موسم سقوط "المستريحين".. خبراء يحذرون من تفشي ظاهرة النصب بزعم توظيف الأموال
الثلاثاء، 01 يناير 2019 10:00 م
ظاهرة لافتة انتشرت مؤخرا بالنصب على المواطنين بزعم توظيف الأموال عبر ما يطلق عليهم "المستريحين" ، فبالرغم من الكشف عن خديعتهم سابقا، وإلقاء الأجهزة الأمنية القبض على العديد منهم بعد استيلائهم على ملايين الجنيهات من المواطنين الراغبين فى استثمار أموالهم، مقابل الحصول على أرباح شهرية إلا أن المزيد من الضحايا مازالوا يتساقطون فى قبضتهم.
وألقت مباحث مكافحة جرائم الأموال العامة القبض على شاب يدعى "أسامة.ز" بكفر الشيخ لاتهامه بالاستيلاء على مبلغ مليون ومائتان ألف جنيه من المواطنين لاستثمارها فى مجال التجارة واحتياله على ضحاياه.
وفى محافظة سوهاج ألقى رجال المباحث القبض على "محى الدين.ص" مدرس" وسيدة تدعى "نصرة.ه" لاتهامهما بالاستيلاء على 27 مليون و700 ألف جنيه من عدد كبير من المواطنين بقصد توظيفها فى الاستثمار العقارى مقابل أرباح شهرية.
كما ألقى رجال المباحث القبض على مدرس آخر بمحافظة الاسكندرية، لاتهامه بالاستيلاء على مبلغ 8 ملايين جنيه من 21 مواطنا، لاستثمارها فى مجال تجارة مواد الطباعة وكاميرات المراقبة، واحتياله على المواطنين.
ونتيجة لخطورة ظاهرة المستريح، وتكرارها بشكل دائم، أصدر النائب ماجد طوبيا عضو مجلس النواب بيانا للتحذير من تلك الظاهرة "المستريح"، وطالب المواطنين بعدم الانسياق خلفهم، وإن كان هناك بد من استثمار أموالهم عليهم بالتعامل مع الجهات الموثوق فيها، أو التحرى عن مثل هؤلاء الأشخاص قبل أن يعطوهم كل أموالهم "تحويشة عمرهم،" كما أن هناك العديد من المجالات التى يستطيع الإنسان أن يستثمر أمواله بنفسه ولكن يبدو أن هناك من يريد أن يستثمر دون عناء أو جهد.
وشدد النائب ماجد طوبيا فى بيانه على ضرورة زيادة الوعى من خلال وسائل الإعلام جميعها على أن يتم مصادرة الأموال التى يتم ضبطها مع المستريحين لصالح الدولة وذلك حتى لا يقدم البعض على ضياع أموالهم بعدما أصبحت هذه الظاهرة منتشرة بشكل كبير.
ومن جانبه قال اللواء محمد نور مساعد وزير الداخلية السابق والخبير الأمنى،أن السر فى انتشار جرائم النصب على المواطنين، فيما يسمى ظاهرة "المستريح"، هو طمع المواطنين الراغبين فى استثمار أموالهم فى الحصول على أرباح شهرية كبيرة، دون بذل أى مجهود وفى فترة قصيرة.
وأضاف نور الدين أن الضحايا يرفضون استثمار أموالهم فى مشاريع خاصة بهم، ويلجأون إلى الأشخاص الذين يدعون استثمارها طمعا فى أرباح شهرية أعلى من فوائد البنوك، حيث يبدأ النصاب فى جذب ضحاياه لإيقاعهم فى الفخ، من خلال دفع أرباح كبيرة لهم لعدة أشهر متتالية، لحين الحصول على مبالغ مالية كبيرة، ثم يدعى تعثره فى تجارته، ويستولى على النقود ويهرب سواء داخل أو خارج البلاد قبل لجوء الضحايا للأجهزة الأمنية للإبلاغ عنه.
وتابع مساعد وزير الداخلية السابق حديثه قائلا، أن المحتالين يوهمون ضحاياهم بالاستثمار فى عدة مجالات، منها تجارة الملابس والأجهزة الكهربائية، أو المواد البترولية والاستيراد والتصدير، وبالرغم من نجاح الأجهزة الأمنية فى القبض على العديد من المتهمين المتورطين فى تلك القضايا، إلا أن الأمر ما زال يتكرر بشكل كبير، حيث أن الضحايا لا يتعلمون من تجارب من سبقوهم، وهو ما يفتح الباب أمام المزيد من النصابين للاحتيال على المواطنين.
وأضاف الدكتور إيهاب يوسف خبير إدارة المخاطر الامنية أن سبب تكرار جرائم النصب على المواطنين والاستيلاء على ثرواتهم بحجة استثمارها والحصول على أرباح شهرية يعود إلى عدم وجود رؤية لاستثمار نقودهم بمشاريع خاصة بهم، وعجزهم عن إدارتها، بالإضافة إلى الخوف من الفشل فى إقامة تلك المشروعات وخسارة ثرواتهم بها، مما يدفعهم لاستسهال إيداع النقود لدى شخص يعدهم بأرباح شهرية كبيرة، مع الحق فى استرداد أصل المال فى أى وقت يرغب به صاحبه.
وقال الدكتور إيهاب يوسف أن العديد من المحتالين المتورطين فى قضايا نصب، يحصلون على ثقة ضحاياهم بسهولة، حيث إنهم يكونوا من دائرة معارفهم وأصدقائهم أو جيرانهم، مما يسهل الوقوع فى مصائدهم، والإستيلاء على أموال الضحايا بسهولة.
وطالب يوسف وسائل الإعلام بعرض قصص ونماذج للمجنى عليهم، حتى يتعرف المواطنين على خطورة استثمار نقودهم بتلك الوسيلة، وضرورة اللجوء للجهات الموثوق بها للاستثمار.