كشاف الفرص.. جهاز المشروعات يمول مصنعا لتقطير العطور في الجيزة

تمتلك مصر مميزات نسبية كبيرة يمكنها أن تحقق نقلة نوعية في الصناعة، وتوفير فرص عمل، ولكن هذه المميزات في حاجة إلي ما يمكن اعتباره كشاف الفرص القادر على رصد الفرص السانحة بما يفيد الاقتصاد، وهو ما استطاع جهاز تنمية المشروعات أن يؤديه في الفترة الماضية.

ومن بين المميزات النسبية النباتات العطرية التي تشتهر بها بعض المحافظات في الدلتا والصعيد، وهو ما دعا الجهاز إلي تمويل مصنع تقطير وتصنيع الزيوت بمنطقة سقارة بمدينة البدرشين فى الجيزة، حتى أصبح من أوائل الشركات المصدرة للزيوت العطرية والطبية إلى الخارج، وله شهرة عالمية فى هذا المجال.

المهندسة مها الكاشف، مالكة مصنع سقارة لإنتاج الزيوت، تحكي عن دور جهاز تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة، والذي دعمها بالتمويل 4 مرات، على مدار عدة سنوات، بإجمالى مليون و550 آلف جنيه، ففى عام 2006 حصلت على 50 ألف جنيه قرض من الجهاز وعند تسديدها حصلت على 250 ألف جنيه ثم حصلت على 250 ألف مرة أخرى وأخر مرة حصلت على قرض بمليون جنيه لتنمية مشروعها حتى أصبح من أكبر المصدرين للزيوت فى مصر.

وتقول الكاشف، إن لديها الآن 12 عامل مؤمن عليهم، و10 عمال مؤقتين، مشيرة إلى أن كل إنتاجها يصدر للخارج، إلى دول أوربا وأمريكا وأسيا، واستراليا، ولمصنعها اسم كبير فى السوق الخارجي، ويحتل المركز الثالث بين ما يقرب من 6 مصانع مصرية شهرة فى الخارج، وحاصل على شهادتي أيزو وشهادة "الحلال" التى يصدر من خلالها.

المشروع حقق نجاحات كبيرة وأصبح يصدر بما يقرب من 8 ملايين جنيه سنويا، وتعمل في إنتاج جميع الزيوت العطرية والطبية، وهى تمثل المادة الخام التي تدخل في عدة صناعات "عطرية وأدوية وغذائية وكميائية"، وتنتج بمواصفات مصرية عالمية، لافتة إلي أن المنتج المصري من أفضل المنتجات عالميا، ومطلوب بالاسم في الخارج، مؤكدة أن أشهر الدول فى إنتاج العطور مثل فرنسا تستخدم المنتج المصرى، نظرا لجودته العالية وقوة التأثير الموجودة به، نظرا للطقس المناسب بمصر الذى يؤثر على جودة المحاصيل التى تدخل فى إنتاج الزيوت.

وتكمل الكاشف، أنها تعتمد على الإنتاج في شراء البذور والزهور، من الصعيد في شراء الكمون والبردقوش والشيح وحبة البركة والسمسم وغيرها، وعلى الغربية وطنطا فى النباتات العطرية مثل الياسمين والعطر وغيرها، ومن أغلى الزيوت في التصدير زيت الياسمين الحر وسعر الكيلو 3 آلاف دولار، ويستخدم ما يقرب من 10 آلاف زهرة لإنتاج كيلو جرام واحد، وأيضا زيت النيرولى المستخلص من زهرة النارنج وثمن الكيلو 8 آلاف دولار، وهناك أنواع سعرها أقل مثل زيت الشيح بـ 8 آلاف جنيه مصري للكيلو وزيت البصل بـ17 ألف جنيه مصرى، وزيت الثوم بـ4 ألاف جنيه، وتختلف اسعارها حسب موسمها والعرض والطلب، مؤكدة  أن جميع منتجي العطور في العالم يستخدمون المنتج المصري، وأشهرهم فرنسا، فأفضل الأنواع تخرج من مصر.

ويعمل المصنع على مساحة 900 متر، مخصص لإنتاج أصناف معينة من الزيوت، منها وحدة التقطير بالبخار، وتنتج زيوت الكمون والبردقوش والعطر واليوسفى وغيرها، ووحدة تقطير بخار أخرى لإنتاج زيوت البصل والثوم، ووحدة عصر على البارد وتنتج زيوت حبة البركة والجوجوبا والسمسم، وأخيرا عنبر الاستخلاص وينتج زيوت الأبسليوت والعجائن.