم في الكنيست إذا خاضت الانتخابات بمفردها.
 
في المقابل، يقول رئيس كتلة حزب الحركة، يوئيل حاسون، إن رئيس حزب «العمل» إفي جاباي، «حاول دائما تفادى الانشغال بالشؤون السياسية والأمنية وفضل جعل المعسكر الصهيوني نسخة لحزب كلنا».
 
يأتي هذا في الوقت الذي أكد فيه أفيجادور ليبرمان، رئيس حزب «إسرائيل بيتنا» اليمني المتشدد، أنه لا مشكلة إذا تولى بنيامين نتنياهو منصب رئيس الحكومة، حتى أن قُدمت ضده لائحة اتهام، مشددا أنه لا مناص من الانضمام إلى حكومة برئاسة الأخير.
 
صحيفة «هاآرتس» الإسرائيلية، بدروها سلطت الضوء على انتخابات أبريل، مؤكدة أن فرص خوض رئيس الأركان الإسرائيلي السابق، بينى جانتس، وزير الدفاع السابق موشيه يعالون، للانتخابات المقبلة في قائمة واحدة، قد تضاءلت.
 
وأرجعت الصحيفة ذلك، إلى أن المسئولين في حزب جانتس، «الحصانة لإسرائيل»، يعتقدون أن تأسيس حزب «اليمين الجديد»، برئاسة وزيرة القضاء أييلت شكيد، ووزير التعليم نفتالي بينت، شطب قيمة يعالون الانتخابية.
 
ومع ذلك لا يزال حزب جانتس، بحسب ما ذكرته هاآرتس، أبعد ما يكون عن اتخاذ قرارات مهمة في هذه المرحلة - قبل 50 يومًا من الموعد النهائي لتقديم القوائم للكنيست. وفي البداية، اعتقد جانتس ومستشاروه أن يعالون يمكن أن يكون شخصية جذابة، تجعل المصوتين من الجناح اليميني الذين أصيبوا بخيبة أمل من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يصوتون لصالح الحزب ويمنحونه 3-2 مقاعد أخرى.
 
وذكرت هاآرتس، أنه في أعقاب الانقسام في حزب «البيت اليهودي» المتشدد، وتأسيس «اليمين الجديد»، يعتقدون في الحصانة لإسرائيل أن هذه الأصوات ستذهب على أي حال إلى بينت وشكيد، وأنه لا توجد فائدة انتخابية كبيرة في يعلون.
 
فى الوقت نفسه، يتحدث الناطقون باسم «المعسكر الصهيوني» إلى وسائل الإعلام عن الاتصالات بينهم وبين جانتس، ويقولون إنها تتعزز بسبب الانقسام في الكتلة، لكن مصادر قريبة من رئيس الأركان السابق نفت هذه الادعاءات، وقالت عن جانتس أنه على اتصال بأعضاء المعسكر الصهيوني، تماما كما يجري اتصالات مع جميع الأطراف على الخريطة السياسية.
 
وبحسب الصحيفة، فإن جانتس يريد التماثل مع اليسار، ومن شأن ارتباطه بزعيمة المعارضة المنتهية ولايتها تسيبي ليفني، التي طردت من المعسكر الصهيوني، أن تجعل من الصعب عليه النأي بنفسه عن هذا التعريف. 
 
ويفضل جانتس الارتباط بالنائب أورلي ليفي أبكسيس، لكن الأخيرة غير معنية بالتنافس المشترك معه في هذه المرحلة. وقال مكتب يعلون معقبا: «لن نتطرق إلى الموضوع»، فيما قالوا في «الحصانة لإسرائيل» إن «هناك الكثير من التكهنات، تأثير جانتس يغير النظام السياسي، وباستثناء ذلك لن نعقب».
 
وأعلن رئيس حزب العمل، آفى جباي، الثلاثاء، عن تفكيك المعسكر الصهيوني، خلال اجتماع كتلة المعسكر الصهيوني، فى حضور صحفيين ومصورين ونواب الكتلة فى الكنيست.
 
ولم تكن ليفنى تعرف عن البيان وفوجئت بسماعه كما فوجئ الجميع، وجاء إعلان جباي بعد توتر طويل الأمد بينه وبين ليفني. وفى اجتماع لاحق، قال جباي للحاضرين: «لقد أكلت الخراء فقط من ليفني».
 
