التنظيم أطلق إصدار «أعد نفسك».. ماذا قال الأزهر عن محاولة «داعش» للتلاعب بعقول أتباعه؟
السبت، 29 ديسمبر 2018 02:00 ص
لمواجهة تنظيم داعش الإرهابى وتصحيح المعلومات المغلوطة والفتاوى الكاذبة لتنظيم داعش الإرهابى يصدر مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية، عدد من التقارير والدراسات والأبحاث والبيانات الصحفية شهريا وإسبوعيا التى يبثها التنظيم لأعضائه وهو الأمر الذى ساهم مؤخرا فى مواجهة التطرف بالفكر مما تسبب فى تراجع ملحوظ لتنظيم داعش الإرهابى الذى ظل يستخدم مناهج مغلوطة وفهم سقيم وممارسات إجرامية لشهور عديدة.
وفى آخر تقرير له قال مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية إن موجات الإرهاب شهدت تراجعًا خلال الأسبوع الثالث من ديسمبر مقارنة بالأسبوع الثاني، حيث نُفِّذ نحو (22) عملية إرهابية في (10) دول، أوقعت (227) ما بين قتيل وجريح، في حين أن الأسبوع الثاني كان قد شهد تنفيذ أكثر من (29) عملية في (14) دولة موقعة (282) ما بين قتيل وجريح.
وأشار المرصد إلى استمرار تربع أفغانستان على قائمة الدول الأكثر تعرضًا للعمليات الإرهابية خلال شهر ديسمبر، حيث شهدت في الأسبوع الماضي (6) عمليات ضد قوات الأمن الأفغاني نفذتها حركة طالبان، فيما حلت نيجريا بالمركز الثاني كأكثر الدول تعرضًا للعمليات الإرهابية خلال الأسبوع الماضي، حيث شهدت (3) عمليات ضد قوات الجيش النيجيري نفذها تنظيم بوكو حرام، في حين ادعت صحيفة النبأ الأسبوعية التابعة لداعش في عددها رقم (161) تنفيذ ثلاث هجمات خلال الأسبوع بنيجيريا بمنطقة بحيرة تشاد.
وتزامنًا مع الاضطرابات المحلية أكد المرصد أن (العراق، سوريا، مالي) كونها مناطق صراعات شهدت عددًا من العمليات بواقع عمليتين في كل دولة نفذتها مجموعات مسلحة مختلفة، ففي العراق نفذ داعش الهجومين، بينما تناصفت هيئة تحرير الشام وغضب الزيتون العمليتين في سوريا.
وأكد المرصد أن المؤشر الأسبوعي كشف كذب وتضليل ما ينشره تنظيم داعش عبر صحيفة النبأ الأسبوعية، التي أكدت في عددها رقم (161) على تنفيذ أكثر من (76) عملية راح ضحيتها أكثر من (184) خلال الأسبوع الماضي، وهي أرقام غير حقيقية وخادعة يستخدمها التنظيم لتضليل عناصره والرأي العام العالمي.
وقال وحدة رصد اللغة العربية بمرصد الأزهر لمكافحة التطرف، أن تنظيم داعش الإرهابى فى بداية نشأته لم يكن له أى إصدار مكتوب أو مرئى ولكن يشتمل على حديث متغطرس ظل يستخدم مفهوم الفرقة الناجية لجذب الشباب وتنفيذ عملياتها الإجرامية من خلال مناهج مغلوطة وفهم سقيم وممارسات إجرامية.
وأوضحت وحدة رصد اللغة العربية فى تقرير نشرته على موقع مرصد الأزهر لمكافحة التطرف أن هناك اختلافا شاسعا بين فلسفة الجهاد وحكمته لدى المؤمنين، وبين ما تمارسه التنظيمات الإرهابية وعلى رأسها داعش وتسميه جهادًا، ويظهر من خلال ذلك أيضًا الفرق الكبير بين تأييد الله تعالى للمؤمنين في جهادهم ضد من اعتدى عليهم، وبين تلك الممارسات الإجرامية التي يقوم بها هذا التنظيم، فإنَّ جهاد الصحابة لم يكن يومًا لفرض السيطرة، أو تعطشًا للدماء، بل كان جهادًا دفاعيًّا ضد من اعتدى على حياض الإسلام، أو حاول فرض سيطرته على المسلمين، فالمسلمين لم يقتلوا أعزل أو مسالم لهمولم ينقل عنهم حرق أسير أو ذبحه، ولم يكرهوا أحد أو يجبروه على اعتناق فكر بعينه، فالأمر مختلف تماما عند داعش.
