فنانون في تزوير التاريخ.. إسرائيل سرقت فلسطين بوعد بلفور وادعت تهجير اليهود قسريا
الخميس، 27 ديسمبر 2018 09:00 مصابر عزت
فن تزوير التاريخ.. احترفت إسرائيل على مدار السنين الماضية، الكذب والتدليس، ومحاولتها الدءوبة لتغيير الواقع، وبث الأكاذيب التاريخية، الرامية لمحاولة عرضها على العيان، وكأنها حقائق دامغة ومسلم بها.
مؤخرا بدأت إسرائيل الترويج مرة أخرى، لتهجير اليهود قسريا من مصر، في أعقاب قيامة دولة إسرائيل، ضمن وعد بلفو- وعد من لا يملك لمن لا يستحق- والذي على خلفيته احتلت إسرائيل فلسطين، وبدأت محاولة التوغل، والنخر في بدن الوطن العربي.
ويبدو أن محاولات إسرائيل الدءوبة، كان لها مفعول إيجابي على الكاتبة المثقفة فاطمة ناعوت- كما تدعي تصف نفسها- فبعد أن روجت «ناعوت»، لتهجير اليهود قسريا من مصر، متناسية أن اليهود آنذاك رحلوا إلى دلتهم المزعومة، بملء إرادتهم، وبعضهم تأمر على مصر، وحاول أن يتجسس عليها. بدأت الخارجية الإسرائيلية على الهجوم على الصحف المصرية، مدافع عن اليهود في العلن و«ناعوت» في الخفاء.
يبدو أن المحاولة الأولى لـ«ناعوت»، لم تكن كافية- في الدفاع عن إسرائيل- فعقبها محاولة أخرى، والتي كانت ضمن إحدى مقالتها والتي جاءت بعنوان: «مَن الذي يغازلُ إسرائيل؟»، والذي ظهرت خلاله على حقيقتها- كأنثى- تلقي بالكلام يمينا ويسارا محاولة أن تبعد عنها التهم- كما تعتقد- والحقائق الدامغة- كما تفصلها المواقف.
ذلك بعد أن اختارت الكاتبة التي لا يتخطى تاريخها بضعة أعوام، ولم تصل لمرحلة «الخضرمة الفكرية»- فعلى الرغم من إنها كاتبه «كما يُزعم من كتاباتها» إلا أنها لا تملك هدفا أو فكرا تدافع عنه- الأقلية الجديدة التي تدافع عنها وتقتات من خلفها فتات الأموال الملوثة، والتي تمثلت في إسرائيل.
إلا أن «ناعوت»، قد أثارت حافظة المصريين، بفعلتها، وهو ما تسبب في افتضاح أمرها من خلال دفاع الصفحة الرسمية لوزارة الخارجية الإسرائيلية، عنها، عن طريق مهاجمة الصحف المصرية. وهو ما أسفر عن كشفت السلطات الإسرائيلية لوجهها القبيح، بعدما أعلنت بكل وضوح نواياها العدائية تجاه الدولة المصرية، عبر تزوير الحقائق التاريخية الثابتة، ثم الادعاء الزائف بالسعي إلى السلام والتفاهم مع القاهرة، مدافعة في الوقت نفسه عن فاطمة ناعوت، التي تحاول منذ أيام الترويج لمزاعم التهجير القسري لليهود من مصر.
في هذا الصدد أبدى الكاتب الكبير مكرم محمد أحمد رئيس المجلس الأعلى للإعلام استياءه من الهجوم غير المبرر الذي شنته السفارة الإسرائيلية بالقاهرة على جريدة اليوم السابع وجريدة الأهرام والصحف المصرية.
وقال في تصريحات صحفية: «الصحافة المصرية ليست فى تحد، ولا تحتاج أن تتلقى دروسًا من إسرائيليين، ولا تحتاج صحافة مصر إلي نصائح ولا إلي توصيات، فأقدم جريدة مصرية مثل عمر إسرائيل ثلاث مرات».
وأضاف مكرم أن كل ما جاء باليوم السابع والأهرام وما ينشر بأي صحيفة مصرية هو رد فعل طبيعي للخطط الشيطانية، التي تنفذها إسرائيل لزرع مستوطنات جديدة على حساب الفلسطينيين وعلى حساب مصيرهم.
واستكمل مكرم محمد أحمد: «إذا كان الإسرائيليون حقاً مهتمين بالمستقبل، فعليهم أن يتفهموا جيداً أنه لا يوجد مستقبل علي وجه الإطلاق إلا بسلام عادل وإلا بدولة فلسطينية وعاصمتها القدس».
