أساطير مساعدة الكائنات الفضائية لبناة الأهرامات لا تتوقف: أحمس يا «إكسبرس»
الإثنين، 31 ديسمبر 2018 04:43 م
من جديد أعادت صحيفة «ديلي إكسبرس» البريطانية، حديث أساطير الكائنات الفضائية التي ساعدت الفراعنة المصريين في بناء الأهرامات، إلى الأضواء، بعد أن نشرت مقطع فيديو أبيض وأسود، قالت إنه لقطات نادرة من مهمة سرية تسمى (مشروع ISIS)، الذي تم من خلاله اكتشاف مومياء كائن فضائي يعود لأيام الفراعنة، بحسب الصحيفة.
وذكرت الصحيفة البريطانية، في وقت سابق من يوم الإثنين، أن هناك تقارير تزعم أن عملاء الاستخبارات السوفيتة KGB، كانوا يقودون المهمة عام 1961حيث عثروا على مومياء في مقبرة بمنطقة ما في الجيزة في مصر تعود لـ 13 ألف سنة.
وتشير الأساطير الخاصة بالغرباء أو الكائنات الفضائية، إلى أن حضارات مثل الحضارة المصرية القديمة والإنكا، زارهم كائنات متقدمة من كواكب أخرى ساعدتهم على بناء الأهرامات الرائعة وغيرها من المعالم الأثرية الموجودة حتى يومنا.
وإذا كان هذا الفيديو حقيقا فإنه يمكن التعرف على سر حادثة «روزويل»، عام 1947، حيث سقط شيء ما وتحطم في مزرعة مواشي بالقرب من مقاطعة شافيز في نيومكسيكو، أشيع وقتها أنه سفينة فضائية من خارج كوكب الأرض وأن الجيش الأمريكي عثر على جثث طيارين فضائيين.
وأشارت تقارير إلى أن الفيديو المنشور حاليًا، الذي يراه الكثيرون خدعة متقنة، هو لمشروع ISIS الذي يتضمن علماء مصريات من الأكاديمية السوفينية للعلوم وعلماء آخرين وخبراء عسكريين، كما يُزعم أن المهمة كانت بقيادة سامي شرف، الذي كان في ذلك الوقت مساعد الرئيس جمال عبد الناصر.
واستكمالا للمزاعم فإن الفيديو سربه مصدر روسى لم يتم الكشف عن اسمه، قال إنه حصل على مقطع الفيديو عبر مافيا سرقتها من السجلات السرية للاستخبارات الروسية. وقال متشككون إنه من المستحيل تأكيد صحة شريط الفيديو أو ما إذا كانت المومياء لكائن غريب، وإنه ربما لمقبرة فرعونية بالفعل لكن لأحد ملوك مصر أو النبلاء.
فيما قالت قناة «سي في»، لأفلام الخيال العلمي، إن خبراء الطب الشرعي حللوا الفليم وأكدوا أنه حقيقي، دون أن يؤكدوا هوية المومياء، ونقل فيلم وثائقي للقناة شهادات من مسئولين كبار كانوا يعملون في جهاز المخابرات السوفيتية، تؤكد صحة القصة وأن المومياء لم تكن لبشري.
ودأبت الصحف الأجنبية الصفراء والباحثة عن مشاهدات أكبر، على استخدام الأخبار المتعلقة بالحضارة المصرية بين الحين والآخر، لكن الأمر بات يخرج عن المألوف، خاصة بعد وقوع صحف كبيرة مثل «ديلي إكسبريس»، في فخ الأساطير، إذ تنشر بشكل شبه أسبوعي خبرا من عينة «أدلة جديدة على وجود حضارة فضائية قامت ببناء الأهرامات».
وتقول الأثرية صباح عبد الرازق، مدير عام المتحف المصري بالتحرير، إن الحديث عن اكتشاف كائنات فضائية داخل مقبرة مصرية، يدعو للضحك والسخرية من الزاعمين لهذه المقولات الكاذبة والملفقة للحضارة المصرية القديمة.، موضحة أن ما ينشر من أكاذيب، الهدف منه الإساءة لحضارتنا التي لم يتم تشيدها إلا بأيدى المصريين القدماء.
وأكدت مدير عام المتحف المصري بالتحرير، أن هذا الكلام لن يؤثر على الحضارة المصرية القديمة، وعلينا عدم الالتفات لمثل هذه الأكاذيب، فالتاريخ المصري القديم صار معروفا للجميع، وما فعله أجدادنا هو ميراث على قدرتهم المتميزة منذ آلاف السنين.
وفى النصف الثاني من القرن العشرين، بدأ الهوس بفكرة الكائنات الفضائية، وأن مبان ضخمة مثل الأهرامات لا يمكن أن يتم بنائها بأدوات بدائية وأن التفسير الوحيدة بالنسبة لأصحاب نظريات المؤامرة هو أن هذه الكائنات تزور الأرض باستمرار ولذا لا بد أن تترك أثارا وتم تزييف صور للنقوش الفرعونية بحيث تظهر وكأن هناك طائرات هليكوبتر أو غواصات منقوشة على الجدران المصرية، لكنها فى الحقيقة مجرد صور مزيفة.
بحسب موقع «لايف ساينس» فإن الحضارة المصرية تحديدا كان هناك فترة انقطاع طويلة بين نهايتها وبين إعادة اكتشافها فلا أحد خلال العصور الإسلامية أو العصور الوسطى كان يفهم أي شيء عن اللغة المصرية القديمة، بالتالي فتح هذا المجال لأي شخص بأن يقول أي تفسير حول أي لغز يتعلق بمصر القديمة.
ويقول عالم الآثار الدكتور حسين عبد البصير، مدير متحف الآثار بمكتبة الإسكندرية، إن المزاعم التي تمت إثارتها بشأن وجود كائنات فضائية داخل التوابيت المصرية لا صحة لها فلا توجود أية كائنات فضائية في أية توابيت مصرية تخص الحضارة المصرية.
ويضيف عبد البصير، في تصريحات صحفية، أن الأهرامات المصرية بناها المصريون القدماء ولا أحد غيرهم، فقد فعلها المصريون القدماء وذلك مثبت من خلال الأدلة الأثرية المتمثلة فى مقابر العمال بناة الأهرامات والتى اكتشفها عالم الآثار المصرى الدكتور زاهى حواس وفريقه عام 1990.
ويتابع: «تم اكتشاف برديات وادي الجرف وهي الدليل اللغوي على أن الأهرامات بناها المصريون. وتحكي هذه البرديات عن يوميات العمال الذين شاركوا في بناء الهرم الأكبر في عهد الملك خوفو، التي تؤكد على أن الهرم الأكبر كان مشروعًا قوميا لمصر كلها وكان يساهم فيه كل المصريين في الدلتا والصعيد، وأن الهرم هو الذي بني مصر الفرعونية».
ووصف الدكتور عبد البصي، بأن ما قيل في هذا الصدد هو محاولة فاشلة وغير جيدة لتشويه صورة الحضارة المصرية وسلبها أهم إنجازاتها الحضارية العريقة. وأضاف الدكتور عبد البصير إن هذه المحاولات اليائسة لن تجدي وهى أشبه بفقاعة هواء، وأن الحضارة المصرية القديمة حضارة عظيمة بناها المصريون القدماء ولا أحد غيرهم وأن سحرها ما يزال يدهش الجميع في أنحاء العالم منذ أقدم العصور إلى الآن.