ملايين تحت أقدام المصريين.. لماذا تهدر مصر ثروة إنتاج الملح؟(صور )
الأربعاء، 02 يناير 2019 08:00 ص
هل تعلم أن اعتماد مصر على إنتاج الملح فقط كفيل بأن يحقق لها نهضة اقتصادية؟ وهل تعلم أن ثروات المحروسة المدفونة من الملح قد تفوق البترول؟.
حسنا.. تتمتع مصر بموقع جغرافي ممتاز ومناخ معتدل طول العام وتمتاز بطول شواطئها على ساحل البحر الأبيض المتوسط حيث يمتد حوالي 11000 كم من مدينة السلوم وحتى مدينة رفح بشمال سيناء وكذلك تمتد الشواطئ حوالي 900 كم علي ساحل البحر الأحمر من مدينة السويس وحتى حلايب كما تتميز مصر بكثرة وجود البحيرات والمنخفضات التي تغمرها مياه البحر والتي ساعدت في انتشار وإنشاء الملاحات الشمسية الطبيعة والصناعية علي شواطئ هذه البحيرات ، نظرا لكونها مساحات تركيز أولية في صناعة الملح ومنها محافظات الاسكندرية ودمياط وشمال سيناء وبورسعيد والفيوم ومحافظة البحر الأحمر بالإضافة إلي محافظة مطروح التي يتواجد بها الملح الصخري الموجود في كلا من " واحة سيوة ومنخفض القطارة " حيث ينتشر الملح في مساحة حوالي 6970 كم مربع ويتراوح السمك بين ما "1_2.5 متر بمتوسط سمك 1.75 متر وكثافة 1.25 جرام / سم مكعب وتقدر الاحتياطيات الجيولوجية للملح الصخري في هاتين المنطقتين بحوالي 1.5 مليار طن من الملح .
ويمكن أن تكون مصر في مقدمة الدول المنتجة للملح على مستوى العالم إذا استغلت إمكانياتها من رواسب الملح الصخري المتواجد في منطقي واحة سيوه ومنخفض القطارة إضافة إلى إنشاء 140 ملاحة جديدة علي ساحل البحر الأحمر غير المستغل على الإطلاق بالرغم من أنه أعلى تركيز في الملوحة وأعلى في درجة سطوع الشمس بالإضافة إلي شدة الرياح وعدم تساقط الأمطار بغزارة في هذه المنطقة .
الإنتاج الكلي
بلغ إجمالي إنتاج مصر من الملح "كلوريد الصوديم _كبريتات الصوديوم _كبريتات الماغنيسيوم " خلال عام 2012 _2013 3.89 مليون طن ، بقيمة مالية تزيد عن 155.8 مليون جنيه وقد تم إنتاج معظم هذه الكمية من ملاحات محافظات الاسكندرية وشمال سيناء وبورسعيد والفيوم ودمياط والبحيرة والبحر الأحمر ، بينما تم تصدير حوالي 15 ألف طن من الملح بقيمة مالية زادت عن 1.75 مليون جنيه .
الاستغلال الاقتصادي
ويتواجد الملح في الطبيعة علي عدة أشكال منها من له أهمية كبيرة ويمكن استغلاله اقتصاديا منها محاليل الملح ، طبقات الملح ، قباب الملح رواسب سبخات ساحلية وداخلية وهناك ثلاث طرق للتعدين منها التعدين الجاف والتعدين المحلولي والتبخير الشمسي ويتم معالجة الملح الصخري بالطحن والتكسير للحجم المطلوب ، أما الرواسب الملحية الصخرية المتطبقة فتعالج بطريقة أخرى sortex process مع أو بدون طريقة الالتصاق الحراري لرفع درجة التركيز كلوريد الصوديوم من ك97 % إلي 99 % فأكثر أما الخام النقي فيعالج بطريقة البلورات صغيرة الحجم" 10 مش " حيث يتم إذابة الخام في درجات مرتفعة ثم يترك ليبرد تدريجيا فتترسب بلورات الملح النقية.
الأسعار العالمية
تتفاوت أسعار الملح في الأسواق العالمية علي حسب النوع والاستخدام والسوق هذا وقد شهدت أسعار الملح تذبذب ملحوظ خلال سنوات 2011 _ 2012 _ 2013 حيث يترواح سعر الملح الشمسي solar salt وهو من انقي أنواع الملح والذي ينتج من التبخر بالشمس ما بين " 51 دولار _ 70 " والملح الصخري rock salt والذي يتراوح ما بين 36 % دولار إلي 38 .5 دولار والمحلول الملحى salt in brine ما بين 8.1 _ 8.5 دولار وفي المجمل فقد تراوح متوسط سعر الملح الخام في خلال هذه السنوات 170 _ 175 دولار / للطن ".
نظرة على التاريخ
يعد الملح من أقدم الخامات التي عرفها الإنسان منذ الخليقة واستخدمه في بعض الأغراض البسيطة، ومن أقدم مناجم الملح الموجودة في العالم منجم "كيورا "في باكستان ،وهو ثروة اقتصادية تمثل أكبر ثاني احتياطي للملح علي مستوى العالم كما أنه يعتبر شاهدا ظل صامدا عبر الزمن علي جمال وسحر الملح الذي تحول عبر ألاف السنين إلي منحوتات بلورية ولوحات فنية تخطف الأبصار وتجذب الزوار من كل حدب وصوب .
فرسان الأسكندر المقدوني واكتشاف منجم "كيورا "
ويعود سبب اكتشاف هذا المنجم إلي الخيول التي كان يمتطيها فرسان الأسكندر المقدوني ، والتي كانت تلعق الصخور في هذه المنطقة بعد المعركة التي خاضها الاسكندر مع حاكم المنطقة قرب نهر "جهلم " والمنجم عبارة عن انفاق من سبعة عشر مستوى تضم صخورا مالحة براقة ، ويتواجد الملح فيه بألوانه الثلاثة " الأبيض والأحمر والوردي ، ، حيث يشكل مجسمات تستوقف الزائر مليا وكأنها تروي له قصة وجودها منذ ألاف السنين حيث كان يمر بهذا المكان بحر تبخر تاركا خلفه هذا المنجم الرائع ، وقد حولت عوامل التعرية سلسة جبال " كيورا" التي يبلغ طولها 300 كم وعرضها يتراوح بين "8_30 " إلي متحف طبيعي له رونق فريد يشد الانتباه فألوان الملح الزاهية تزين الجدران والممرات عن اليمين والشمال أما هبوط الملح فهي تتلالأ في سقف المنجم كأنها حملت عناقيد متلألأة نحت علي مهل .