واختتم رئيس المجلس الأعلى للإعلام حديثه موجهًا رسالة لإسرائيل قائلا: «لا تتحدثون عن المستقبل وأنتم من تنكرون حق الفلسطينيين وتعتدون على حقوق الآخرين».
وفي ذات السياق أكدت النائبة نشوى الديب، عضو مجلس النواب عن الحزب الناصري، وعضو لجنة الإعلام والثقافة بالبرلمان، أن ادعاءات إسرائيل بالتهجير القسري لليهود في مصر، كذب واحتيال على التاريخ، كما أن مهاجمتهم لوسائل إعلام مصرية بينت الحقيقة هو أمر مرفوض، مشيرا إلى أن تلك الأكاذيب الإسرائيلية ليست غريبة على دولة مغتصبة.
وقالت عضو مجلس النواب عن الحزب الناصري، في تصريحات صحفية، إن منهج إسرائيل هو الكذب ولي الحقائق والتدليس على التاريخ من أجل أخذ أكبر قدر من المكاسب، متابعة: استغرب من قيام بعض الكتاب المصريين بمساعدة الإسرائيليين في نشر هذه الأكاذيب ويخرجون بمقالات يدعون فيها وجود تهجير قسري لليهود.
ولفتت عضو مجلس النواب عن الحزب الناصري، إلى أن مصر لم تهجر اليهود بشكل قسري، وإسرائيل ليس لديها أي أدلة على الأكاذيب التي ترددها من آن لآخر، فهم يشوهون التاريخ في محاولة منهم لتحقيق انتصارات في المنطقة.
ومن جانبه عقب المؤرخ الكبير الدكتور عاصم الدسوقي قائلا، إن مهاجمة سفارة إسرائيل على صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» جريدة اليوم السابع، تدل على أنهم يجهلون تاريخهم، وأنصحهم بدراسة ماضيهم بشكل دقيق.
وأضاف المؤرخ الكبير: «قبل أن تتحدث إسرائيل عن الحرية والمساواة عليها أن تحقق المواطنة في إسرائيل، وعدم التحدث عن إعلان أن يهودية إسرائيل تحقق التعايش السلمي، لأن ما تقوله إسرائيل يدل على العنصرية، فمعنى يهودية إسرائيل يدل على لا أنه لا مكان لغير اليهودي لديهم».
أما فيما يتعلق بأكاذيب ما نشرته فاطمة ناعوت حول الخروج القسري لليهود، فقد أوضح المؤرخ عاصم الدسوقي، أنه لابد أن نعلم عدد اليهود في مصر، ففي عام (1947) قبل إعلان إسرائيل كان عدد اليهود 65639، منهم 5 آلاف يحملون الجنسية المصرية طبقًا لقانون الجنسية المصرية الذي صدر عام 1929، لأن قبل هذا التاريخ كان المصريين رعايا الدولة العثمانية، أى ليس لهم جنسية، وعند صدور القانون من كان لا يرغب في الحصول على الجنسية كان لا يتقدم بطلب.
وأشار الدكتور عاصم الدسوقي، إلى أن من إجمالي اليهود الذي يبلغ عددهم 65639 منهم 30000 يحملون جوازات سفر أجنبية، ورفضوا الحصول على الجنسية المصرية رغم أنهم يعيشون فى مصر، ولكنهم رفضوها للحصول على الامتيازات التي كانت تمنحها الدولة العثمانية للأجانب.
وأكمل الدكتور عاصم الدسوقي حديثه قائلاً، إنه في الفترة من 1948 حتى 1951م، أي قبل الثورة المصرية، خرج من مصر 38% من عدد اليهود الموجودين برغبتهم واختيارهم، فجزء منهم ذهب إلى إسرائيل والآخر سافر إلى خارج إسرائيل، لأن الذين ذهبوا إلى إسرائيل هم يهود الموديين والذين يؤمنون بالدولة اليهودية، أما اليهود المصريون الحقيقيون والذين يسمون القرآنيين فهم المؤمنون بحكم الله على اليهود بالشتات وأن ليس لهم دولة، والكثير منهم يخرجون من مصر إلى أوروبا حتى بعد إنشاء إسرائيل.
وأكد المؤرخ الكبير، أن كل من كان يخرج من مصر يخرج لأسباب شخصية، وإذا شاهدنا فيلم «لعبة الست» بطولة الفنان الكبير نجيب الريحاني إنتاج 1943م، نرى أن اليهود باعوا كل ممتلكاتهم خوفًا من انتصار هتلر على بريطانيا والدخول لمصر وحرق اليهود، ومن هنا جاءت فكرة تصفية أعمالهم والهجرة إلى جنوب إفريقيا.
