«شارع 306» كان البداية.. هل تنتصر الحكومة في حرب الأسواق العشوائية؟
الإثنين، 24 ديسمبر 2018 10:00 ص
واحدا من مشروعات صندوق تحيا مصر، يستهدف القضاء على ظاهرة الباعة الجائلين العشوائية، وتمكين الشباب من إطلاق مشروعاتهم الصغيرة والمتوسطة لتوفير حياة كريمة بدلا من الانضمام لطابور البطالة انتظارا لحلم الوظيفية، وتشجيعهم على العمل الحر بما يسهم في دفع عجلة التنمية والاقتصاد، وتقنين أوضاع عربات المأكولات والمشروبات والحرف اليدوية والمعروضات المختلفة بالشوارع والميادين بشكل منظم بعيدًا عن إعاقة المرور أو إزعاج السكان والمارة.
وبالفعل أطلق الصندوق، بالتعاون مع الوزارات والمؤسسات المعنية بالحكومة أولى تلك التجربة بـ«شارع 306»، بمنطقة المفتشين بألماظة في مصر الجديدة، لتحقيق حلم العديد من الشباب في الحصول على فرصة لتنفيذ مشروعا اقتصاديا يوفر لهم دخلا ماديا يمكنهم من مواجهة أعباء الحياة، مستهدفة تنفيذ 150 شارعا بنفس المنوال على مستوى الجمهورية.
وكشف إبراهيم كرم، المدير النفيذي لصندوق تحيا مصر، تفاصيل المشروع الذي يستهدف استيعاب مشروعات الشباب وتشجيعهم على العمل الحر، مشيرا إلى أنه يوفر مايقرب من 30 ألف فرصة عمل لشباب الخريجين من المنضمين للمشروع بواقع 30 عربية بكل موقع من الـ150 موقعا المستهدف إنشائهم على مستوى الجمهورية.
وأضاف «كرم» في تصريحات صحفية له، أن الشاب الذى يمتلك عربية مطابقة للمعايير سيتم الموافقة له على العمل بها، وحال عدم امتلاكه للعربة من المقرر أن يتم منحه قرضا بفائدة 7%، وتسليمه عربة مطابقة للمواصفات للعمل عليها بالإضافة إلى مساعدته على تنفيذ فكرته من خلال دعم الموردين، وتقديم البرامج التأهيلية التي تساهم في تنمية الأفكار التي يعتمد عليها المشروع.
شارع 306 بمنطقة ألماظة بمصر الجديدة
وفيما يتعلق بشروط الانضمام لمشروع «شارع 306»، أوضح المدير التنفيذي لصندوق تحيا مصر، أنه على الشاب الراغب في العمل التقدم بطلب إلى الصندوق مرفق معه صورة بطاقة الرقم القومي، أو من خلال التقديم على الموقع الإلكتروني www.street360.com لاستقبال الطلبات فى جميع المحافظات، ومن لا يستطيع التواصل عبر الموقع يمكنه التواصل مع المكاتب التابعة لجهاز تنمية المشروعات.
ورصد «صوت الأمة» في جوله له بالشارع المشهد الحضاري للشباب المنظم في عرض السلع والأطعمة والمأكولات وغيرها من السلع المقدمة إلى المواطنين، يسوده روح التفاؤل والرغبة فى العمل ومواصلة الكفاح، وتلبية رغبات الزبائن كنموذج حى لتحقيق أحلام الشباب على أرض الواقع، وتحويل العشوائية إلى مشروع منظم يدر دخلا ثابتا، يساهم فى بناء حياه مستقرة للشباب، أبرز تلك المشروعات على النحو التالي:
فتاة البرجر
تقف آيه محمد عاطف، 29 عاما، ليسانس آداب، على رأس عربة طهي المأكولات السريعة، وتقديم سندوتشات «البرجر» مبتسمة بعد نجاحها في تحقيق حلمها بالحصول على مكان مقنن لتنفيذ مشروعها بعد فترة من المطاردات والملاحقات من قبل موظفي البلدية بين شوارع مصر الجديدة بعد رفضها الجلوس في المنزل انتظارا لمن ينفق عليها ماجعلها حديث السوشيال ميديا لفترة، أعقبها حديث الرئيس عبد الفتاح السيسي عنها في مؤتمر الشباب لتعد السبب الأول في تنفيذ مثل تلك المشروعات للشباب وتقدمت للعمل بشارع (306) لتقف بعربتها فى أمان لا يطاردها أحد.
شارع 306 بمنطقة ألماظة بمصر الجديدة
«ألفونس وشقيقه»
ويقف الشابان في شارع (306) على رأس عربة يقدمان من خلالها المشروبات الساخنة يعمل عليها «ألفونس»، وبجواره شقيقه «كرولوس» يقدم من عربته الخاصة المشروبات المثلجة معلقين: «إحنا فى أمان دلوقتى، فى نظام غير عادى، فى متابعة للمشروع، البلد بتقدم مشاريع كويسة ياريت كل الشباب تستفيد منها، واشتغلنا فى الشارع كتير ولما فتحنا المشروع قدمنا فيه وبنقدم مشروبات بجودة عالية وأسعار مناسبة».
شارع 306 بمنطقة ألماظة بمصر الجديدة
أسرة الكبدة
وبدأت فكرة المشروع تداعب مخيلة طالب الصيدلة في تأسيس عمله الخاص بعيدا عن مجال دراسته، فأقام مشروعا لبيع سندوتشات «الكبدة»، وبدأ بالعمل عليها هو وأسرته بالكامل، والديه وشقيقته وصديقه، ويقدم من خلالها الـ«سجق – كبدة - مبار بلدى»، وذلك بعد أن تمكن من إقناع أهله بمشاركته في تنفيذالمشروع قائلا: «كنت واقف فى شارع السبأ وكان فى مشاكل مع الحى من زمان وروحنا للحى أكثر من مرة لإيجاد حل وتوفير تراخيص وأبلغنا بفتح المشروع، وقدمت، والدنيا هنا أمن ونظافة وحاجة مقننة، وهشتغل فى المشروع حتى بعد التخرج واللى هيشتغل معايا هيقبض أقل حاجة من 1700 جنيه، والأسعار تبدأ من 10 جنيه».