وأشار التقرير إلى أن تنظيم داعش يتلاعب بعقول أتباعه ببث الروح التي تدعوهم إلى مزيد من الصبر والتّحمل بعد ما لحقتهم الخسائر بأشكالها المختلفة، لينقذ ما تبقى من روحهم المعنوية ، إلا أنه من الواضح جدا أن خطاب داعش قد بات هزيلا منكسرا، بعد ادعاء القوة والغلبة فترة من الزمن، مما يعطي دلالة واضحة أن هذا التنظيم قد انهزم نفسيا هزيمة لا تقل عن هزيمته العسكرية، بدليل انشقاق الشباب عن داعش والعودة إلى أوطانهم بعدما ظهرت لهم حقيقة هذا التنظيم الذي غرر بهم للمشاركة بين صفوفه للقيام بأعمال إرهابية إجرامية.
وأشار التقرير إلى أن البغدادي أصدر في أكتوبر الماضي أوامره بإعدام 320 من عناصره بتهمة خيانة الأوامر وتسببهم في إلحاق خسائر بالتنظيم مما يوضح توالي الهزائم وفداحة الخسائر التي لحقت بداعش تسببت في إصابته بالوهن، وأصبحت علامات الانهيار الداخلي ظاهرة لا تخفى،كما أن التنظيم يعاني الآن من تخبط شديد أوصله إلى حالة من اليأس.
وقال التقرير أن المقطع الصوتي المنسوب لأبي بكر البغدادي زعيم التنظيم الذي بثته المواقع التابعة للتنظيم ثاني أيام عيد الأضحى المبارك 1439هجرية، وتضمن تغير الرسالة بشكل واضح، حيث تغيرت لغة القوة والاستعلاء إلى لغة الدعم والمواساة ليزعم أمام أنصاره أن خسارتهم وهزيمتهم لحكمة إلهية لتهذيب نفوسهم وإصلاح اعوجاجهم، ويدعى أن البلاء والمحنة بمنزلة الطبيب يسقي العليل الدواء الكريه، ويقطع منه العروق المؤلمة لاستخراج الأدواء منه، ولو تركه لغلبته الأدواء، حتى يكون فيها هلاكه ، وبهذا يحاول البغدادي أن يؤكد تلك الفكرة الخرافية التي تسيطر على عقلية المتطرف بأنه في كل حالاته من الهزيمة أو النصر أقرب وأحب إلى الله ليمتحن إيمانه وصبره ومدى ثباته على الحق، وإذا انتصر فإنَّ الله أيَّده ونصره وأظهر الحق على يديه؛ ما يجعل الإرهابي يسير في ظلماتٍ بعضها فوق بعض لا يبصر سوى طريق القتل والعنف ولا يفكر أن يعود عن هذه الطريق لإيمانه أنها طريق خلاصه.
وقال مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية إن تنظيم "داعش" الإرهابي قد أطلق إصدارًا مرئيًّا جديدًا بعنوان: "أعد نفسك"، صادرًا عن "المنتصر للإنتاج الإعلامي" باللغة الإسبانية ومترجمًا إلى العربية والإنجليزية، يهدف إلى حشد عناصره وخلاياه النائمة وذئابه المنفردة لتنفيذ الأعمال الإرهابية خلال احتفالات أعياد الميلاد عبر الدهس والتفجير.
ولفت المرصد في بيانه إلى أن التنظيم دعا عناصره ومؤيديه إلى التخفي بين الناس حتى لا يُعرفوا، حيث قال في الإصدار: "لنسفك دماء هؤلاء الكفار، ادخلْ حشودَهم والبس ملابسهم مع عبوة متفجرة لا تراها عيون الذين لا يؤمنون بالغيب، قم بتفجيرهم وازرع الذعر والرعب في قلوبهم .. أرعب كل نظام يدعو للشر والكفر".
يأتي ذلك تزامنًا مع دراسة أعدها المرصد حول عمليات الدهس التي قام بها التنظيم منذ ظهوره، والتي بلغت نحو (11) عملية إرهابية نتج عنها مقتل وإصابة نحو (892) في كلٍّ من: بريطانيا، وإسبانيا، وفرنسا، والولايات المتحدة الأمريكية، وألمانيا وكندا.
وأوضح المرصد أن التنظيم دعا أعضاءه ومناصريه خلال الفيديو الذي استغرقت مدته 8 دقائق، إلى استهداف تجمعات المسيحيين أثناء احتفالات أعياد الميلاد، بأي طريقة ممكنة سواء بالأحزمة الناسفة أو الدهس بالسيارات والطعن بالسكاكين، موجهًا من لم يستطيعوا "الهجرة" إلى التنظيم أن يعملوا على إرهاب المواطنين الغربيين.