المعدن الفرعوني ومستقبل مصر.. النحاس حصان طروادة المفقود في الاقتصاد المصري

الأربعاء، 02 يناير 2019 01:00 م

نحاس " ارشيفية "

مروة الغول

يرجع اكتشاف النحاس إلى ستة آلاف عام قبل الميلاد، حيث عثر عليه في منطقة (روبينهاوزن) بسويسرا، أما أقدم ما عثر عليه من النحاس فكان في بلاد ما بين النهرين، حيث يرجع تاريخ اكتشافه إلي عام 4500 ق.م.

عرف الإنسان النحاس الفطري الذي يوجد في الطبيعة في قطع حمراء نقية مخلوطة بالصخور، وكان هذا النحاس يحتوى على فقاعات هوائية كثيرة، ولا يصلح للتشكيل، ولقد تغلب سكان حوض الرافدين على هذا العيب وزاد من صلابته بالطرق عليه بالحجارة فأصبح سهل التشكيل، فكانت بداية استخدامه في الأغراض المعيشية البسيطة، وقد أعتبر تاريخ بداية استخدام معدن النحاس منذ عام 6000 ق.م بداية لعصر حضاري جديد في تاريخ البشرية .

المعدن الفرعوني ومستقبل مصر (4)

أقدم مكان عرف في التاريخ لإنتاج النحاس
أقدم مكان عرف في التاريخ لإنتاج النحاس على نطاق تجاري، كان في منطقة كرمان بإيران في موقع يسمى «تل إبليس»، فمنذ عام (4100 ق.م)، كان يضم هذا الموقع خمسين حجرة لاستخلاص وصهر النحاس، ويدل العدد الكبير من الأفران التي كانت موجودة حينذاك، على أن الإنتاج كان أكثر بكثير من الاحتياجات المحلية لسكان المنطقة، وثبت أن الإنتاج كان للتجارة في أسواق المدن السامرية في حوض الرافدين.

المعدن الفرعوني ومستقبل مصر (1)

قدماء المصريين أول من استخدموا النحاس
وكان قدماء المصريين أول من استخدموا النحاس في صنع أنابيب لتوصيل مياه الشرب وأخرى لصرف المياه القذرة والفضلات من المنازل، فقد عثر علماء الآثار على «ألف وثلاثمائة قدم»، من الأنابيب النحاسية في معبد «هرم أبي صير»، الذي يرجع تاريخ نشأته إلي الأسرة الخامسة (2750_2625 ق.م)، وفي عصر الحضارة الإسلامية استخدام النحاس في صناعة العملات كما استخدم أيضا في صناعة أواني الطعام وأوعية السوائل وأدوات الزينة.

الإنتاج العالمي من النحاس
بلغ إجمالي الإنتاج العالمي من خام النحاس في نهاية عام 2013 م (17.9) مليون طن، وقد احتلت شيلي مقدمة دول العالم المنتجة لخام النحاس، حيث بلغ إنتاجها في العام في نفس العام حوالي (5.7) مليون طن.

وتأتي بعدها في المرتبة الثانية الصين، حيث بلغ إنتاجها (1,65) مليون طن، ثم بيرو، في المرتبة الثالثة بحوالي (1.3) مليون طن، وتأتي في المرتبة الرابعة الولايات المتحدة الأمريكية بـ(1.2) مليون طن وتمثل هذه الدول أكثر من (55%) من الإنتاج العالمي للنحاس.

أما باقي الإنتاج موزع بين دول العالم الأخرى وأهمها: «استراليا، وروسيا، والكونغو، وزامبيا، وكندا، والمكسيك، وكازاخستان، وبولندا، وإندونيسيا».

المعدن الفرعوني ومستقبل مصر (3)

أماكن تواجد النحاس في مصر
تتواجد خامات النحاس في مصر مختلطة بخامات الزنك والرصاص بمناطق كثيرة جنوب الصحراء الشرقية وشبة جزيرة سيناء.

أماكن تواجد النحاس بالصحراء الشرقية
- منطقة أم سميوكي.. وتعد احتياطي الخام المقدرة أو المحتملة لتلك المنطقة من الخام المؤكسد (53200) طن، والخام غير المؤكسد يبلغ الاحتياطي المحتمل 486 ألف طن، والاحتياطي المؤكد حوالي 218 ألف طن، وتتراوح نسبة النحاس فيه (1.04)، 4.35%.

- منطقة الدرهيب: تتراوح النسبة بين (0.1-9.5%).

- منطقة أبوجروى: تتراوح النسبة بين (0.4-3.7%).

- منطقة عيجات: تتراوح النسبة بين (7-7.2%).

- منطقة حماطة العطشان تبلغ نسبة النحاس بها 2.5%، والزنك 42%، والرصاص 0.08%، وتحتاج تلك المنطقة إلى الكثير من الأعمال الاستكشافية والبحثية للعثور على الخام بكميات تتيح استغلاله بشكل اقتصادي.

- العطوى تتراوح نسبة النحاس ما بين (5.22- 1%)، ويحتاج الخام في هذه المنطقة إلى مزيد من الدراسة وإعادة التقييم حتى يتسنى استغلاله اقتصاديا.

- أبو سويل تصل نسبة تواجد النحاس فيها (2.85%) والنيكل (1.3%) وتتراوح احتياطي النحاس في هذه المنطقة بين (20-85) ألف طن.

- جابرو عكارم يبلغ المقدر لهذه المنطقة بحوالى 27 ألف طن يحتوى على (1.18%) من النحاس والنيكل.

مناطق تواجد خام النحاس بسيناء
- «أم زريق».. اثبتت نتائج الدراسات والأبحاث التي تمت عليها احتمالات تواجد معادن كبريتيدية للنحاس بالمنطقة يمكن استغلالها.

- وادى النصب.. تواجد شواهد لوجود خام النحاس فيها ولكنها تحتاج إلى دراسات وابحاث لتحديد قيمتها الاقتصادية ومدى الاستفادة منها.

- وادى السمرا.. وتعد أعلى قيمة للنحاس في تلك المنطقة (10.000) جزء في المليون.

- قرية النبي صالح.. تصل نسبة النحاس فيها الي حوالى (3.8%) ويمكن استغلال هذه التواجدات للنحاس على مستوى القطاع الخاص كمناجم صغيرة.

وبذلك تعتبر احتياطيات خام النحاس الموجودة في هذه المناطق قليلة نسبيا وتحتاج إلى مزيد من الأبحاث والدراسات لتأكيد احتياطي الخام وجودته حتى يمكن استغلاله بشكل اقتصادي لسد احتياجات السوق المحلى وتحقيق متطلبات قطاع الصناعة المصرية من النحاس، بالإضافة إلى توفير العملة الصعبة والتي تنفق في استيراد النحاس من الخارج.