وقال جباي في بداية الاجتماع إنه «ما زال يؤمن بالشراكة والارتباطات، لكن الارتباطات الناجحة تتطلب الصداقة، الالتزام بالاتفاقيات والولاء للطريق، ولذلك اخترت الجمهور مرة أخرى».
 
بعد ذلك، توجه جباي إلى ليفني وقال: «تسيبي، أتمنى لك النجاح في الانتخابات، في أي حزب ستكونين فيه. وفي نهاية كلمة جباي، توجهت ليفنى إلى الميكروفون، وقالت إنها لن ترد على أقوال جباي، وغادرت الغرفة».
 
وفى وقت لاحق ردت ليفنى على أقوال جباي عبر حسابها على تويتر، حيث كتبت: «شكرا لكل الذين اتصلوا وبعثوا رسائل نصية، وللمؤيدين، من الجيد أنه تم تبديد الشكوك، ويمكننا التركيز على التحدي القومي المهم الذي يقف أمامنا - كل أولئك الذين يؤمنون حقاً بالطريق - انقلاب في الانتخابات المقبلة».
 
وكان جباي وليفنى قد دخلا إلى قاعة اجتماع الكتلة من بابين مختلفين، ولم يتحدثا مع بعضهما وبدا التوتر عليهما. وقال رئيس حزب العمل: «قبلت نصيحة هرتسوج وأبقيت على الشراكة مع ليفنى والحركة. ليس من السهل الانضمام إلى شراكة أقامها شخص آخر. حاولت العمل على توحيد الحزبين وللأسف لم يحدث هذا. اخترت الشراكة مع ليفني، بما فى ذلك الاتفاق على تخصيص مقاعد لحزبها في القائمة».
 
 
وأضاف أن ليفنى طالبت بمنصب زعيمة المعارضة، ووافق على ذلك في محاولة للحفاظ على الوحدة. إلا أن جباي  أشار إلى أن الجمهور لم يؤمن بالتعاون بين الحزبين ولم ينتقل لدعم المعسكر الصهيوني. وقال: «الجمهور ذكي، لقد رأى أن الأمر ليس كذلك، وابتعد». ومنذ حوالى شهر ذكرت هآرتس، أن جباي غضب من ليفنى لأنها طلبت إجراء استطلاع لفحص عدد المقاعد التي سيحصل عليها المعسكر الصهيوني إذا ترأسته.
 
وقال جباي  لليفني: «بدلاً من إجراء استطلاعات حول كيف سننتصر، أنت تقومين بإجراء استطلاعات حول كيف تنتصرين عليّ، وكيف تحركيني؟ أنت تضعفينني وبشكل غير مباشر تضعفينا جميعا. طالما يجرى تصويري على أنني مؤقت، كشخص على وشك الاستعاضة عنه، لن نتعافى أبداً في الاستطلاعات». كما غضب جباي من محاولات ليفني لتشكيل كتلة يسارية تضم عدة أحزاب.
 
بينما قال النائب بالكنيست يئير لبيد، رئيس حزب «يوجد مستقبل»، إنه إذا تم تشكيل قائمة تضم أحزاب اليسار والوسط، فإنه لن يكون مستعدًا للتخلي عن المكان الأول. وقال إنه لن يجلس في حكومة «مع رئيس حكومة تم تقديم لائحة اتهام ضده».
 
وتطرق لبيد خلال مؤتمر صحفي عقده في تل أبيب إلى الانقسام في المعسكر الصهيوني، وقال: «هذا يثبت مرة أخرى أن الطرف الوحيد الذي يقدم جوابا مستقرا هو يوجد. بينما قالت النائبة بالكنيست راحيل عزاريا، إن حزب «كلنا» الوسطى انتقل إلى اليمين في مواقفه السياسية منذ بداية هذه الدورة.
 
وقالت في مقابلة أجرتها معها إذاعة «مكان» الثانية: «كنت أعرف منذ فترة أنني لن أستمر. لقد ازدادت فجوات القيم بيني وبين الحزب. وقالت عزاريا إنها لن تتنافس في الانتخابات المقبلة ضمن حزب كلنا، وأوضحت أنها تحدثت عن ذلك عدة مرات في الأيام الأخيرة مع رئيس الحزب موشيه كحلون: «هذا كان واضحا لكلانا».

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة