بحيرة قارون تحت حصار الملوحة والطفيليات
الأحد، 30 ديسمبر 2018 02:00 صخاص الفيوم
محافظ الفيوم: درسنا المشكلة ووضعنا خطة للنهوض بالبحيرة
تعد بحيرة قارون أحد أشهر المعالم السياحية فى محافظة الفيوم فهى من أقدم البحيرات على مستوى العالم، لكن الإهمال الذى ضربها قد يؤدى إلى موتها سياحيا وبيئيا، فبحيرة قارون تعانى من ارتفاع نسبة الملوحة بسبب مياه الصرف الزراعى والصحى والمخلفات العضوية التى تقضى بدورها على الثروة السمكية، وتلوث مياه البحيرة كان له أثر فى قله عدد السائحين القاصدين لها، حيث إن البحيرة كانت تعد من ضمن أكثر الأماكن السياحية جذبا لسياحة اليوم الواحد.
فى البداية قال على رمضان عبدالحفيظ نقيب الصيادين بالفيوم إن البحيرة مساحتها 55 ألف فدان لها شريانان هما مصرف البطس ومصرف الوادى، ومصرف البطس طوله 168 كيلو، ويمر بما يقارب 100 قرية، يأتى محملا بمياه الصرف الصحى والزراعى والصناعى، ويتم تفريغ قرابة 176 مليون متر مكعب سنويا من المياه الملوثة فى البحيرة، وبناء على ذلك حدث نفوق جماعى للأسماك لارتفاع معدلات التلوث وخاصة الامينا وظهور حشرة «الإيزوبودا» وقد هاجرالصيادون من الفيوم إلى أسوان ومدن القناة والبحر الأحمر.
وتحدثنا مع اللواء عصام سعد محافظ الفيوم فى حضور مدير منطقة وادى النيل ووكيل وزارة الرى، مؤكدين أن المشكلة قاربت على الانتهاء حيث تم إعداد خطة خلال 19 شهرا بتزويد البحيرة بالمياة حوالى 80سم لتقليل نسبة التلوث والملوحة، ما سوف يساعد فى القضاء على الطفيليات، ونطالب الجهات الحكومية بتزويد تنمية الزريعة التى يتم إنزالها فى البحيرة، لأن فى السابق كان يتم إنزال 27 مليون زريعة، أما الآن فيتم إنزال 5 ملايين زريعة فقط.
وأضاف الحاج رزق أنور محمود، 63 سنة، لا بد من مراعاة البعد الاجتماعى للصيادين، حيث تم تشريدهم وأصبحوا الآن يغادرون البلاد للبحث عن لقمة العيش لسد احتياجاتهم.
وأكد الحاج عبدالتواب وفيق عبدالله 58 سنة على مطالبة اللواء خالد شلبى، مدير أمن الفيوم بدعم شرطة المسطحات بأفراد ولانشات وسيارات وضباط المسطحات فى الخدمة، ولا يعملون فى خدمات أخرى وذلك لمنع الصيد الجائر والشباك المخالفة «الفتلة الحمراء» حتى يتم الحفاظ على الثروة السمكية. من جانب آخر قال المهندس أيمن محمد مدير عام منطقة وادى النيل للثروة السمكية بالفيوم، إن بحيرة قارون من البحيرات المغلقه تخضع لخطة تنمية بالزريعة من الأنواع المختلفة، والحفاظ على المخزون السمكى ومنذ عام 2012-2013 تلاحظ ارتفاع نسبة التلوث بالبحيرة، ما أدى إلى إجراء البحوث والتحاليل
والدراسات، والتى أوضحت أن مياه البحيرة تحتوى على طفيلات «الأيزويودا» وهذه الطفيلات لها الأثر السلبى على حياة الأسماك، إلى أن انتهى الرأى العلمى بإيقاف جميع خطط التنمية للبحيرة لحين القضاء على هذه الطفيلات، وبالفعل ونحن على مشازف نهاية2018 م نستطيع أن نقول إننا فى المرحلة النهائية للقضاء على الطفيل،
وفى هذا المجال قامت الهيئة العامة لتنمية الثروة السمكية بوضع 5 ملايين وحدة زريعة من الجمبرى «الفانمى»، مما له مميزات مقاومة من ظروف التلوث، بالإضافة إلى أنه يتغذى على براقات طفيل «الأيزوبودا»، ونعلم تماما أن البحيرة تعتمد فى تغذيتها على مياة مصرفىّ البطس والوادى بالإضافة إلى 12 مصرفا فرديا وزراعيا، وبعد ثورة يناير قام بعض الأهالى بتوصيل الصرف الصحى لمنازلهم على تلك المصارف، ما أدى إلى ارتفاع معدلات التلوث بالبحيرة، وقد قامت الهيئة بإنشاء مشروع قومى الحزام الآمن على أكبر مصرف مغذ للبحيرة البطس، وذلك بإقامة حوض تسريب وتهدئة وقنوات شعاعية وفلاتر هوائية، وقد تم إنهاء المرحله الأولى من هذا المشروع وجار التنسيق فى تنفيذ المرحلة الثانية، وقد لمسنا الأثر الإيجابى فى تحسين خواص المياه فى البحيرة لهذا المشروع.
من جانب آخر قال اللواء عصام سعد محافظ الفيوم، إننا درسنا مشكلة البحيرة ووضعنا الحلول المناسبة لها، وتمت زيادة أعداد زريعة الجمبرى، ومقاومة حشرة الأيزوبودا، وتطهير بحيرة قارون من مياه الصرف الزراعى والصناعى والصحى، والعمل على إزالة طبقة الحمئة المترسبة بقاع البحيرة. وأكد المحافظ على ضرورة التنسيق بين هيئة الثروة السمكية، والمسطحات المائية، ومجالس المدن التى تقع بحيرة قارون فى نطاقها، وجمعية الصيادين، فى الارتقاء بالبحيرة والحفاظ على الحياة المائية فيها.
وشدد على مسئولى الثروة السمكية بزيادة أعداد الزريعة حتى تكون البحيرة جاذبة للصيادين وتفتح بابا جديدا للرزق، وتوفر فرص عمل لأهالى المنطقة المجاورة لها، مؤكدا على تحليل عينات المياه أولاً بأول، بعد معالجتها للتوسع فى محطات الفلترة مستقبلا، وذلك خلال تفقد محطة الفلترة بالحزام الآمن التى تستقبل مياه مصرف البطس ويتم ضخها مرة أخرى إلى بحيرة قارون بعد معالجتها.