صاح في سجون أردوغان "هنا كردستان".. واقعة تعذيب كردي وإجباره على تحية تركيا
الأربعاء، 02 يناير 2019 12:00 م
تستمر سياسات أردوغان القميعة تجاه الأكراد، لعام جديد، فلم يكتفي الرئيس التركي بمطاردة أكراد كردستان والقضاء عليهم، خاصةً بعد قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بسحب قوات بلاده من سوريا، حيث ظن أردوغان خلاء الساحة السورية والعراقية له، للقضاء على من يظنهم إرهابيين.
وطلب الحكومة التركية إلغاء كردستان من على "جوجل إيرث"، بل مارس الرئيس الديكتاتور القمع ضدهم داخل سجونه لتكون نسخة من مآسي غوانتانامو.
"هنا كردستان".. كلمة صاح بها مواطن كردي في سجون أردوغان، بعد القبض عليه من قِبل قوات الديكتاتور منذ يومين، وطوال فترة احتجازه البالغة 3 أيام، حاول الضباط الأتراك داخل مديرية الأمن إجبار الشاب الكردي هاقان أيدمير، على ترديد النشيد الوطني التركي، فيما وجد والده صعوبة في التعرف عليه بعد أن تبدلت ملامح وجهه بفعل التعذيب، وذلك في واقعة عنصرية جديدة تضاف إلى سجلات الانتهاكات الأردوغانية في حق الأكراد.
لم يتوقع الشاب العشريني أن العبارة التي تفوّه بها ستكون سبب سحله وتعريضه للإهانة دون أدنى مراعاة وما سيلحق به -خاصةً أنه يعاني من مرض نفسي- داخل مديرية الأمن في مدينة وان. يقول الشاب التركي لوسائل إعلامية أنه ذهب إلى أحد البنوك للحصول على كلمة المرور لبطاقت الائتمانية ، وقتها قال له أحد موظفي البنك أنه سيتم إرسال رسالة نصية إلى هاتفه، وبعد ان أوضح الشاب الكردي لموظف البنك أنه لا يحمل هاتف أخبره الأخير أنه لا يوجد حل لمشكلته، فأوضحت له أنني لا أحمل هاتفا، وخرجت حزينا لعدم تلبية طلبي.
بحسب صحف تركية، يقول الشاب إنه في تلك اللحظة فقد أعصابه وقال "هنا كردستان".. وقعت عبارة الشاب الكردي كالصاعقة على أسماع موظفي البنك، وسرعان ما حضر مسؤولو الأمن واصطحبوه إلى الطابق الثاني، ذهب معهم الشاب وكانهم يحاولون قتله مُعاودًا الصراخ "هنا كردستان"، فأرسلوه إلى مديرية الأمن، وهناك تعرض للسحل والإهانة حسب تصريحاته للصحافة التركية.
ويعاني أيدمير من أزمة نفسية حادة واعتلال الأعصاب، بعد فقدان والدته في الزلزال الذي ضرب مدينة "وان" في أكتوبر 2011، وفي البنك حاول أن يشرح ظروفه للموظف لكنه تقاعس عن حل مشكلته.
لم يقترف الشاب الكردي ذنب يدعوا قوات أردوغان من سحله وتعذيبه في السجون خاصةً وأنه مريض نفسي، حتى أن والده محمد نوري أيدمير أقام دعوى قضائية ضد موظفي مديرية الأمن بسبب معاملتهم القاسية لابنه المريض وقال: "ابني مريض نفسي، وتعرفت عليه بصعوبة عندما ذهبت لرؤيته في مديرية الأمن لفرط ما تعرض إليه من تعذيب على أيدي الضباط".
مبنى المُديرية .. 3 ليالي تعذيب ووجبة واحدة
في مبنى المديرية، تعمّد رجال الأمن التركي إيذاء الشاب جسديًا ونفسيًا، كان كل من يمر من أمامه يسأله "أين نحن هنا؟" .. ليرد هو "هنا كردستان"، ليقابل موجة جديدة من الضرب والسباب والتعذيب، وبعد صياحه داخل سجون الديكتاتور باسم بلاده، حاول ضباط المديرية إجبار الشاب على ترديد النشيد الوطني التركي.
"تناولت وجبة واحدة طوال فترة احتجازي".. لم تحضر السلطات التركية للمجني عليه سوى وجبة واحدة طوال فترة احتجازه البالغة 3 أيام، ورغم مُناشداته للشرطة لعدم التعرض له بالضرب والإهانة لأنه مريض.. " لا أريد أن أتذكر ما حدث معي، لقد أنهكت بشكل كبير".