وأشار الدكتور عاصم الدسوقي، إلى أنه عندما قامت ثورة يوليو 1952م، قام الرئيس محمد نجيب بزيارة المعبد اليهودي في 25 أكتوبر 1952، وكتب كلمة تذكارية في دفتر المعبد، فكيف كان هناك معاملة سيئة لليهود في مصر؟، كما أنه عند إلغاء دستور 1923 تقرر تشكيل لجنة لوضع دستور جديد، وضمت اللجنة 50 عضوًا منهم زكى عريبي المحامى رئيس الطائفة اليهودية في مصر بجوار شيخ الأزهر وبطريرك الأقباط آنذاك، فكيف خرجوا من مصر كما تقول «ناعوت»!.
كانت صفحة السفارة الإسرائيلية، واصلت التطاول على الإعلام المصري و«اليوم السابع»، ذلك بعد أن كشفت الصحيفة محاولات الترويج لكذبة التهجير القسري لليهود من مصر خلال القرن الماضي من خلال بعض أنصاف الكتاب والسياسيين ومن يصفون أنفسهم بالنشطاء.
وزعمت الصفحة في بوست جديدة لها أن اليوم السابع تعمل على نشر الكراهية، في محاولة بائسة ومكشوفة للتعمية على القضية الأساسية التي دافعت عنها اليوم السابع، قائلة: «تواصل بعض الأصوات في جريدة اليوم السابع الدعوة إلى الكراهية، وتقول إن إسرائيل عدو الإنسانية بدلاً من التركيز على الحقائق».
وقالت صفحة السفارة الإسرائيلية، أن دولة إسرائيل حكومةً وشعباً، داعمين للسلام مع مصر والتفاهم بكل الطرق الممكنة إن السبب وراء المبادرة هو الكشف عن قصص الناس الذين ما زالوا يحبون مصر والمصريين، وتركوا مصر منذ زمن من دون رغبة في ذلك.
وكان الكاتب الصحفي خالد صلاح، رئيس مجلس إدارة وتحرير «اليوم السابع»، رد على هجوم السفارة الإسرائيلية ضد جريدة اليوم السابع، التي أدعت أن المؤسسة الصحفية تنشر الكراهية ضد إسرائيل، وأنه لابد من الاستماع لقصص اليهود في الشرق الأوسط ،بعد موقف الجريدة الرافض لمزاعم بعض الصغار بوجود تهجير قسري لليهود من مصر.
وقال الكاتب الصحفي خالد صلاح: «سفارة إسرائيل غاضبة من اليوم السابع وبيهاجمونا علنًا لتصدينا للحملة الخائنة حول أكذوبة التهجير القسرى لليهود المصريين والعرب.. ليتأمل الخونة من بعض أنصاف المثقفين ماذا أجرمت يداهم».
وأضاف رئيس مجلس إدارة وتحرير «اليوم السابع»: «نقول للسفارة، لا علاقة لكم باليهود أو اليهودية، إسرائيل نبي لنا، أما دولة إسرائيل فهي عدو للإنسانية»، مشيرا إلى أن الحجة الزائفة والاتهامات الباطلة لليوم السابع بأنها تنشر الكراهية، إنما تأتي ردا على دورها في إفشال حملات بعض المثقفين وأنصاف الكتاب في الترويج لكذبة التهجير القسري لليهود من مصر».
وكانت صفحة «إسرائيل في مصر»، قد نشرت تدوينة عبر موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، قالت فيها: «بدلاً من نشر الكراهية تجاه إسرائيل، نعتقد أن من المهم أن تشجع جريدة (الأهرام) وجريدة (اليوم السابع) قراءهم على التعرف والاستماع إلى قصص اليهود من الشرق الأوسط، وفهم سبب مبادرة- «نروى قصص»- فقط لكي يعلم الناس حقيقة ما حدث في الماضي، حتى يُمكننا التقدم إلى مُستقبل أفضل للازدهار».
وأضافت: «أطلقت وزارة المساواة الاجتماعية في دولة إسرائيل مُبادرة وطنية مميَزة، الهدف منها هو توثيق المواطنين الإسرائيليين لقصصهم بعد تركهم لبلادهم في الشرق الأوسط، عن طريق نشر الفيديوهات الخاصة بهم من خلال الموقع الإليكتروني الخاص بمبادرة «نروى قصص».